علجية عيش - الفجرنيوز:ما يؤسف له هو أن تهتم وسائلنا الإعلامية ( الجزائرية ) بالمسلسل التركي مهند و نور التي بثت حلقاته في معظم القنوات الفضائية العربية و اثار اهتمام الكثيرين سواء الشغوفين أو الغير شغوفين بالمسلسلات العربية، بحيث يمكن القول أن مسلسل نور احتل المرتبة الأولى بعد المسلسلات المدبلجة، رغم أننا لم نلاحظ قضية ما عالجها المسلسل، سوى تقنيات التحضين و التقبيل و العشق الكاشف الفاضح ، و الذي لا يتماشى مع قيمنا و تقاليدنا العريبة الإسلامية، و إن كان مسلسل نور يعرض ثقافة "العري"، فالحقيقة التي لا يمكن نكرانها أن قصة نور و محند أعطت للجزائريين دروسا في الوفاء و الإخلاص للحياة الزوجية و الحفاظ على قدسيتها، أمام تفاقم ظاهرة الخيانة الزوجية، فكم من الأحكام و جرائم القتل وقعت بسبب الخيانة الزوجية، وكم من زوجة لجأت الى المحاكم لترفع دعوى "التطليق" بسبب هذه الظاهرة المتفشية في مجتمعنا العربي الإسلامي في الوقت الذي ترفض زوجات القرن الواحد و العشرين بالحلول التي شرعها الإسلام من أجل القضاء على العنوسة والخيانة الزوجية و هي تعدد الزوجات، فكم من زوج خان زوجته و كم من زوجة خانت زوجها كذلك؟.. الإحصاءات التي أوردتها وسائل الإعلام الجزائرية تؤكد أن عدد متتبعي مسلسل نور في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بلغ ما يفوق عن 85 مليون مشاهد من كلا الجنسين ، تجاوزت أعمارهم سن ال 15 سنة، 50 مليون منهم من الإناث، هكذا يقول المصدر..، و إجراء مثل هذه الإحصائيات في ظرف وجيز جدا يطرح الكثير من التساؤل لا لغرض التقليص من مستوى التكنولوجية ، فهذه الأخيرة بإمكانها فعل المعجزات، لكن من جانب الإهتمام بمثل هذه القضايا في الوقت التي ما تزال العديد من القضايا موضع نقاش دون الفصل فيها لا لشيئ إلا لأنها تفتقر الى إحصائيات.. قد يظن من يقرأ هذا المقال أنه ضرب من التزمت الثقافي أو التعصب الديني، نريد من خلاله العودة الى الوراء إن لم نقل الى العصور الحجرية ، كلا ، فلنا في قصص رسول الله محمد العبر الكثيرة في المحبة و المداعبة الزوجية و الغيرة على الحياة الزوجية، لكن في اطرها الأخلاقية الإسلامية، و هي دروس قيمة تبين معنى و قيمة المعاشرة الحسنة باعتبارها أساس اطمئنان النفس، وركن من أركان الحب الذي يظهره الزوج لزوجته، و لم يحرم الإسلام يوما الحب ، و يكفي العودة الى كتابات ابن حزم و ماذا كتب هذا الأخير في المحبة.. وما يلفت الإنتباه أكثر أن الجزائريين بصفة خاصة يتمتعون بقدة الصبر على متابعة مسلسل يتكون من 154 حلقة اي انهم تابعوا المسلسل لمدة 154 يوم أي قرابة ال 05 اشهر ، و لمدة ساعتين على الأرجح دون حساب الفواصل المتقطعة للحملات الإشهارية، و بعملية حسابية نجد كم الوقت هدر في تتبع المسلسل، قد تنجز فيه مشاريع عند الدول التي تهتم بتنمية اقتصادها مثل الصين.. تروي بعض المتتبعات أن عشاءها احترق كون المسلسل ادخلها في عالم اللاشعور و الأحلام الوردية ، و اصبحت تحلم بزوج وسيم مثل محند، و آخر ترك لقاءه بخالقه لينشغل بالمسلسل و هو يحلم أن يعثر على زوجة وفية و مثابرة مثل نور مهما كان جمالها أو مستواها الإجتماعي، في حين وجدن المراهقات في مسلسل نور فضاء لإشباع رغباتهن العاطفية من حركات القبلات و الأحضان ، سيما و المسلسل يعرض في قنوات عربية و بلهجة عربية ، و هذا حسبهن لا يخرج عن الأطر الخلاقية ما دام المسلسل لم يعرض في القنوات الأجنبية مثل ( لاسيس 06 ).. علجية عيش