كشفت صحيفة إسرائيلية اليوم الأربعاء أن حكومة أيهود أولمرت تدرس مقترحاً يقضي بإطلاق سراح القائد الفتحاوي النائب في البرلمان "مروان البرغوثي" كخطوة إيجابية تجاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقبل أي اتفاق مع حركة حماس فيما صفقة تبادل الأسرى. فعلى الصفحة الأولى من صحيفة "معاريف" وفي خبرٍ واسعٍ وملون مع صورة للنائب الأسير مروان البرغوثي وهو مكبل اليدين, قالت الصحيفة: إن حكومة اولمرت تسعى لوقف مخطط حماس من إدخال اسم البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى والتي تضم الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مقابل 300 أسير فلسطيني بسجون الاحتلال. وعلى الصفحة الثانية والثالثة من الصحيفة جاءَ في تقرير أن الخطة لم يتم إقرارها بعد, لكن معظم أعضاء الحكومة الإسرائيلية يؤيدونها لأنها ستقوي سلطة عباس, وتحد من نفوذ حركة حماس, وتمنع عنها أن تسجل في تاريخها أنها هي التي أطلقت سراح البرغوثي. وجاء في التقرير إن وزراء إسرائيليون يجاهرون بضرورة أن تقوم "إسرائيل" بهذه الخطوة حتى إن وزراء إسرائيليون كانوا يعارضون في السابق إطلاق سراح البرغوثي صاروا يؤيدونها الآن الخطوة التي وصفتها صحيفة معاريف (إنخفاض منسوب المعارضة لإطلاق سراح البرغوثي), ولكن الصحيفة قالت إن الوضع السياسي ل إيهود اولمرت متأرجح مما يمنعه من اتخاذ خطوة جريئة كهذه. وكان رئيس جهاز الشباك يوفال ديسكن أعلن أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن حركة حماس طلبت فعلاً الإفراج عن مروان البرغوثي في صفقة جلعاد شليط, ومن مصادر عربية أن إسرائيل وافقت على ذلك لكنها ترفض إطلاق سراح أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات في ذات الصفقة. ونقلت الصحيفة على لسان خالد مشعل قوله: "لا صفقة تبادل مع شليط دون الإفراج عن مروان البرغوثي", القائد الأكثر شعبية في أوساط الفلسطينيين ما يعني أن هذا سيصب في مصلحة حماس إستراتيجياً حسب الصحيفة الإسرائيلية, وبناء على ذلك يصيح وزراء في "إسرائيل" ( ما دامت إسرائيل مجبرة على إطلاق سراح البرغوثي فلماذا لا تقوم بذلك لصالح أبو مازن وليس لصالح حماس). علماً أن اولمرت كان أعلن في قمة الإليزيه في فرنسا بأن "إسرائيل" ستطلق سراح أسرى فلسطينيين كرامةً للرئيس عباس وأن من بين هؤلاء قد يكون أسرى نفذوا عمليات ضد" إسرائيل" قبل توقيع إتفاق أوسلو. ومن بين القادة والوزراء الإسرائيليين الذين يؤيدون إطلاق البرغوثي ويزورونه في السجن, عضو الكنيست حاييم أورون, الوزير فؤاد بن إليعيزر, الوزير جدعون عزرا, ونائب وزير الجيش متان فلنائي, أما المعارضين لإطلاق سراحه فهم وزير الأمن الداخلي أفي دختر, وجنرالات في أجهزة الأمن. إلا أن رئيس الشباك ديسكين اعتبر أن إطلاق سراح البرغوثي في صفقة حماس يعتبرُ خطأً إسرائيلياً فادحاً, ونقل على لسان أولمرت في جلسات مغلقة أنه لا يعارض إطلاق سراح مروان البرغوثي لكنه ينتظر الفرصة المناسبة.