عمان(ا ف ب)الفجرنيوز:اظهر تأجيل اول مؤتمر وزاري اورو-متوسطي حول المياه كان مقررا عقده في الشونة على شاطىء البحر الميت غربي الاردن الاربعاء المصاعب التي يواجهها الاتحاد من اجل المتوسط منذ انشائه للدخول في صلب القضايا الجوهرية. وكان هدف المؤتمر المعلن وضع الخطوط العريضة "لاستراتيجية مائية طويلة الامد" في حوض المتوسط وتحديد المشاريع الاولى المتعلقة بقطاع المياه. والاتحاد من اجل المتوسط الذي يضم 43 دولة 27 دولة في الاتحاد الاوروبي و16 على الضفة الجنوبية للمتوسط ترئسه حاليا فرنسا ومصر. وتم الاعلان عن تأجيل المؤتمر قبيل اربعة ايام من انعقاده حيث اعلنت وزارة البيئة الفرنسية في باريس السبت ان المؤتمر ارجىء الى موعد لم يحدد بعد بسبب "توترات" بين جامعة الدول العربية واسرائيل ما اثار مخاوف من ان الاتحاد من اجل المتوسط الذي انطلق في باريس في 13 تموز/يوليو في اجواء يسودها الامل قد يواجه نفس المصاعب التي واجهت "عملية برشلونة" التي انطلقت عام 1995. وقال وزير الخارجية الاردني صلاح الدين البشير الاحد ان "قرار الاردن بتأجيل الموتمر جاء لاتاحة المجال للتوصل الى توافق حول بعض المسائل واهمها موضوع مشاركة الجامعة العربية وعضويتها في الاتحاد من اجل المتوسط". واضاف ان "الاردن بذل جهودا كبيرة واجرى اتصالات مع الرئاسة المشتركة للاتحاد في محاولة لتجنب اتخاذ موقف مسبق من موضوع مشاركة الجامعة العربية الا ان تلك الجهود اصطدمت ببعض العقبات" دون ان يعطي المزيد من التفاصيل. من جهته يرى منقذ المهيار رئيس منظمة "اصدقاء الارض في الشرق الاوسط" غير الحكومية التي تعمل على جمع الشبان الاردنيين والاسرائيليين والفلسطينيين "انها خيبة أمل كبيرة.فالغاء هذا المؤتمر لا يبشر بالخير". واضاف ان "قضية المياه هي مسألة ملحة حالها حال مسألة تغير المناخ. علينا جميعا الجلوس حول طاولة واحدة والتحاور". من جانبه اكد وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو خلال زيارته لعمان الثلاثاء انه واثق من ان دول الاتحاد من اجل المتوسط قادرة على حل المسائل التنظيمية والادارية في اجتماعها المقبل والانتقال الى المرحلة العملية. ومن المتوقع عقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المتوسطي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في مرسيليا (جنوب شرق فرنسا) لتحديد المدينة التي ستحتضن الامانة العامة للمنظمة. واضاف "يجب ان نصل الى الجميع لان هناك فترة انقطاع في الطريق". واوضح بورلو مع التسليم بأن التحدي هو "نفس التحرك تقريبا (كما هو الحال في عملية برشلونة) ولكن ليس في نفس المنظمة". واكد بورلو ان "مشكلة المياه هي مسألة حيوية للغاية بالنسبة للمنطقة بأسرها"مشيرا الى العديد من المشاريع الرئيسية قيد الدراسة بما فيها انشاء قناة تربط بين البحر الاحمر بالبحر الميت. والهدف من فكرة انشاء هذه القناة هو الحؤول دون جفاف وزوال البحر الميت تلك البحيرة الطبيعية الاكثر ملوحة في العالم واقامة محطات تحلية في منطقة باشد الحاجة للماء. واعلن الاردن واسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في كانون الاول/ديسمبر من عام 2006 اطلاق "دراسة جدوى" لتنفيذ المشروع بهدف التخفيف من مشكلة شح المياه التي تعاني منها دول المنطقة. وستمول فرنسا واليابان والولايات المتحدة وهولندا الدراسة التي تستغرق عامين وتقدر كلفتها بنحو 15 مليون دولار تحت رعاية البنك الدولي. وسيغطي المشروع احتياجات الاطراف الثلاثة من المياه حيث سيؤمن ما مقداره 850 مليون متر مكعب من المياه. وفي حال تنفيذ المشروع الذي سيستغرق خمسة اعوام فانه سيتم ضخ المياه من البحر الاحمر باتجاه البحر الميت عبر انبوب او عدة انابيب صغيرة تمر عبر اسرائيل بطول 200 كلم. ويعد الاردن واحدا من افقر عشر دول في العالم بالمياه حيث يفوق العجز 500 مليون متر مكعب سنويا. واكدت الدول العربية السبت على ضرورة مشاركة الجامعة العربية في كافة اجتماعات الاتحاد المتوسطي وهو ما تعارضه اسرائيل. وقد منحت الجامعة خلال انطلاق الاتحاد من اجل المتوسط صفة مراقب لكن الاسرائيليين والعرب لم يتفقوا على تاويل ذلك. وبعد الاعلان عن تأجيل المؤتمر شددت البلدان العربية الاعضاء في جامعة الدول العربية على "ضرورة" مشاركة الجامعة العربية في اعمال المؤتمر. لكن احد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية قال بدوره ان الجامعة العربية تعمل "ضد الفكرة نفسها التي انشىء من اجلها الاتحاد من اجل المتوسط وهي التعاون". وينتظر من دول الاتحاد الاتفاق حول اسم المدينة التي سوف تستضيف مقر الامانة العامة للاتحاد وايضا تحديد حجمها وصلاحياتها حيث تعد تونس وبرشلونة ومرسيليا من ابرز المدن المرشحة لاستضافة المقر. وبحسب وزير الصناعة والتجارة المصري رشيد محمد رشيد فان الاسابيع المقبلة ستظهر ما اذا كان انشاء الامانة العامة كافيا للتغلب على العقبات واذا ما كان الاتحاد قادرا على الانخراط في مشاريع المياه والطاقة التي لها تأثير مباشر على حياة 750 مليون شخص.