تونس خميس بن بريّك:بعد شهر من الاحتفال بحرية الإعلام في العالم وما صاحب ذلك من انتقادات صادرة عن المنظمات الدولية التي تدافع من أجل رفع الوصاية على الصحافة، يستمر الجدل بين الصحفيين والحكومة التونسية. ويرى العديد من الصحفيين أن وضع حرية الإعلام في تونس لم يتحسن وأن الصحفي لا يزال يعيش حالة من الخوف ممارسا رقابة ذاتية على نفسه اتقاء من كل شرّ وحفاظا على لقمة العيش. قيود لا تكسر
رشيد خشانة (الجزيرة نت) وفي هذا الصدد، قال رئيس تحرير صحيفة "الموقف" الأسبوعية المعارضة رشيد خشانة إن "حرية الإعلام في تونس مكبلة بقيود لا مجال لكسرها". واشتكت "الموقف" الناطقة باسم "الحزب الديمقراطي التقدمي" المعارض، وصحيفة "مواطنون" الأسبوعية التابعة ل "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" المعارض، من حرمانهما من الإشهار العمومي، إضافة إلى حجب مواقعهما على الإنترنت. وصرح خشانة للجزيرة نت بأن "الرأي العام العالمي والمحلي غير راض بالمرة على تدهور حرية الصحافة في تونس"، محتجا على ما وصفه بالمضايقات التي تمارسها الحكومة على صحف المعارضة "لكسر شوكتها". انتقاد أميركي يذكر أن "الموقف" انفردت الشهر الماضي بنشر تقرير في صفحتها الأولى يكشف انتقادات أميركية أطلقها الرئيس جورج بوش بمناسبة اليوم العالمي لحرية الإعلام للاحتجاج عن تضييق حرية الصحافة في تونس وعدة دول أخرى منها الصين. وتساءل خشانة "ما الذي يمنع أن تنقل بقية الصحف مثل هذا البيان؟ أليس الخوف؟". من جهته قلّل رئيس تحرير صحيفة "الوحدة" اليومية الناطقة باسم "حركة الوحدة الشعبية" المعارضة هشام الحاجي من شأن الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي للوضع الإعلامي في تونس. وقال للجزيرة نت إن حزبه تقبّل باستهجان تقييمات وآراء الولاياتالمتحدة وذلك بالنظر إلى سياسات أميركا الخارجية تجاه الوطن العربي، معتبرا أن "بوش لم يكن يوما من المدافعين الحقيقيين عن حريات الصحافة سواء في أميركا أو خارجها". مطالبات بالحرية والحصانة
هشام الحاجي (الجزيرة نت) لكنه أقرّ بأن حرية الإعلام في تونس لم تصل بعد إلى مرحلة النضج وأن الإعلام ما زال متخلفا ويحتاج إلى مساحة شاسعة من الحرية حتى يقوم بأداء مهامه، مشيرا إلى أن هناك انتهاكات لهذه المهنة من قبل أصحاب المؤسسات ورؤساء التحرير أنفسهم الذين يدافعون عن سياساتهم على حساب حرية التعبير لغايات ربحية. ونفى أن يكون حزبه قد واجه مضايقات أو تهديدات، وقال إن "المعارضة في تونس تتمتع بمنشوراتها وصحفها ولديها هامش من الحرية". وطالب بإعطاء حصانة للصحفي لتمكينه من اقتحام المواضيع الحساسة باعتبار أن هناك عدة ملفات وقضايا في تونس لا يتطرأ إليها الإعلام. وطالب حديثا تقرير لأوّل نقابة تونسية للصحفيين -التي تأسست بداية السنة الحالية- السلطات التونسية برفع كل أشكال التضييق على الصحفيين وفتح مصادر الخبر أمامهم منتقدا تأخر البلاد في مجال حرية الصحافة مقارنة بجيرانها في شمال أفريقيا. تعددية وحرية التعبير " لم تخضع الصحف التونسية منذ العام 2005 إلى إجراء الإيداع القانوني الذي كان يمثل رقابة مسبقة على الصحف "
على صعيد آخر، قال الكاتب الصحفي برهان بسيس إن "تمتع صحف المعارضة بعناوينها وما تحمله من اختلاف في المضامين والآراء دليل على أن تونس منخرطة في مجال تعددية الإعلام وحرية التعبير"، مشددا على أن الصحف التونسية لم تعد تخضع منذ العام 2005 إلى إجراء الإيداع القانوني، الذي كان يمثل رقابة مسبقة على الصحف. وأضاف في محادثة هاتفية مع الجزيرة نت أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كان قد حثّ في عدة مناسبات الصحفيين على تجنب الرقابة الذاتية والالتزام بقواعد وأخلاقيات العمل الصحفي للارتقاء بالخطاب الإعلامي إلى مستوى تطلعات الرأي العام التونسي.
المصدر: الجزيرة
الأربعاء 6/6/1429 ه - الموافق11/6/2008 م (آخر تحديث) الساعة 17:54 (مكةالمكرمة)، 14:54 (غرينتش)