نيويورك (ا ف ب)الفجرنيوز: برات محكمة في منطقة كوينز شرق نيويورك الجمعة ثلاثة شرطيين ملاحقين بتهمة قتل شاب اسود اعزل في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 في نيويورك بخمسين رصاصة.واثار الحكم ذهول المئات من المحتشدين خارج مقر المحكمة العليا الذين هتفوا "قتلة!" و"عار عليكم!" في منطقة كوينز التي انتشرت فيها قوة كبيرة من الشرطة وحلقت فوقها المروحيات. ودان القس جيسي جاكسون الناشط من اجل حقوق السود تلك "السخرية من العدالة". وقال القس الذي نافس سابقا على الترشيح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية عبر محطة تلفزيون نيويورك 1 "كانت مجزرة". اما رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبورغ فافاد في بيان ان القاضي الموكل بالقضية ارثر كوبرمان اتخذ قراره "على اساس شهادات استمع اليها ابان المحاكمة". واضاف رئيس البلدية "اميركا هي بلد قوانين وحتى لو لم يوافق الكثيرون على الحكم فاننا سنقبل به" واكد انه "واثق من عدم وقوع تجاوزات". وقتل شون بيل (23 عاما) اثر خروجه من مرقص حيث كان يحتفل باخر ليلة من العزوبية عشية زواجه. واثار مقتله التوتر في نيويورك حيث دان بلومبرغ "الاستخدام المفرط للعنف" من طرف الشرطة. ووجهت تهمة القتل غير المتعمد في 19 اذار/مارس 2007 الى الشرطيين جيسكارد ايسنورا اللاتيني الاسود ومايكل اوليفر الابيض اللذين كان يمكن الحكم عليهما بما يصل الى 25 عاما من السجن. اما الشرطي الثالث مارك كوبر الاسود فاتهم "بتعريض شخص للخطر عبر قيادة متهورة" ما حد عقوبته المحتملة بعام من السجن. في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 كان خمسة شرطيين بثياب مدنية من بينهم المتهمون الثلاثة يراقبون مخرج المرقص في كوينز. ولسبب مجهول بداوا يطاردون السيارة التي كان شون بيل واثنان من اصدقائه فيها. وظن الشرطيون على خطا ان ركاب السيارة مسلحون واستخدموا بالتالي اسلحتهم ما ادى الى مقتل شون بيل واصابة احد الراكبين الاخرين بجروح خطيرة. واعادت الحادثة الى الاذهان قضية اداو ديالو الشاب الغيني الاصل الذي اردي باربعين رصاصة في نيويورك عام 1999. وادت تبرئة عناصر الشرطة الضالعين في القضية انذاك الى تظاهرات هائلة في المدينة اوقف اثرها المئات. واعتبر القاضي كوبرمان الجمعة ان الشرطيين الثلاثة لا يتحملون المسؤولية الجنائية عن مقتل شون بيل وقال "ان الشهادات لم تكف لاثبات ان الشرطيين اخطأوا في فتح النار". واوضح القاضي في بيان ان شهادات الشرطيين الثلاثة "كانت اكثر مصداقية من شهادات الضحايا". من جانبها اعلنت وزارة العدل الاميركية انها تعمل مع مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي) والسلطات القضائية النيويوركية لاجراء تحقيق مستقل "للوقائع والظروف المحيطة بحادث اطلاق النار في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2006". واوضحت الوزارة ان السلطات "ستتخذ الاجراءات المناسبة اذا اشارت عناصر التحقيق الى حدوث انتهاك" للقانون. وفي محيط المحكمة تظاهر العديد من الشباب السود الذين يرتدون قمصانا حمراء تحمل عبارة "شون بيل ارقد في سلام" و"50 طلقة ليست عدالة". وقال جورج ماك (48 عاما) الناشط في منظمة "نيويوركيون ضد العنف المسلح" "سنستانف الحكم". من جهته رحب رئيس جمعية الشرطيين المتطوعين في نيويورك باتريك لينش بالحكم معتبرا انه "يوجه رسالة واضحة الى عناصر شرطة نيويورك الذين يستطيعون توقع معاملة عادلة ومنصفة امام المحاكم".