الإضراب عن الطعام شرع فيه أكثر من 60 سجينا في المؤسسات العقابية الليبية، أول أمس، فيما تسود مخاوف جمة من لجوء المساجين إلى سلوكات جد خطيرة بعد أن قام السجينين بخياطة فميهما بالإبرة والخيط أول أمس. الحادثة التي اهتز لها السجن المركزي لطرابلس، حيث اضطرت إدارة السجن إلى نقل السجين الأول الذي كان أنهى العملية على جناح السرعة إلى المستشفى، لكنه فور إعادته إلى السجن، شرع مجددا في خياطة فمه، كما ذكر أحد السجناء أمس ل''الخبر'' وهو السلوك الذي ينحو إلى انتهاجه بقية السجناء بالسجن المركزي والسجون الخمسة الأخرى التي يتوزع فيها الجزائريون. أما السجين الثاني، فقال المتحدث أن الحراس لم ينتبهوا لأمره إلى غاية يوم أمس. وبفعل هذه الحادثة، قال المتحدث بأن إدارة السجن عززت من مراقبة المساجين الجزائريين. وأكد من جانبه، محامي المساجين، السيد عبد المجيد كلفالي، في اتصال ب''الخبر'' أنه إلى غاية منتصف نهار أمس، تدهورت الحالة الصحية لثلاثة مساجين بصفة تدعو للقلق، حيث أخرج المساجين الثلاثة من السجن المركزي إلى مركز الحراسة وأبقي عليهم هناك. وأوضح أن المساجين لم يستطيعو الحديث معه بواسطة الهاتف بسبب تدهور صحتهم، وأنهم رتّبوا لوقف الإضراب وفق المدة المحددة يوم الخميس، على أن يعودوا إليه يوم السبت في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. فيما أكد أن عميد السجن تنقّل إلى المضربين وعنّفهم من أجل وقف الإضراب، كما هددهم ''بنقلهم إلى معتقلات الصحراء في ليبيا''، فيما ''انهال ضابط بالسجن (م.ك) على المضربين بالسب والشتم والتعنيف وهددهم بالتعذيب في حال مواصلتهم الإضراب''. كما تعرّض أحد السجناء إلى مضايقات من قبل إدارة السجن التي شرعت في استجوابه، بعد أن أدلى بتصريح لقناة فضائية، نقل من خلاله أوضاع السجناء المأساوية في ظل إحجام القضاء الليبي عن تطبيق قرار العفو الذي أصدره امعمر القذافي لصالحهم. واشترط السجناء لوقف إضرابهم، زيارة السفير الجزائري بطرابلس، بالإضافة على قنصل الناحية ووزير العدل الليبي ووفد عن اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان وممثلين عن الكتلتين البرلمانيتين لحركة مجتمع السلم وحزب العمال، وممثلين عن جمعية سيف الإسلام القذافي، وآخرين عن جمعية ''آفاق'' التي ترأسها بنت القائد الليبي. وقال محامي المساجين، أن عدد المعنيين بعفو القذافي أكثر من 60، وليس 52 كما تداول في الأشهر الأخيرة، حيث يوجد 36 سجينا بالسجن المركزي لطرابلس وثلاثة سجناء بسجن بنغازي و18 بسجن شرمان على الحدود مع تونس و4 بسجن غريان بناحية جندوبة، حيث يوجد 17 موقوفا دون محاكمة، بينما حكم على 8 بالإعدام و5 بقطع اليد بتهم السرقة والاتجار بالمخدرات. وعن قرار العفو الذي أصدره امعمر القذافي لصالح المساجين، شدد محاميهم ''لم أبلّغ بأي قرار من هذا النوع''، فيما ذكر أحد السجناء بأن جزء من أسباب عدم تطبيق القرار يعود إلى احتجاجات قام بها سجناء ليبيين لم يصدر لصالحهم قرار مماثل، حيث وجدت السلطات القضائية للبلد نفسها محرجة من الإفراج عن الجزائريين وترك مواطنيها في السجون. الجزائر - محمد شر