بعدما بلغ عدد المسلسلات المصرية رمضان الجاري 50 مسلسلا دراميا، يتكلفة بلغت قرابة المليار جنية، تقدم نائب بالبرلمان المصري بسؤال عاجل إلى رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، ووزير الإعلام أنس الفقي، بشأن العدد الكبير من البرامج الترفيهية والمسلسلات والأفلام المخصصة لشهر رمضان، مستنكرا أن تكون مهمة الإعلام في رمضان هي "إهدار الدقائق والساعات الثمينة في حياة المسلمين وتضييعها في حل الفوازير ومشاهدة المقالب والاستهزاء بكرامة المواطنين والاستخفاف بعقولهم". وطالب النائب سعد الحسيني بمحاسبة المسؤولين عن إنفاق مئات الملايين من أموال الشعب وتسخيرها لتضييع وقته وإفساد صومه وتوزيعها على الممثلات والراقصات في الوقت الذي يتكفف الناس الطعام على موائد المحسنين في شهر شعاره التكافل وحكمته الشعور بآلام الفقراء. وتساءل الحسيني، وهو عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، عن سر تخصيص شهر رمضان دون غيره من الشهور بهذا السيل الهائل من البرامج التافهة، والمسلسلات والأفلام، وشدد على أن الترفيه والتسلية أمر لا ينكره الإسلام ولا يرفضه شريطة أن يكون في وقته المناسب وفي إطاره المنضبط بالقيم والأخلاقيات الصحيحة ونفى وجود هذه القيم في الخطة التليفزيونية لبرامج شهر رمضان. وطالب نائب البرلمان الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بإعلان حكم الشريعة الإسلامية في المخالفات السابقة. منافسة مصرية سورية على صعيد آخر أشتكى منتجو الدراما المصرية من حرب تشنها عليهم فضائيات خليجية هذا العام بسبب رفضها شراء أكثر من مسلسل مصري واحد مقابل شراء عدة مسلسلات سورية، بل واشتراط عدم عرض ما تشتريه بعض الفضائيات على فضائيات أخرى ما تسبب في خسائر مالية كبيرة. ويقول المنتجون إن هذه الحرب جزء من حرب مسلسلات شرسة بين المسلسلات المصرية والسورية شاركت فيها فضائيات خليجية وعربية ، بعدما استمرت فضائيات الدراما المصرية - بعد إطلاقها في ثوب جديد ضمن قنوات النيل وإضافة قناتين لها للسينما والبرامج- في تجاهل المسلسلات العربية المنافسة خصوصا السورية، وردت الفضائيات العربية بقصر عرض مسلسل مصري واحد ضمن برامجها والأغلبية للدراما السورية والعربية. وعلى الرغم من أن عدد المسلسلات المصرية في رمضان بلغ 50 مسلسلا مصريا ميزانيتها مليار جنيه، مقابل 20 مسلسلا سوريا فقط، فقد اهتمت غالبية الفضائيات العربية رمضان الحالي بعرض أكثر من مسلسل سوري وعربي مقابل الاقتصار على شراء حق عرض مسلسل مصري واحد، ما أثار تكهنات لدى المنتجين من أن تكون هذه "ضربة درامية" موجهة من الفضائيات العربية للدراما المصرية، ردا علي منع رئيس نقابة الممثلين المصرية مشاركة أي ممثل عربي في أكثر من عمل سينمائي أو درامي واحد في مصر فقط سنويا. ويقول منتجون أن هذه الحرب ستعود علي المنتجين المصريين بخسائر كبيرة كون أن موسم رمضان هو موسم بيع هذه الدراما، وعدم شراء الفضائيات العربية سوي مسلسل مصري واحد للعرض يعرضها لخسائر كبيرة، علما أن المشاهد المصري والعربي سيضطر لمشاهدة كل هذه المسلسلات على الفضائيات بصورة مكثفة صعبة لتكرار عرضها علي الفضائيات بمعدل 168 حلقة يوميا من المسلسلات! وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "المصري اليوم" عن عدد من المنتجين المصريين توقعهم خسائر كبيرة بسبب انسحاب الفضائيات الخليجية من السباق على المسلسلات المصرية والاكتفاء بعرض مسلسل واحد في كل فضائية وتركيزها علي المسلسلات السورية والعربية الأخرى مؤكدين أنه بعدما كانت الفضائيات الخليجية هي السوق الوحيدة التي تستحوذ على جميع المسلسلات المصرية كل رمضان، وحقق من ورائها المنتجون أموالاً طائلة، انسحبت هذه القنوات هذا العام من السوق المصرية. وأكد معظم منتجي الدراما أنه بعد قرار أشرف زكي نقيب الممثلين الخاص بعدم السماح لأي ممثل عربي بتقديم أكثر من عمل واحد في العام، عقد رؤساء القنوات الخليجية عدة اجتماعات سرية واتفقوا علي شراء وعرض مسلسل مصري واحد فقط على كل قناة من قنواتهم، واعتمدوا على الأعمال السورية والخليجية، وبذلك تعرض المنتجون المصريون إلى خسارة كبيرة، لم ينقذهم منها سوى انطلاق 3 فضائيات جديدة متخصصة في الدراما، اشترت أعمالهم وهي «بانوراما دراما 1» و«بانوراما دراما 2» و«الحياة مسلسلات». وطالب المنتج محمد فوزي القائمين علي صناعة الدراما المصرية بأن ينتجوا عدداً أقل من المسلسلات بعدما عجزت الكثير من المسلسلات عن تغطية تكاليفها، وأن يعتمدوا على الكيف حتى لا يصل الأمر إلى «التدليل» على أعمالهم، مؤكداً أن "موقف الخليج من الدراما المصرية هذا العام يعد جرس إنذار للمنتجين يجب أن ينتبهوا إليه". فيما قال المنتج مصطفى عبد العزيز أن أشرف زكي، نقيب الممثلين، هو السبب في هذه الأزمة فقراره جعل الخليجيين يقررون أيضاً عدم شراء أو عرض أكثر من عمل مصري على أي فضائية خليجية، مؤكدا "نحن نعيش الآن أزمة حقيقية بعدما تخلت عنا قنواتهم الفضائية وبالتالي سيقل إنتاجنا الدرامي العام المقبل ومعه ستقل فرص الممثلين في تقديم مسلسلات". وأخذت حرب المسلسلات أشكالا مختلفة منها عدم شراء سوى مسلسل مصري واحد أو اشتراط بعض الفضائيات العربية عدم بيع المسلسل الذي تشتريه لفضائيات أخرى ما يقلل من أرباح المنتجين ويضطرهم لرفض هذه الشروط ومن ثم عدم شراء الفضائيات الخليجية لهذه المسلسلات ، خصوصا أن تكلفة المسلسل الواحد تتعدي 10 ملايين جنيه، وأي قناة فضائية لا تدفع في العمل أكثر من مليوني جنيه. ويصف السيناريست أسامة أنور عكاشة ابتعاد قنوات الخليج عن الأعمال الدرامية المصرية بأنه "جزء من سياسة حروب دول الخليج على الفن المصري التي بدأت بتدمير الغناء باحتكار شركة «روتانا» معظم المطربين المصريين، وحالياً في الدراما، كما سبق أن أفسدوا ذوق المسلسلات من خلال تدخلهم برؤوس أموال ضخمة، واليوم يحاولون السيطرة مرة أخرى برفضهم شراء الأعمال المصرية"، حسب تقديره.