كما كان متوقعا، أصدرت محكمة الاستئناف بمدينة فيرساي الثلاثاء 5 أغسطس / آب قرارا يقضي بإطلاق سراح مارينا بتريلا العضو السابق في مجموعة الألوية الحمراء، ووضعها تحت المراقبة القضائية. وقد كانت النيابة العامة في باريس أعربت عن تأييدها لهذا القرار. وقبل إصدار الحكم، قامت المحكمة ببحث ظروف اعتقال مارينا بتريلا التي تبلغ من العمر 54 عاما والتي تطالب إيطاليا بتسليمها، بعد أن صدر حكم بالسجن المؤبد في حقها عام 1992 لعدة تهم على رأسها المشاركة في اغتيال مفوض شرطة.
مارينا بتريلا تتواجد حاليا بمستشفى "سانت آن" بباريس في حالة اكتئاب بحسب الأطباء المشرفين عليها والذين أشاروا إلى أن مارينا فقدت 20 بالمائة من وزنها في غضون سنة واحدة.
وبعد ذهاب وإياب بين السجن ومراكز العلاج ، تم إدخال مارينا بتريلا في 23 يوليو/ تموز المستشفى دون "إخضاعها لشروط الاعتقال" وفق ما أفاد به أحد الأطباء نظرا إلى تراجع حالتها الصحية. من هي مارينا بيتريلا؟
ولدت مارينا بتريلا عام 1954 وهي عضو سابق في مجموعة إيطالية إرهابية، تنتمي إلى اليسار المتطرف وتسمى بالألوية الحمراء. وقد أدانتها محكمة الجنايات في إيطاليا بالسجن المؤبد لارتكابها جرائم ما بين العامين 1977 و1982 منها انتماؤها إلى جماعة الألوية الحمراء واختطاف أحد القضاة والمشاركة في اغتيال رجل أمن.
تم توقيفها في 21 أغسطس / آب 2007، وباءت محاولاتها المتكررة لمعارضة قرار تسليمها إلى إيطاليا بالفشل.
قدمت مارينا بيتريلا إلى فرنسا بطريقة قانونية، هربا من حكم بالسجن المؤبد صدر بحقها عام 1992 في إيطاليا، إذ كانت فرنسا آنذاك تمنح حق اللجوء للإيطاليين الذين أدينوا في أعمال إرهابية بإيطاليا خلال ما عرف بسنوات الرصاص.
لكن بمجرد قدومها إلى فرنسا طالبت إيطاليا رسميا بتسليمها عام 1994، في حين تجاهلت فرنسا هذا الطلب بحكم تطبيق ما عرف ب "مذهب ميتران" وهو التزام شفوي من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ينص على عدم تسليم الناشطين والإرهابيين الإيطاليين المنتمين إلى تيار اليسار المتطرف الذين لم يلتزموا بتعهداتهم خلال سنوات الرصاص في إيطاليا.
في عام 2005، أسقط مجلس الدولة الصلاحية عما عرف ب "مذهب ميتران". وفي 9 حزيران / يونيو 2008 وقع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون مرسوما يقضي بتسليم مارينا بتريلا إلى السلطات الإيطالية. وعزز الرئيس الفرنسي هذا الاتجاه الفرنسي الجديد بتأكيده في 8 تموز / يوليو 2008 ضرورة تسليم مارينا بتريلا معتبرا أن ذلك أمرا ضروري بحكم انتماء كل من فرنسا وإيطاليا إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى إمكانية أن يشملها عفو من طرف الرئاسة الإيطالية بالنظر إلى طول مدة احتجازها وحالتها الصحية المتدنية. الثلاثاء 05 أغسطس 2008