الفجرنيوز:تزامنا مع إعلان وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير عن فشله فى إقناع السلطات الجزائرية بالانضمام إلى الاتحاد المتوسطى الذى يروج له الرئيس نيكولا ساركوزي، أعلن فى المغرب عن احتضان مدينة فاس، ما بين 4 و6 يونيو القادم، مؤتمرا دوليا حول موضوع "الاتحاد من أجل المتوسط: أية شروط وأية آفاق؟". ويضم هذا الملتقى، الذى ينظمه "المركز المغربى متعدد الاختصاصات للدراسات الإستراتيجية والدولية"، ومنتدى "روح العولمة"، ومؤسسة "روح فاس"، بالتعاون مع عدد من الشركاء المغاربة والأجانب، أكثر من 150 شخصية ستقدم تحليلات حول مشروع الاتحاد المتوسطي، وذلك قبل شهر من انعقاد قمة رؤساء الدول والحكومات بباريس، فيما يشبه تجليات آخر الصراعات المغربية الجزائرية على كسب مواقع فى المشروع المتوسطي. ويشكل لقاء فاس، الذى يندرج فى إطار الاحتفال بالذكرى 1200 لتأسيس مدينة فاس، مناسبة للنقاش حول عدد من المحاور، منها بالخصوص "تحديات الاتحاد المتوسطي" و"إعادة تحديد مشروع سياسى معبأ من أجل المتوسط" و"آليات الإقلاع الاقتصادى فى المتوسط"، كما سيعرف هذا اللقاء الدولى تنظيم ورشات خصوصا حول "كيف يمكن خلق الشروط الملائمة من أجل أن يصبح المهاجرون فاعلين فى التنمية والاستقرار فى المتوسط؟"، و"كيف يمكن اقتراح مشاريع منتجة من أجل إعطاء رؤية للاندماج جنوب-جنوب؟"، و "من أجل إعادة تحديد الجانب الإنسانى والاجتماعى والثقافى فى الشراكة الأورو- متوسطية"، و"أى ميثاق أخلاقى لوسائل الإعلام فى المحيط المتوسطي؟". واعترف كوشنير على هامش زيارته الأخيرة إلى الجزائر، بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "أبدى اهتماما بهذا المشروع، دون أن يعلن عن موقف صريح حول فكرة الانضمام إلى هذا التجمع الإقليمي"، مضيفا أنه "دون انخراط الجزائر فى المسعى المتوسطي، فلا شيء يمكن تحقيقه، لأن الجزائر بلد محورى فى المنطقة، وعلاقات فرنسا بالمنطقة تبدأ من الجزائر التى بدونها لا يمكن الذهاب بعيدا فى المسعى المتوسطي". وكشفت مصادر مغربية أن أسباب المعارضة الجزائرية للانخراط فى استحقاقات المشروع الفرنسي، ترتبط بملف النزاع فى الصحراء، إلى درجة حديث بعض المنابر الإعلامية فى المغرب والجزائر عن فشل زيارة كوشنير، بسبب تبعات الموقف الفرنسى من الملف، والمؤيد لمقترح الحكم الذاتى الذى تقدم به المغرب، فيما اعتبر "انحيازا للمغرب"، بالرغم من أن الجزائر تعد الشريك الاقتصادى الأول لفرنسا فى منطقة شمال إفريقيا. بل إن يومية "الجزائر نيوز" المستقلة أشارت إلى أن الجزائر تطرح ثلاثة شروط لانضمامها إلى الاتحاد من أجل المتوسط وهي، اعتراف فرنسا بما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية خلال احتلالها الجزائر من 1830 إلى 1962، ثم "إيجاد حل عادل ونهائى لنزاع الصحراء يكفل حق الصحراويين فى تقرير المصير عن طريق الاستفتاء، وحل عادل للقضية الفلسطينية". ومن المهم الإشارة إلى أن زيارة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الأخيرة إلى تونس قدمت صورة إيجابية عن أفكار ساركوزى من وراء الإتحاد من أجل المتوسط، حيث يعمل على أن يكون الجانب الاقتصادى عنصرا رئيسيا فيه. جدير بالذكر أن المشروع المتوسطي- أو مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" كما جاء فى الورقة التعريفية- يرتكز على مشاريع إقليمية تعزز، على المدى البعيد، الاندماج الإقليمي، ويجمع الاتحاد البلدان المتوسطية والبلدان الأوروبية الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى والبلدان غير المطلة على البحر الأبيض المتوسط، فى مقابل فتح باب الشراكة أمام غيرها، قبل أن ينتهى الاتفاق إلى تغيير أصل الاقتراح إلى "الاتحاد من أجل المتوسط".