بدأ ممثلو الحكومة الألمانية والبنك المركزي الألماني وهيئة التنظيم المالي/ Bafin اجتماعات مكثفة اليوم الأحد (05 أكتوبر/ تشرين الأول2008) في العاصمة برلين بهدف التوصل إلى اتفاق جديد لإنقاذ بنك التمويل العقاري/ هيبو ريال استيت Hypo Real Estate المهدد بالإفلاس. ويأتي الاجتماع بعد الإعلان عن فشل خطة إنقاذ سابقة بقيمة 35 مليار يورو لدعم البنك المذكور. وقد فشلت الخطة بعدما سحبت البنوك التجارية وشركات التأمين الخاصة تعهداتها التي كانت تقضي بدفع 8.5 مليار يورو أكثر من المبلغ المذكور.
الحكومة تتعهد بإيجاد حل حكومة ميركل حريصة على منع انهيار بنك هيبو العقاري خوفا من تداعيات ذلك على البورصة والاقتصاد الألمانيين. وفي الوقت الذي يعقد فيه الاجتماع، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن حكومتها لن تسمح بامتداد المشاكل إلى النظام المصرفي الألماني عبر البنك المهدد بالإفلاس. ودعت ميركل خلال مؤتمر صحفي مع وزير المالية الألماني بيير شتاينبروك إلى محاسبة مديري المؤسسات المالية عما وصفته بأنه سلوك غير مسؤول. وعبر الوزير عن استيائه من إدارة البنك التي لم تكشف عن حجم أزمة السيولة في وقت سابق. لكنه أكد بدوره أن الحكومة مصممة على إيجاد حل لهذه المشكلة.
مشاكل البنك الحقيقية أكبر من المعلن عنها وتناقلت وسائل الإعلام الألمانية معلومات مفادها أن سبب تراجع البنوك الخاصة عن تعهداتها بعدما تبين لها أن المبالغ التي تم الاتفاق عليها لن تكفي لإنقاذ البنك. وهو الأمر الذي دفعها للمطالبة بدور حكومي أكبر في عملية الإنقاذ. وفي هذا الإطار نقلت صحيفة دي فيلت أم زونتاج أن المعاينة التي قام بها دويتشه بنك أظهرت حاجة البنك العقاري أموال إضافية قصيرة الأجل تفوق بكثير ما ورد في خطة الإنقاذ التي فشلت. من جهته اعترف البنك المهدد بالإفلاس بازدياد سوء وضع السيولة المالية لديه بسبب الديون المترتبة على بنك ديبفا الأيرلندي المملوك من قبله. وطالب متحدث باسم البنك اليوم الأحد بطمأنة أسواق المال من خلال ضمان مستقبل بنك هيبو. وأضاف المتحدث أن السرعة والثقة في إنقاذ البنك من شأنهما التقليل من أزمة السيولة والقدرة على السداد. وكان البنك قد أعلن مساء أمس السبت فشل خطة الإنقاذ الأولى التي تم الاتفاق عليها يوم الاثنين الماضي بين ممثلي الحكومة والمؤسسات المالية الألمانية الخاصة.