"رابطة الشمال بدأت حربها على المهاجرين والمساجد".. هكذا يتهامس مسلمو إيطاليا اليوم!. فتحت هدير محركات "البولدوزر" الذي يهدم بناية كان يتخذها المسلمون مسجدا في مدينة فيرونا" (شمال إيطاليا)، خاطب "أليسوندر أنتنولي" رئيس البلدية والذي ينتمي إلى رابطة الشمال اليمينية المتطرفة الصحفيين قائلا: "لم أكن أبدا مرتاحا لوجود هذا المسجد، من الآن سيسمى المكان الذي سيتحول إلى حديقة و موقف للسيارات باسم ساحة أريانا فالاتشي (الكاتبة الإيطالية المعادية للإسلام)". يصلون في المسجد أمام حائط عليه كتابات معادية لهم الحدث بالنسبة لمسلمي إيطاليا يشكل بداية لمرحلة جديدة مع وصول حزب "رابطة الشمال" العنصرية التي ينتمي إليها أنتنولي إلى السلطة بالتحالف مع حزب رئيس الوزراء الإيطالي الجديد سلفيو برلسكوني. وتعد "أريانا فالاشي" (1929 – 2006)، التي سميت الساحة باسمها، من الرائدات في معاداة الإسلام صراحة في أوروبا عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حيث كتبت العديد من الروايات التي تسخر فيها من المسلمين وشبهتهم "بالفئران" من كثرة التناسل كما سخرت من طريقة صلاتهم وخاصة أثناء السجود ووصفت الأئمة بكونهم "المرشدين الروحيين للإرهاب". وسبق لرابطة الشمال أن أطلقت على مكتبة عمومية في مدينة ماجونتا في شمال إيطاليا في أبريل من العام الماضي تسمية "أريانا فالاشي" بعد أن صارت رمزا لليمين المتطرف في إيطاليا وللحركات الأوربية اليمينية المعادية للإسلام بشكل عام. ولئن لم يتسن الحصول على تعليق من حمدي قرفي الناطق باسم الأقلية المسلمة بمدينة فيرونا فان أحد مسؤلي الأقلية في المدينة قال ل"إسلام أون لاين.نت" مفضلا عدم ذكر اسمه: "نعيش حالة حقيقية من الترقب والتخوف الشديد بعد هدم أحد مصليات المدينة ونريد ضغوطات من الحكومات العربية والإسلامية من أجل وقف السياسة الرسمية المعادية للمهاجرين وللإسلام في إيطاليا". ويضيف المتحدث: "أنا من مرتادي المصلى الذي وقع هدمه يوم الجمعة 23 – 5 – 2008 كانت أول جمعة لي لا أصلي في المكان الذي اعتدت الصلاة فيه منذ سنوات". من جهته، وفي تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت" قال على أبو شويمة رئيس المركز الإسلامي بمدينة ميلانو: "الحدث يثبت تخوفاتنا من وصول حزب رابطة الشمال إلى السلطة في إطار التحالف الحاكم، ونعتقد أن أوضاع مسلمي إيطاليا ستزداد تعقيدا وهي أوضاع لم تكن في يوم من الأيام مريحة". الدور العربي ويضيف أبو شويمة: "في الوقت الذي تبنى فيه الكاتدرائيات والكنائس في بعض البلدان العربية وحتى وسط الصحراء حيث لا يوجد مسيحيون، وذلك اتباعا لسياسة تطييب الخاطر التي تعتمدها بعض الحكومات العربية، فإننا نريد أن نوصل رسالة إلى العالم الإسلامي مفادها أن مسألة بناء المساجد في إيطاليا أمر في غاية الصعوبة وأنه بخلاف مركزنا الإسلامي في ميلانو ومسجد روما المركزي لا توجد مساجد حقيقية في إيطاليا". ويتابع قائلا: "مصلى فيرونا هذا الذي وقع هدمه لا تنطبق عليه حقيقة صفة المسجد ولكنه كان يمثل ملاذا للعديد من المسلمين في المدينة ونعتقد أن هدمه يأتي في إطار موجة العداء للإسلام التي تسود العديد من البلدان الأوربية". وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "إسلام أون لاين.نت" من مسلمين يسكنون مدينة "فيرونا"، فإن رئيس البلدية أليسوندر أنتنولي" -وهو في الوقت نفسه نائب عن حزب "رابطة الشمال" اليمني المتطرف المشارك في حكومة برلسكوني- أشرف بنفسه على عملية هدم المصلى يوم 18 – 5 – 2008 بحجة أن المبنى الذي يرتاده المسلمون قد اشترته البلدية وبالتالي فإن للبلدية الحق في إلغاء عقد كرائه. وتضم مدينة فرونا والتي تقع في شمال إيطاليا حوالي 260 ألف ساكن من ضمنهم حوالي 20 ألفًا من المسلمين وتعد معقلا تقليديا لحزب رابطة الشمال اليميني المتطرف ذي الجذور الفاشية. ولهذا الحزب 30 نائبا في البرلمان الإيطالي الجديد الذي انتخب في إبريل الماضي، كما تضم حكومة برلسكوني اليمينية أربعة وزراء من حزب رابطة الشمال. وتمكنت الرابطة من الحصول على حقيبة وزارة الداخلية متوعدة بحملة على المهاجرين غير الشرعيين بإيطاليا حيث رفع أثناء الحملة الانتخابية شعار "الأجانب إلى الخارج و لا للمساجد هنا". وبادر وزير الداخلية المنسوب إلى رابطة الشمال بمجرد تقلده لمنصبه إلى القيام بحملات على الأجانب بحجة البحث على المهاجرين غير الشرعيين كما قام في الأيام الأخيرة "بهدم المساكن المتنقلة التي تجمع الغجر بمدينة فيرونا"، وهو الأمر الذي انتقدته المنظمات الحقوقية معتبرة أن الأمر يتعلق بسياسة رسمية تعادي الأجانب. و يبلغ عدد مسلمي إيطاليا حوالي مليوني مسلم –من إجمالي نحو 60 مليون نسمة- يتمركزون بين مدينتي ميلانو في الشمال وروما في الوسط و يبلغ عدد المصليات حوالي 600 مصلّى، غير أن اثنين فقط منها يرتقي إلى تسمية المسجد وهما المركز الإسلامي بميلانو ومسجد روما المركزي.