نواكشوط -الفجرنيوز: أثار مسجد يقع وسط العاصمة نواكشوط على ناصية الطريق الذي يعبر المدينة الثالثة في اتجاه مسجد المغرب على نفس الطريق الذي يمر أمام عمارة "شنقيط بالاس" ضجة في المنطقة المحيطة به بعد أن تحول في الفترة الأخيرة الى محطة للسكارى والمدمنين على المخدرات الذين يمرون به بين الفينة والأخرى.. وكذا معبرا للقاءات غير الشرعية. أغلب المدمنين من زوار المسجد من الشباب في سن المراهقة وقادة العصابات الصغيرة والخلايا الإجرامية والذين يستعملون مركبات كيميائية مسكرة وكذا علب المحاليل اللاصقة القوية الرائحة هذا فضلا عن مستهلكي خلطة "السمسم" الإفريقية المسكرة. الهيئة المعمارية للمسجد المتمثلة في حوش مرتفع له بابان رئيسيان بالإضافة الى هيكل بسلم قديم متهالك تجعل من البناية التي لا حارس لها، أقرب الى "........" منها الى بيت من بيوت الله تلزمه العناية التي تدفع الآخرين الى الاعتراف بهيئة وقداسة المكان. كما أن وقوع المسجد في منطقة غير مضاءة مع انعدام الإضاءة الداخلية يزيد من وقوعه في حيز يجد فيه المدمنون المكان المفضل بالنسبة لهم كهاربين من قبضة الأمن أو الضرب والشتيمة الذي يواجه به سكان نواكشوط كل السكارى والمدمنين. يقول صاحب المحل التجاري المقابل للمسجد.. هنالك أشخاص يترددون على المسجد في أوقات متأخرة من الليل ولا ندري عنهم شيئا.. وفي إحدى الليالي رأينا أشخاصا يرابطون على بوابة المسجد وعندما ذهب زميلي للاطلاع على أمرهم.. ولوا هاربين وكان آخرهم شاب يحمل علبة "كول فورس" قذف بها في وجه زميلي ولاذ بالفرار.. والأرجح أنه كان يستنشقها بغرض الوصول الى حالة سكر.. منذ أيام يؤكد سكان المنطقة حادثة مثيرة للجدل.. أحد رواد المسجد جاء قبل أذان الفجر لأداء الصلاة.. تم الإعتداء عليه بالسلاح الأبيض من قبل مجهولين كانوا يتواجدون بالمسجد، ونقل جريحا الى المستشفى بعد أن سحب المعتدون كل محتويات جيبه، لعل هذه الحادثة هي الأشهر لكنها ليست الوحيدة من بين حوادث يؤكد بعض سكان المنطقة أنها كثيرة ومتعددة وتنذر بالخطر يروح ضحيتها أشخاص من المصلين في الغالب. وفي الأسابيع الماضية تم الاعتداء على أحد المواطنين في الطريق الداخلي عند باب المسجد وسحبه شخصان الى داخل المسجد حيث أخذا مبالغ نقدية كانت بحوزته ولاذا بالفرار. المنطقة معروفة بأنها منطقة الجريمة والسكر العلني فيها ليس مسألة غريبة خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، رغم تواجد عناصر الشرطة الذين يبقون لساعات متأخرة في أهم ملتقيات الطرق في المنطقة.. الليلة قبل البارحة لجأ الى نفس المسجد شاب سكران بعد أن طارده بعض سكان المنطقة.. وعندما حاول البعض إخراجه كان بصحبته بعض الشباب الذين بدو في حالة هذيان وتمكنت المجموعة من مغادرة المسجد والفرار بعد أن تحصنت خلف السلم المهجور للمسجد لساعات من الليل. وتقول "فاتو جنك – 22عاما من سكان المنطقة المحيطة بالمسجد" نحن نرى باستمرار أشخاصا في حالة غير طبيعية يدخلون الى المسجد ويخرجون منه، وهم في الغالب أشخاص مدمنون على السكر ومجرمون ولصوص يعودون في وقت متأخر من مراكز الفيديو القديمة التي تعج بها المنطقة.. وهم في الغالب لا يملكون منازل يلجأون إليها فيكون المسجد خيارا مهما بالنسبة لهم.. فيقضون فيه ليلهم وقد يهاجمون من يأتي إليه بغرض الصلاة.. وهم يختفون في الغالب بعد أن يبدأ أذان الفجر أو يتظاهرون بأنهم تلاميذ محظرة مجاورة أو يتظاهرون بأنهم جاؤوا بغرض الصلاة. والأكثر إثارة ان الفتيات أيضا يدخلن المسجد في ساعات متأخرة حسب ما ينقله البعض.. وهذه كارثة عندما تتحول بيوت الله الى ملاجئ للمجرمين. أما "اعلي سالم- 25 عاما-من رواد المسجد" فقد اقلع عن المجيء الى المسجد قبل الأذان منذ أن سمع عن حادثة الاعتداء على احد هذه المصلين، ويقول مشكلة هذه المساجد هو أنها مهملة من قبل الجهات الرسمية وبالتالي فالمنحرفون وضعفاء العقول يكونون اكثر جرأة عليها.. والدليل على ذلك ان الأماكن المحمية كالوزارات والإدارات لا يمكن لأحد ان يقتحمها أو يجعل منها مكانا لعمل سافر يقوم به.. لكنه يمكن أن يفعل ذلك في هذا المسجد.. فقط لأنه لا يوجد حارس والضمير الأخلاقي والوازع الديني غائبين تماما. أما "محمد عالي- 27عاما- من سكان المدينة الثالثة" فيعتبر أن فوضوية بناء المساجد في العاصمة نواكشوط هي التي أوصلت الموضوع الى هذه الدرجة فأعداد المساجد غير مقدرة.. وقد يوجد مسجد لا أحد يتحمل مسؤوليته وبالتالي يعرض بيوت الله لما لا يليق بها. في الساعات التي تلي منتصف الليل تجد أشخاصا قد اخذوا أماكنهم في باحة المسجد نصف المغطاة بالصفيح.. لاحد يعرفهم وهم لا يريدون إبراز هويتهم لأحد.. لكن الأكيد انهم ليسوا طلاب محظرة وليسوا قادمين من اجل الصلاة لان بعضهم يرتدي ملابس داخلية فقط..!!