فرع الرابطة التونسية بالمنستير الفجرنيوز:تعيش بلادنا على وقع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان السياسية والاجتماعية.فقد تحولت إلى سجن سياسي كبير،فيه تُكبت حرية التعبير عن الرأي وتُعرقل تحركات منظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية، وهذا ما أفضى إلى حالة من الاحتقان. غير أن النظام لم يكتف بالتضييق على الحريات بل تجاوزه إلى ما هو أفظع حيث أقدم على محاربة عمال الساعد والفكر في لقمة عيشهم.فطوال أكثر من خمسة أشهر يرابط المعطلون عن العمل في منطقة الحوض المنجمي مطالبين بحق الشغل كحق حياتي وإنساني. ولم تقابلهم السلطة إلا بالمماطلة والتسويف. ولما أصروا على تمسكهم بحقهم الشرعي داهمت قوات الأمن مدنهم وقراهم ومحلاتهم، فسقط ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى وسالت دماء المواطنين الأبرياء. وأخيرا زج بالعديد من النقابيين والمواطنين في السجن وفي مقدمتهم المناضل النقابي عدنان الحاجي. إزاء هذا الوضع المأساوي والمرشح لمزيد من الانفجار، تنادت الفعاليات الوطنية بالجهة: منظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية لعقد لقاء بمقر التجديد بالقصيبة يوم الأحد 30جوان 2008 للتعبير عن تضامنها مع المعطلين في مطالبهم المشروعة واستنكار ما تعرضوا له من تعسف، غير أن السلطة سخّرت كل إمكانياتها الأمنية لمنع تحركات المناضلين، فاعتمدت سياسة تجفيف المنابع حيث حاصرت كل المناضلين في مناطق سكناهم ومضايقتهم في منازلهم وتابعتهم متابعة لصيقة في كل تنقلاتهم ومنعت كل المناضلين الوافدين من الولايات الأخرى من الالتحاق بولاية المنستير. وفي القصيبة عمدت إلى متابعة عضو الهيئة المديرة الأخ عبد الرحمان الهذيلي في كل تنقلاته وضربت سيارات الشرطة حصارا مشددا حول بيته مما كان له أسوأ التداعيات على زوجته وأبنائه وعلى أجواره، كما اقتادت المناضليْن منصور بن هندة وخليفة كامل إلى منطقة الشرطة بجمال. إزاء كل هذه التجاوزات فإن فرع الرابطة التونسية بالمنستير يسجل ما يلي : يحيي نضال عمال الساعد والفكر بالحوض المنجمي ويعلن مساندته لهم في مطالبهم المشروعة في العمل وتوفير لقمة العيش الكريم استنادا إلى مقاييس نزيهة وعادلة. يستنكر كل أشكال العنف التي سلطت على المواطنين في الحوض المنجمي ويندد بأساليب المحاصرة التي توختها قوات البوليس مع المناضلين في كل من القصيبة وزرمدين والمكنين والمنستير وبني حسان لمنعهم من حق التعبير عن مواقفهم بطريقة سلمية. يطالب بفتح تحقيق عدلي مستقل ضد مقترفي جرائم العنف الذين استباحوا دماء الأبرياء المدافعين عن حقوقهم بطريقة سلمية. يدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين وإيقاف كل التتبعات العدلية ضد النقابيين والمواطنين ويُذكّر بأن الحل الأمني هو حل العاجز المتشنج ولن يفضي إلا إلى المزيد من التوتر والاحتقان. فبلادنا أحوج ما تكون إلى مناخ سلمي تسوده الديمقراطية وتتعايش فيه مختلف الفعاليات الوطنية وتحترم فيه حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية. رئيس فرع الرابطة بالمنستير سالم الحداد