مسلمات بريطانيا استطعن الاندماج بفاعلية داخل المجتمع العصري البريطاني والتعامل مع كافة أفراد المجتمع على أساس المواطنة بصرف النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم، لكن مع التزامهن بقيم وتعاليم الإسلام..هذا ما خلص إليه استطلاع بريطاني للرأي. وأظهر الاستطلاع -الذي أجرته مجلة "سيسترز آند أمة فوودز" ونشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية اليوم الأحد- أن مسلمات بريطانيا نجحن في تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة في المجتمع البريطاني ومسايرة تطورها وبين المحافظة على قيمهن وثقافتهن الإسلامية. وكشف الاستطلاع عن أن 58% ممن شملهن الاستطلاع لا يبدين اهتمامًا بالجنس أو العرق عندما يقدمن على الزواج، فيما شدد ثلثا المشاركات في الاستطلاع على أن الدراية الواسعة بالإسلام والامتثال لتعاليمه من أهم الشروط التي يطلبنها في أزواج المستقبل. وفي سياق متصل اعتبر 37% من المشاركات في الاستطلاع أن النجاح يكمن في أن يكون الشخص مسلمًا حقا في سلوكياته وممارساته، في حين رأى 32% منهن أن النجاح هو التوفيق بين العمل ومتطلبات الأسرة. وينظر نحو 50% من المشاركات في الاستطلاع إلى الحجاب باعتباره "زي احتشام" فيما أيد 19% فقط ارتداء النقاب. وعلى عكس عدد من دول أوروبا مثل فرنسا فإن الحجاب ليس محظورًا في بريطانيا، وتحرص الكثيرات على ارتدائه. وبالنسبة لمظاهر الاندماج الأخرى أعرب 52% منهن عن رغبتهن في إدارة أعمالهن بأنفسهن. أوضاع المسلمين في بريطانيا أيضا تأتي في مقدمة اهتمامات 70% من المشاركات في الاستطلاع، فيما قال 21% منهن إن أحداث الشرق الأوسط على رأس اهتماماتهن. وعلى صعيد الاندماج في مجتمعهن، قالت طلعت أحمد –أم لثلاثة أولاد– لصحيفة "ذا جارديان": "نحن بريطانيون ونحب بريطانيا كثيرا". وأضافت طلعت: "لقد اخترنا أن نكون مسلمين ونريد من الجميع احترامنا وألا يسيئوا فهمنا". وأردفت قائلة :"كثير من الأمور تم تفسيرها على نحو خاطئ.. بالنسبة لي أحترم كل الناس مع اختلاف دياناتهم، بكل تأكيد نحن بريطانيون واخترنا أن نعيش هنا". "فخورة بديني" ومن جانبها، عبرت فرح مولا (27 عامًا) عن فخرها بإسلامها قائلة: "أنا فخورة بأني بريطانية.. فخورة بديني.. أهم شيء بالنسبة لي هو أني مسلمة". وأضافت: "لا أخفي هويتي الإسلامية، فأنا أصلي في مكان عملي، ولا أرى من سلوك من حولي ما يدل على استغرابهم فعلي". وفي السياق ذاته قالت: "إن القرآن يرشدنا والصلاة تجعلنا نشعر بالسكون والراحة.. إنها(الصلاة) تعزز إحساسنا بالانتماء". يأتي ذلك في الوقت الذي اشتكت فيه بعض مسلمات بريطانيا من تنامي مظاهر عدم التسامح مع المسلمين. واتهمت دراسة بريطانية حديثة وسائل الإعلام وصناعة السينما بتأجيج ظاهرة الخوف من الإسلام أو (الإسلاموفوبيا) والتحامل على المسلمين، من خلال "شيطنة" المسلمين والعرب وتصويرهم على أنهم أناس يهددون أمن الناس ويتميزون بالعنف. ويعيش في بريطانيا حوالي 1.8 مليون مسلم من أصل حوالي 61 مليون نسمة.