تونس : كشف أكاديمى فى جامعة الزيتونة فى تونس النقاب عن استكمال الاستعدادات لإحداث "مدرسة الدكتوراه فى العلوم الدينية وحوار الحضارات" تنبثق عنها ثلاث اختصاصات ماجستير فى الشريعة الإسلامية وأصول الدين والحضارة الإسلامية، وأكدأن ذلك يأتى فى إطار بحث سبل تعزيز الثوابت العربية والإسلامية ومواجهة مختلف التحديات. وأوضح مدير الدراسات والتربصات، المدير المساعد بالمعهد العلى لأصول الدين فى جامعة الزيتونة الدكتور الصادق كشريد فى تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن استحداث مدرسة الدكتوراه فى العلوم الدينية وحوار الحضارات" يأتى فى إطار مواكبة جامعة الزيتونة لمتطلبات الحياة المتطورة والمتحركة باستمرار لمواكبة العصر والتلاؤم مع المستجدات. وقال: "نحن فى إطار مواكبة العصر والتلاؤم مع المستجدات نقوم بمراجعة البرامج والمناهج أكثر من مرة، وكان آخرها مراجعة بمناسبة دخول الجامعة فى منظمة "امد"، حيث يدرس الطالب عندنا مختلف المواد الشرعية بالإضافة إلى المواد الإنسانية بما فيها من فكر وفلسفة ومنطق وعلوم وأيضا حوار الحضارات والأديان. وكان من نتيجة هذه المراجعات إحداث "مدرسة الدكتوراه فى العلوم الدينية وحوار الحضارات" التى ستنبثق عنها ثلاث اختصاصات ماجستير فى الشريعة الإسلامية وأصول الدين، والحضارة الإسلامية وهناك منهجية لبحث تخصصات أخرى، على حد تعبيره. وأوضح كشريد أن الهدف من استحداث هذه المدرسة يندرج فى سياق ترسيخ الانتماء العربى والإسلامى لتونس، وقال: "بطبيعة الحال الهدف من استحداث هذه المدرسة فى جامعة الزيتونة يأتى فى سياق تعزيز هوية تونس العربية والإسلامية، لتكون قادرة على مواجهة التحديات، وهو أمر يتنزل فى إطار المواكبة لما هو موجود ولما يمكن أن يحدث، ولذلك فنحن على مستوى الإطار التدريسى وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يشد الرحال مجموعة من الأساتذة لعدد من الدول العربية والصديقة لتعريف المسلمين بمبادئ الإسلام وتوجيهاته، وبطبيعة الخطاب الدينى المستنير الذى يسعى للتحرير والتنوير". ونفى كشريد أن يكون طموح الانفتاح على باقى الثقافات والحضارات مهددا لهوية تونس الإسلامية، وقال: "جامعة الزيتونة هى أخت لباقى الجامعات التونسية وهى جزء من المجتمع، وكل ما يحدث فيها من مراجعات وإثراء للبرامج والمراجع يتنزل فى إطار محافظة تونس على هويتها العربية والإسلامية وتعزيز انفتاحها على محيطها الخارجى العربى والإسلامى والدولى من أجل ترسيخ قيم الأمن والاستقرار والمحبة والتواصل، ولذلك كل المواد والمراجع سواء العربية أو الإسلامية أو غيرها تنصب فى هذا الإطار، وطلابنا يدرسون حوار الحضارات وتاريخ الأديان وغيرها من المواد المتخصصة التى تراعى الثوابت الدينية وتحافظ على الانجازات التى تحققت فى تونس منذ أن دخل إليها المسلمون، حيث لا مجال للمساومة فى هويتنا العربية الإسلامية كما لا مجال للقطيعة مع من حولنا، فنحن ساهرون على التقريب بين المذاهب وضد أن تقوم أى فتنة على أساس عرقى أو دينى أو ما شابه ذلك". وتحدث الأكاديمى التونسى عن الزخم الإعلامى الموجه لتعزيز قيم الانتماء العربى والإسلامي، وعلى رأسه إذاعة الزيتونة ثم تأسيس قناة الفردوس التلفزيونية، إضافة إلى التوجهات العامة وما تقوم به جامعة الزيتونة من تعزيز للخطاب الدينى الذى يزداد نموا وترشيدا من حين لآخر. واضافق " نحن مع الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان السماوية، وندواتنا فى جامعة الزيتونة يحضرها ممثلون عن مختلف الديانات، ولذلك ليست لدينا أى مخواف على هوية البلاد العربية والإسلامية"، على حد تعبيره.