وكالات الفجرنيوز:من المنتظر أن يشهد اجتماع وزراء خارجية دول "الاتحاد من أجل المتوسط" يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين في مدينة مرسيليا الفرنسية، مناقشات حادة حول نقطتين مثار خلاف بين الأعضاء، وهما: المدينة التي ستحتضن الأمانة العامة للاتحاد، وطبيعة مشاركة جامعة الدول العربية في الاتحاد. وتصر إسبانيا على أنها "الأجدر" باستضافة مقر الأمانة العامة للاتحاد، في حين ترى بلدان على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط أنه سيكون هناك توازن أكبر بين الشمال والجنوب إذا كان المقر على هذا الجانب من المتوسط. ويمارس وزير الخارجية الإسباني، ميجيل أنجيل موراتينوس، ضغوطًا قوية بين أقرانه الأوروبيين ليتم اختيار مدينة برشلونة. طالع أيضا: خبير فرنسي: ساركوزي وسوريا الرابحان من المتوسطي
فيما أعربت مصر والأردن هذا الأسبوع عن رغبتيهما في استضافة المقر، بحسب دبلوماسي مقرب من المناقشات، ومؤخرًا تراجعت تونس عن طلبها استضافة الأمانة العامة بعد مباحثات مع إسبانيا. وتعليقًا على هذا الخلاف، قال فيريرو فالدنر، المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية: إن "اختيار مقر الأمانة العامة للاتحاد ليس مهمة سهلة، فهناك بعض المرشحين، وسنحاول إيجاد حل". ويجمع الاتحاد، الذي تم إطلاقه يوم 13-7-2008 بدعوة من الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، 27 من دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية الواقعة على البحر المتوسط، إضافة إلى تركيا وإسرائيل. صفة "مراقب" في مسألة خلافية أخرى، أكدت جامعة الدول العربية، المشاركة بصفة "مراقب" في "الاتحاد من أجل المتوسط"، ضرورة مشاركتها في كافة اجتماعات الاتحاد، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي مقرب من المناقشات أن فرنسا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، "قدمت مقترحات لحل وسط، ولكن مع ذلك، أنا متشكك، وجامعة الدول العربية لن تتراجع". وكان رئيس بعثة جامعة الدول العربية في باريس، ناصيف حتي، قال لوكالة أنباء "آكي" الإيطالية: "نتمنى حسم الموضوع في الاجتماع الوزاري المقبل في مرسيليا"، متمسكا ب"ضرورة مشاركة الجامعة العربية في كل الاجتماعات الوزارية" للاتحاد. "طرد إسرائيل" وتختلف الدول العربية وإسرائيل حول تفسير صفة "مراقب" التي منحها الاتحاد لجامعة الدول العربية، وصرح مسئول رفيع في الخارجية الإسرائيلية مؤخرا بأن الجامعة العربية "حيثما تشارك ستعمل ضد الفكرة التي تأسس من أجلها الاتحاد، ألا وهي التعاون.. إنها تسعى إلى طرد إسرائيل من الاتحاد". وتسببت الخلافات العربية -الإسرائيلية حول هذه الجزئية في إرجاء المؤتمر الأوروبي- المتوسطي حول المياه، الذي كان مقررا يوم 29-10-2008 في الأردن إلى موعد غير محدد. وقال السفير هشام يوسف، رئيس مكتب الأمين العام للجامعة، في تصريحات صحفية: "إن إعلان الأردن إرجاء عقد هذا المؤتمر جاء التزامًا بالموقف العربي، ولحين التوصل إلى تفاهم حول مشاركة الجامعة العربية، وبحيث لا يكون لإسرائيل الغلبة داخل الاتحاد من أجل المتوسط". وتتولى فرنسا، بقيادة ساركوزي رئاسة الاتحاد بالمشاركة مع الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، حيث إن الرئاسة ثنائية بواقع رئيس من دول شمال البحر الأبيض وآخر من دول الجنوب. وتأمل فرنسا أن يتبنى هذا الاتحاد مشاريع إقليمية صغيرة، مثل مكافحة التلوث في البحر الأبيض المتوسط، بدلا من الأهداف السياسية الكبرى؛ لتتجنب الوقوع في فخ النزاعات الإقليمية.