كشف استبيان قامت به مؤسسة مختصة تفوّق التلفزة الحكومية في استقطاب أعلى نسبة في المشاهدة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر رمضان بنصيب 46 بالمائة متقدمة على قناة "حنبعل" الخاصة التي حققت نسبة 22 بالمائة تليها القناة الحكومية الثانية "تونس 21" بنسبة 20,6 بالمائة، وهو ما يجعل مجمع التلفزة التونسية يستقطب ثلثي المشاهدين التونسيين. ورصد هذا الاستبيان نسبة المشاهدة انطلاقا من موعد الإفطار وهي الفترة التي تبث فيها عادة مسلسلات تلفزيونية وبعض الأعمال الفكاهية. وقال حسن زرقوني مدير مؤسسة "سيغما" للاستبيانات في ندوة تقييمة للأعمال الدرامية المقدمة في شهر رمضان إنّ النسب المذكورة تعبّر عن القسط في المشاهدة العامة فحسب ولا تعني بالضرورة الرضى والتعاطف مع البرامج المقدمة. وبالفعل فرغم تصدّر التلفزة الحكومية للطليعة فإنّها لم تسلم من الانتقادات التي تعلقت خاصة بما سمي تخمة الإشهار التي أزعجت المشاهدين، إذ بلغ عدد الومضات الإشهارية التي رصدتها مؤسسة الاستبيان المذكورة 7921 ومضة، شغلت مساحة 56 ساعة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من سهرات رمصان فترة ما بعد الإفطار. وأثار دخول سبع شركات خاصة للأعمال الدرامية الرمضانية جدلا تعلق خاصة بمسلسل "مكتوب" الذي أنتجته شركة خاصة مملوكة لصهر الرئيس ابن علي، وقد منح أفضل توقيت للبث على حساب سلسلة "شوفلي حيّ" الهزلية التي لقيت رواجا كبيرا بين التونسيين في السنوات الأربع الأخيرة. كما منح هذا المسلسل بشكل غير مألوف في التلفزة التونسية مساحة إشهارية بعشر دقائق، الأمر الذي برّره مدير التلفزة لطفي بن نصر بتخفيف العبء على ميزانية مؤسسته حيث تم اقتناء المسلسل مجانا مقابل منح صاحبه مساحة الإشهار. وانتقدت بعض الأوساط الفنية مسلسل "مكتوب لمخالفته" الأعراف المعتمدة حيث اعتمد طاقما تمثيليا أغلبه من الهواة والوجوه الجديدة، مخالفة لشرط ثلثين من المحترفين المعتمد في الأعمال الدرامية التلفزية. وكانت مقالات صحفية قد انتقدت مسلسل "صيد الريم" الذي تبثه قناة تونس 21 لاعتماده قاموسا لفظيا هابطا مثقلا بالبذاءات والإيحاءات الجنسية في شهر رمضان، وهذا المسلسل تدور أحداثه في مصنع للخياطة كل عاملاته من الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرشات الجنسية من رؤسائهنّ ومحيطهنّ. وعزا مدير التلفزة التونسية لطفي بن نصر الخلل الذي شاب برامج هذا العام إلى انطلاق الإنتاج بشكل متأخر ملاحظا أنّ الإعداد لبرامج العام المقبل سيبدأ في الأسبوع الأول بعد العيد خاصة على مستوى الكتابة. وكشفت أرقام أعلن عنها خلال ندوة تقييم الأعمال الدرامية أنّ ثلاثة مسلسلات رمضانية بلغت تكلفتها ثلاث مليارات و500 ألف دينار(مليارين و916 ألف دولار). من جهته قال العربي نصرة مالك قناة حنبعل الفضائية إنّ الفنانين الذين عوّل عليهم في البرامج الدرامية خلال شهر رمضان فاشلون، وقد خذلوه وصدموه بأعمال رتيبة وباهتة، وصفها بالمهزلة والرتابة وفقدان الإبداع رغم توفير الإمكانيات والتجهيزات العصرية. وأعلن العربي نصرة في تصريح صحفي نشرته أسبوعية "الأخبار" أنّه قرر القيام بعملية غربلة لإقصاء الفاشلين حتى لا يظهروا في رمضان المقبل، مكتفيا بعنصرين فقط في انتظار بعث ورشة لكتابة النصوص تشرف عليها لجنة في القناة.