بيان للهيئة الوطنية للمحامين حول واقعة تعذيب تلميذ بسجن بنزرت    لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعب تونس يرزح تحت " هولوكوست " الدولة
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 05 - 2008

شعب تونس يرزح تحت " هولوكوست " الدولة
كان من الأنسب أن تساهم هذه " الكلمة الحرة " بكلمة في الذكرى الستين لإغتصاب فلسطين من الحركة الصهيونية العنصرية ولكن نيران المحرقة التي تلتهم أبناء شعب تونس واحدا بعد الآخر سيما في العقدين الأخيرين بعد إنقلاب الجنرال ضد بورقيبة .. لم تدع لنا خيارا بسبب أنها محرقة صامتة مسكوت عن جرائمها بل تجد لها إمتدادات غربية ( أروبية وأمريكية ) تشجعها على ذلك وتوفر لها الغطاء الكافي وليس آخرها شهادة الزور الشنيعة التي قدمها ساركوزي ...
هولوكوست يحصد تونس وشعبها في صمت دولي وعربي وما أشنع أن تحرق بالنار والناس من حولك مشغولين مشدوهين كممت أفواههم المصيبة ... هولوكوست لا تقوده " دولة " بل " عصابة فساد ونهب وقهر " ...
لنبدأ حلقات المحرقة في تونس من آخر ضحاياها:
1 الشاب هشام العلايمي ( 24 سنة ) يصعق عمدا من لدن زبانية " الدولة " بالكهرباء في أثناء إعتصام نظمه أهالي الرديف المنتفضة منذ شهور ضد السياسات الإجتماعية والإقتصادية الجائرة. وإذا كان مبلغنا من العلم هو المطالبة بفتح تحقيق فإننا نبشركم بأن عمليات القتل العمد بكل الوسائل ضد حركات الإحتجاج المتصاعدة .. ستتوالى وتتصاعد هي الأخرى وما أيسر أن تقوم " دولة " بالتحقيق في مقتل مواطن بريء ليمتد التحقيق سنوات وتكر الأيام بإمتصاص الغضبة ... والنتيجة : قضاء وقدر.
2 مجموعة من الفتيات المحتشمات في مدينة صفاقس من عائلات ( غربال والقلال إلخ ..) ينقض عليهن البوليس في جنح الظلام بينما كن يجتمعن في بيت صديقة يتلون القرآن ويتدارسنه ثم يقتدن إلى مخفر الشرطة لينلن نصيبهن غير منقوص من سب الجلالة والكلام الموغل في البذاءة والفاحشة ( على الطريقة التونسية المعروفة ويا للأسف الشديد في هذا المجال ) وتنزع خمرهن ويشبعن ضربا وركلا ويستضفن في تلك الليلة في إحدى غرف المخفر وفي الصباح يفرج على بعضهن ويحتجز بعضهن الآخر. ( أنظر تقرير إسلام أون لاين في بحر هذا الأسبوع ).
إنه العدوان إذن على أغلى قيم الإنسان عدوانا صريحا لا يكتمه إلا منافق عليم اللسان : الإسلام والحرية.
3 الحرب ضد حرية المرأة وحرية التدين تتواصل.
في بحر هذا الأسبوع أصدرت وزارة المرأة والأسرة منشورا جديدا تقول فيه بالحرف الواحد " لوحظ إستخدام الإطارات التربوية لمناديل و" محارم " وقبعات بدلا من الزي الطائفي الممنوع رسميا بمنشور من الوزارة الأولى ( محمد مزالي عام 1981 ) ونذكركم بأن ذلك ممنوع منعا باتا ".
منعت المرأة التونسية منذ عام 1981 من إرتداء الخمار إلتزاما بدينها فلما إنقلب الجنرال على رئيسه عام 1987 وبنى مشروع " الدولة " على خطة تجفيف منابع التدين.. تأقلمت تلك المرأة مع الأوضاع القهرية الجديدة فوضعت على رأسها قبعة و " محرمة " وهي لباس تقليدي تونسي معروف أو منديلا .. ولكن ذلك لم يُجدِها نفعا ولم يشفع لها. ( أنظر نص المنشور في بيانات جمعية حرية وإنصاف وغيرها من المنظمات الحقوقية التونسية في بحر هذا الأسبوع ).
المرأة التونسية هي المرأة المسلمة الوحيدة من بين مليار ونصف من المسلمين .. التي لا يحق لها أن تستخرج بطاقة هوية تونسية أو جواز سفر تونسي أو أي وثيقة مدنية دون أن ترغم على تقديم صورة فوتوغرافية تظهر فيها عارية الرأس بالكامل.
المرأة التونسية نالت حظها من السجن والتعذيب كاملا في سنوات الجمر الحامية ( عهد الجنرال وعصابته ) بسبب وضع خرقة قماش على رأسها ( سميرة بن صالح رشيدة الجماعي العويديدي إلخ ...).
المرأة التونسية كانت ضحية الإجبار على الطلاق فضلا عن التهديد به بسبب ذلك ( في سنوات الجمر تلك تم تطليق زوجة السيد جميل عليلة رحمها الله رحمة واسعة بإجراءات قضائية مزورة ذات إجراءت التطليق القسري طالت نساء أخريات لا فائدة من ذكر أسمائهن الآن لولا أن الله سبحانه سلم في آخر لحظة وتحديدا بسبب تدخل حرم الرئيس الفرنسي الراحل " ميتران " هاتفيا لدى الجنرال ).
4 الحرب ضد القرآن الكريم.
مشاهد لا فائدة من إعادة نشرها مرة بعد مرة فهي معروفة مما جعل الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قبل زهاء سنوات ثلاث يصدر فيها بيانا في دورته المنعقدة في إسطنبول.
طال " الهولوكوست " في تونس حتى كتاب الله سبحانه تصريحا وفعلا. ( الأستاذ الجامعي في اللسانيات العبدلي يقول بمناسبة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف في مارس من عام 1997 في الصباح الأسبوعي بحضرة الجنرال ووزيره للشؤون الدينية ومفتي البلاد : " لا يطمئن المرء إلى نسبة القرآن إلى الله بسبب إهتزاز شنيع في بنيته القصصية ".
أما ركل المصاحف الشريفة خاصة في السجون إمعانا في تحدي مساجين حركة النهضة .. فهو أمر شائع شيوع سب الجلالة في أكثر الدوائر الرسمية الحكومية .. بال رئيس منطقة الشرطة المقبور بالسعود في سجن صفاقس على المصحف الشريف أمام مساجين حركة النهضة إمعانا في التحدي وكسرا لشوكتهم في بحر سنوات الجمر تلك فقضى بداء السرطان جزاء وفاقا : إنتقم منه رب المصحف الشريف سبحانه في هذه الدنيا بأن أصابه السرطان في ذكره الذي بال به على المصحف ...
5 تمر بنا في هذه الأيام ذكرى تأسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ( أعرق منظمة حقوقية عربية وإفريقية) وكان ذلك يوم السابع من مايو 1977. شهدت تلك المؤسسة الحقوقية العتيدة بعض هامش من الحرية في عهد بورقيبة فلما جاء الجنرال وعصابته قيدت حركتها بالكامل ونسجت مؤامرات للإنقلاب عليها خاصة عام 1992 عندما كان الدكتور المرزوقي يديرها ثم خرجت من محنتها تلك بأضرار كبيرة وجسيمة وهي اليوم تناضل منذ سنوات طويلة من أجل عقد مؤتمرها العادي ولكن لا تجد هامش حرية ضيق جدا لفعل ذلك.
كان ضرب مؤسسات المجتمع العتيدة من مثل إتحاد الشغل ورابطة حقوق الإنسان وإتحاد الطلبة .. ضروريا لسحق حركة النهضة ومن في إثرها من المعارضة الوطنية الديمقراطية الجادة تماما كما يحتاج اللص دوما إلى إطفاء الأنوار والتسلل في جنح الظلام.
أجل. ضربت الرابطة ضربا شديدا موجعا ولكن ظهرت للوجود بعدها مؤسسات حقوقية جديدة وصغيرة ولكنها دائبة النشاط من مثل حرية وإنصاف والجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع والمجلس الوطني للحريات وغير ذلك.
6 " عصابة " عدوها الإعلام الحر.
ذلك هو مخ تصريح أخير لمنظمة مراسلون بلا حدود. معلوم أن المنظمة الدولية للصحافة علقت عضوية تونس منذ فجر التسعينيات أي في الشرارة الأولى للمحرقة التي تقودها " الدولة " ضد حركة النهضة أساسا ثم ضد كل صوت حر كما أنه معلوم أن البرلمان الأروبي هدد تونس في أكثر من مناسبة قبل إندلاع كارثة 11 سبتمبر وما تلاها من نكبات ضد البشرية في مدريد ولندن بقطع خطوات الشراكة الإقتصادية بسبب سوداوية الملف الحقوقي بل وصل الأمر حد صدور وثيقة في بداية سنوات الجمر الحامية عن الخارجية الفرنسية تدين الهمجية البربرية التي يتعامل بها الجنرال وزبانيته ضد حريات الناس وحقوقهم سيما أن تلك الفترة قد شهدت موت عدد كبير من سجناء حركة النهضة في السجون تحت التعذيب فيما عرف بخطة الموت البطيء.
لقد شهدت أواخر الفترة البورقيبية هوامش حرية إعلامية تسمح بإلتقاط النفس ولو مع الخنق والمتابعة ولكن ما إن حدث إنقلاب الجنرال حتى رفع الشارة الحمراء في وجه كل صوت حر لا يسبح بحمده أو بحمد حزبه. بدأ بإجهاض " الرأي " تلك المدرسة الكبيرة في الحرية الإعلامية التونسية ثم كر على كل الصحف الحزبية والحرة واحدة بعد واحدة وبقيت عشرية التسعينيات كاملة تقريبا تعيش على دجل وهراء الإعلام الرسمي سيما أن الإعلام الإلكتروني في ذلك الوقت لم ينتشر بعد وكذلك الفضائيات.
وأد الجنرال بعد ذلك بمدة لسانا إعلاميا آخر له مصداقيته " حقائق " التي يديرها عمر صحابو. أما منابر الحركة الإسلامية فقد كان وأدها يسيرا جدا قد لا يتطلب إذنا من الجنرال ولذلك صعقت " الفجر " قبل طلوع الصبح فكانت المولود الذي لم ير النور في عملية إجهاض قيصرية سريعة شنيعة.
أما اليوم فإن الدائرة تدور رحاها ضد جريدة " الموقف " التي حيكت ضدها مؤامرة عرفت آنذاك بقضية المقر ثم عضلت مرات ومرات مما إضطر رجال تحريرها إلى بيعها بأنفسهم في الشوارع ثم إلى إعلان إضراب مفتوح عن الطعام وذلك هو ما يجب أن يكون في عرف الجنرال وعصابته بسبب التحدي الذي رفعه السيد محمد نجيب الشابي في وجه " فرعون تونس " الذي يهيء نفسه بعد تعديلات دستورية مزيفة كثيرة إلى حكم البلاد في دورة رئاسية مقبلة من 09 حتى زيارة ملك الموت إلى ضاحية قرطاج أما الدبابة فلا تأتي بخير ولا هي في أفق قريب منظور ..
حتى الإعلام الإلكتروني قيض له الجنرال بوليسا سماه " بوليس الإنترنت " يحرس التخوم التونسية أن تتسلق إليه " تونس نيوز" أو " الحوار.نت " أو " النهضة.انفو " أو " السبيل أون لاين " أو " الفجر نيوز " أو " الوسط " أو " نواة " أو أي كلمة متسللة تعبر الحدود ..
سجن المرحوم زهير اليحياوي وسجن المنفي في بلاده السجين السياسي السابق عبد الله الزواري وسجنت مجموعة من شباب جرجيس عرفت بمجموعة الأنترنت .. قبل سنوات ( في سنوات الجمر الحامية ) بسبب الإبحار في الشبكة العنكبوتية ومازال بوليس الأنترنت في تونس حيا يقظا يحلم بالوقوف في وجه الثورة الإعلامية الهادرة ...
الشعب التونسي من الشعوب العربية والإسلامية القليلة التي تحرم بسبب البربرية الهمجية للجنرال وعصابته من مراسل لقناة الجزيرة الفضائية .. بل وصل الأمر في سنوات الجمر الحامية إلى حد المنع من وضع أطباق هوائية فوق المنازل.
الصحفي بوخذير ما زال يقبع في السجن بسبب كلمة حرة في موقع إعلامي. ومن قبله قضى المحامي الشاب محمد عبو سنوات طويلة في السجن بسبب إعتراضه كتابيا على زيارة السفاح شارون إلى تونس.
7 " دولة " بوليسية بكل معاني الكلمة.
أكثر من 150 ألف شرطي رسمي في عشرة ملايين مواطن أما جيوش الشرطة السرية بعضها مرتبط مباشرة بالقصر في فسيفساء من التعقيدات الأمنية المتضاربة .. فلا حصر لها. " دولة " رائدة في جمع شمل السلك الأمني العربي من خلال الحرص على عقد مؤتمرات وزراء الداخلية العرب في موعدها وجدول الأعمال دوما هو هو لا يتغير : تبادل المعلومات عن المعارضين وخاصة من الإسلاميين وتيسير سبل تسليمهم والتضييق عليهم. تلك هي رسالة" العهد الجديد". ليس له من رسالة أخرى في الحياة ولذلك حقق فيها نجاحات كبيرة جدا.
9 إفتعال قضية السلفية لتقمص دور الضحية من جديد وإستدرار عطف المجتمع الدولي. ذلك ما أكده أكثر من لسان دفاع في قضايا كثيرة متتابعة ضد ما عرف بحوادث ضاحية سليمان ( ديسمبر كانون الأول 06 ). تجري مداولات المحكمة قبل أسابيع قليلة على إمتداد 36 ساعة دون إنقطاع وأحكام بالإعدام وبالمؤبد وأحكام أخرى قاسية طويلة ضد عشرات من الشباب التونسي الذي جيء به بعد وجبات إعتقال وتعذيب شنيعة ليكون كبش فداء بحسب ما أكد المحامون.
10 قوارب الموت تأكل شباب تونس وتسحق زهراتنا.
يبيع الشاب أملاك أبيه أو يتحايل بألف ألف حيلة وحيلة ليدفع مليوني مليم تونسي لوسيط بينه وبين المركب البحري الصغير الذي يستقله إلى إيطاليا وهو يعلم أن أكثر من ركب البحر قد سقطوا لقمة سائغة في أفواه قروش المتوسط. شباب من الذكور والإناث على حد السواء. فيهم الدكتور وفيهم الجامعي وفيهم المثقف وفيهم الريفي وفيهم الحضري وفيهم المعارض وفيهم المسالم وفيهم الأمي وفيهم المتزوج وفيهم الأعزب ...
يرى ذلك الشباب بأم عينيه كيف أن " فلانة " أو " فلانا " من المقربين يستولون على معمل كبير أو مصنع ضخم أو مشروع ناجح إستيلاء القوي على الضعيف يهدده بتسليط الإجراءات الحكومية ضده ... فراعنة صنعهم القصر وأطلق أيديهم القذرة في أموال الناس وأعراضهم وكرائمهم يستولون عليها إستيلاء بأسياف التخويف من سلطان الحكومة ومصالحها المالية ...
قاسى أهل الرديف في أقبية التنقيب عن معادن الأرض عقودا طويلة .. كان أملهم في إتحاد الشغل ألا يخذلهم .. مات عاشور رحمه الله فترمل الإتحاد من بعده وأحكم الجنرال قبضته الحديدية على أعرق منظمة عمالية عربية وإفريقية وإسلامية .. ثم إنتفض أهل الرديف وووجهوا بالرصاص الحي .. ثم كان منهم الشهيد الأول : هشام العلايمي.
هب أن الناس في تونس ينعمون بخيرات جنات الفردوس الأعلى التي فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت .. متى كان الإنسان عجلا يسمن بالأكل والشرب؟ العجل الذي يفعل به ذلك يعد للذبح. فهل نعد شعبا للأكل؟ كيف يتراجع دعاة الحرية وسرعان ما ينسون أنهم حماة كرامة الإنسان؟
تلك الخطة الخبيثة ( خطة تجفيف منابع التدين ) هي التي أنشأت ظواهر إجتماعية في تونس يقف لها الشعر ويرتجف لها الفؤاد لمن كان له أدنى حياة في القلب : إن القلب ورب الكعبة سبحانه ليتفطر لمجرد ذكر ظاهرة الأمهات العزباوات في تونس. هل نسينا الحكمة التي صاغها الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الجريمة في تونس بلغت معدلات مخيفة وهي جريمة ضد الأرحام وجريمة منظمة لا تكاد تنكشف خيوط بعضها حتى تلفى فيها أعوانا من البوليس الذي عهد إليه بحفظ الأمن في البلاد .. جرائم قتل بشعة جدا ضد الأم وضد الأب وضد الزوج والزوجة بسبب دريهمات .. معدلات تعاطي المخدرات وصلت الخطر المحدق : أطفال المدارس الإبتدائية .. يهدى الواقي من الحمل بالمجان في كل مكان تشجيعا على الفاحشة المغلظة ... الشاب المحظوظ في العرف التونسي هو من يظفر بعجوز أروبية ينكحها ليفر من البلاد .. تونسيات عربيات مسلمات يتزوجن أروبيين من غير دينهن للفرار من البلاد .. البلاد تحولت إلى سجن خانق ..
تونس مرجل يغلي بأهله : العاطل لا يجد عملا والثروات توزع أمام عينيه على الوجهاء وصاحب الرأي يمنع من إبداء رأيه حتى على صفحة إلكترونية والسياسي مهدد إن تجاوز سقفه بتهمة الإنتماء إلى حركة النهضة والنتيجة : سجن و تعذيب والمرأة لها حرية التعري بالكامل ولكن ليس لها حرية وضع خرقة على رأسها ولو كانت قبعة أو " محرمة " تونسية تقليدية ( أنظر المنشور ) .. ذاك المرجل الغالي يوشك على الإنفجار .. الإنفجار في مثل تلك الحالة قانون إجتماعي محتوم ..
وأخيرا ...
1 هل نسي الناس أن الجنرال وعصابته يحتجزون منذ عقدين كاملين عشرات من سجناء حركة النهضة في ظروف إعتقال بالغة السوء والقهر تطبق عليهم خطة الموت البطيء الذي خطف منهم عشرات أما من يسرح منهم فإنه يظل معرضا لمخلفات السجن وأمراضه فإن عاش عاش عليل الجسم وإن كتب الله عليه الموت قضى ..
2 هل نسي الناس أن أولئك المساجين تسجن معهم عائلاتهم وأقاربهم ومعارفهم في بيوتهم وفي محال إقاماتهم إلا من له منهم سابق إنخراط في الحزب الأوحد الحاكم لعله يشفع له .. هل نسي الناس أن زوجة السجين وزوجة الفار من " عدالة الجنرال" تحاسب حسابا عسيرا مع مطلع كل شمس على علبة حليب يعثر عليها البوليس في بيتها .. ذلك البوليس الذي نسي أنه عربي إسلامي تونسي عار عليه أن يهتك حرمات النساء دون إذن .. إلا قليلا منهم ممن حفظ لنفسه ذلك الشرف ..
3 هل نسي الناس أن السجين المسرح لا يحق له العمل مطلقا لا بالرجوع إلى عمله السابق ولا حتى بائع حلوى على رصيف قرية نائية .. حتى لو كان دكتورا مبرزا في الفيزياء والكيمياء ( أليست نكبة تونس في العالم منصف بن سالم كافية لتابيد تخلفنا العلمي ) .. في السجن سياسة الموت البطيء وخارج السجن سياسة الفقر البطيء .. لا يحق للسجين حتى مواصلة تعليمه الجامعي وبالكاد تحصل الأستاذ العجمي الوريمي على ذلك الحق ثم تلاه الأستاذ الصحبي عتيق ..
4 ألسنا نعيش في جمهورية رعب ومملكة فزغ دائم وخوف لصيق؟ إذا لم يكن ذلك الذي يدور في تونس ضد شبابها وبناتها هو عين المحرقة فكيف تكون المحرقة؟ محرقة بأيدي تونسية وبتأييد أمريكي أروبي صهيوني؟ محرقة ضد الحريات السياسية والفكرية بل الأنكى من كل ذلك : محرقة ضد الحريات الدينية والشخصية الخاصة جدا ...
ولكن الأمل في الله وفي الإنسان في تونس قائم متجدد رغم الداء والأعداء ..
1 قد تقول إنك تنبش الماضي وهو جثة هامدة لا حياة فيها .. ولكن نبش ذلك الماضي مفيد لئلا نفقد الذاكرة فيطمع بعضنا في العسل الصافي من الدبابير الشرسة التي لا تحسن غير القرص ومص الدماء .. المنكور هو وقوفنا عند ذلك الماضي نهيل عليه جبالا من النحيب .. وكلمة أخرى : صانع ذلك الماضي الأليم مازال حيا ينعم بالأمن والسطوة .. فالحديث عن حاضر .. ومادام المساجين السياسيون لحركة النهضة يقبعون في السجن فالماضي هو الحاضر ..
2 الوجه الآخر المضيء هو :
شعب تسلخ هويته العربية الإسلامية منذ نصف قرن كامل ولكنه أبى الإنخراط في التغريب ومسخ الهوية فهو يجاهد في الجملة بصمت في أعماق البلاد حزب حاكم ضرب كل معارضية بشراسة ولكنه مضطر للتزييف في كل مرة لحصول " جنراله " على أغلبية مريحة تحت قبة " البرلمان " حركة إسلامية وسطية معتدلة قمعت بصلف ليس له نظير في التاريخ العربي المعاصر ولكن صمد سجناؤها ومسرحوها ومنفيوها وهي اليوم الغائب الحاضر حركة معارضة علمانية عقلت الدرس جيدا : ضرب حركة النهضة هو ضرب للحرية والديمقراطية فلا بد من التحالف معها فكانت هيئة 18 أكتوبر حركة تدين واسعة من الشباب ذكورا وإناثا تسخر من الإثنين معا : حركة التغريب العلماني التي شيد بورقيبة أسها في تونس وحركة الدكتاتورية العمياء التي بنى عليها خلفه " الدولة " .. ولتكن حركة تدين ينقصها الرشد فإنما يكون الرشد بالتجربة وإن آمال إلتقاط تلك الحركة الواسعة لمواضع النضج لواعدة كثيرة إن شاء الله
3 أمل في الله وفي الناس لا ينقطع : بوابته الكبرى هي الحكمة التي صاغها أحمد شوقي : وللحرية الحمراء باب ... بكل يد مضرجة يدق. ليس لشعب تونس ولطلائعه المجاهدة في كل مواطن الجهاد المدني السلمي وكل مواضع الإنتاج العلمي والفكري والفقهي والتربوي والإعلامي .. ليس لأولئك جميعا سواء كانوا يساريين أو إسلاميين داخل البلاد أو خارجها إلا مواصلة الجهاد السياسي والإعلامي والثقافي والفكري والتربوي والإجتماعي والإغاثي على درب الحرية.
لم ينل الجنرال وعصابته من قيم الحرية في تونس بسبب شطارته ولا مهارته ولكن بسبب ظروف داخلية لعل أهمها تفرق شمل المعارضة بين إسلاميين وعلمانيين وظروف خارجية لعل أهمها نشوء الدولة القطرية الجديدة ( دولة التجزئة بتعبير منير شفيق) وهي دولة تابعة بالضرورة إلى هذا الحلف الغربي أو ذاك. أجل.جرت الرياح كثيرا وطويلا بما لا يشتهي ربان سفينة الحرية ولعل ذلك أدعى إلى تشبعهم بتلك القيمة العظيمة قبل أن يورثوا السلطان ..تلك موازنات داخلية وخارجية بدأت بالتبدل ولكن للزمن ضريبته ولحركة الإنسان وتيرة نبضها المعروف
الحوار نت
التاريخ: Friday, 9 May 2008
http://www.alhiwar.net/pages/index.php?pagess=sec&id=6193


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.