رام الله،فلسطين: افرجت السلطة الفلسطينية الاربعاء عن تمام ابو السعود من حركة حماس بعد اعتقالها منذ شهرين على خلفية محاولة اغتيال محافظ نابلس ومسؤولين فلسطينيين آخرين. وتم الافراج عن ابو السعود بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعبرت ابو السعود في مؤتمر صحافي بمشاركة محافظ نابلس جبريل البكري عقب الافراج عنها، عن شكرها للرئيس محمود عباس الذي "تكرم علي واصدر قرار العفو عني رغم انني مدانة وتستوجب محاكمتي". وكان مصدر امني فلسطيني اعلن الاربعاء ان الرئيس الفلسطيني قرر الافراج عن تمام ابو السعود "مستجيبا لمناشدتها بالافراج عنها وبطلب العفو والصفح". واوضح المسؤول نفسه ان قرار الافراج عن تمام ابو السعود اتخذ "بالرغم من انها اعترفت انها كانت تخطط في خلية لحركة حماس لاستهداف مؤسسات وطنية فلسطينية وشخصيات قيادية". ورأى البكري ان ابو السعود "تم تضليلها من قبل حركة حماس باسم الدين بهدف اعاثة الفساد"، داعيا حماس "الى الكف عن مثل هذه المخططات التدميرية التي تعمق الانقسام". واكدت ابو السعود عدم معرفتها بخطة اغتيال المحافظ "الا ليلة العيد وأحمد الله انه لم تتم اراقة اي قطرة دم واحدة". ووجهت ابو السعود رسالة لحركة حماس، وقالت "ادعو الشيخ اسماعيل هنية للمصالحة مع ابناء فتح حتى نتمكن من العيش بسلام". وردا على سؤال، نفت تعرضها للتعذيب. وقالت "لم اتعرض لاي شكل من اشكال التعذيب ولا حتى بالكلمة والمحققون كانوا لطيفين معي". من جانبها شككت حركة حماس في بيان صحافي "في حقيقة ما جاء في المؤتمر الصحافي الذي اجبرت عليه المربية تمام ابو السعود فور خروجها من سجون سلطة فتح حيث وضعت على لسانها اعترافات اجبرت عليها قسرا وتحت التعذيب". وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس ان" طريقة الافراج عن الداعية تمام ابو السعود من سجون السلطة اليوم طريقة لا اخلاقية". وفسر ذلك بان "ابو السعود تمت تبرئتها في محكمة العدل العليا منذ شهر ولم تتم ادانتها بشيء ورغم ذلك تمت مقايضتها وابتزازها واجبارها على الاعتذار، فعملية اعتذارها جاءت بناء على الضغوط التي مورست ضدها بينما هي لم تتورط بشيء". واعتقلت السلطة الفلسطينية ابو السعود في 24 تشرين الثاني/نوفمبر على خلفية محاولة لاغتيال محافظ نابلس ومسؤوليين آخرين. وشدد المسؤول الامني على ان ابو السعود، التي طالبت حماس باستمرار باطلاق سراحها، "ايقنت مدى الضرر المعنوي الذي الحقته بها حركة حماس التي استغلتها لتحقيق اغراض بعيدة كل البعد عن المصلحه الوطنية وتهدف الى تعميق الجرح وتتجاوز به كل الخطوط الوطنية الحمراء". وحذر المسؤول الامني حركة حماس من "الاستمرار باستخدام المرأه الفلسطينية والاطفال لتنفيذ اجندتهم الهادفة الى ضرب القيم والمصالح والمبادئ الوطنية". وشنت حماس هجوما اعلاميا شديدا ضد السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية، اثر اعتقالها. ونفت الحركة اي علاقة لها بخلايا تخطط لعمليات اغتيال، ووصفت ابو السعود بانها "مربية معروفة في نابلس" ودعت السلطة الفلسطينية الى "اطلاق سراحها فورا".