تونس:قنطرة بنزرت لمن لا يعرفها، هي منطقة تتبع ادارايا معتمدية قلعة الأندلس من ولاية أريانة أي أنها من ضواحي العاصمة ولكن ورغم كونها تعتبر منطقة عبور للقادمين من بنزرت إلى تونس أو العكس فإنه يخيل للزائر لها وكأنها من مناطق الظل الواقعة على المناطق الحدودية في أقاصي الجبال. متساكنو قنطرة بنزرت يعيشون معاناة بأتم معنى الكلمة ، معاناة يومية ، متواصلة على مدار السنة.ولهذه المعاناة عدة مظاهر وتجليات ، تحولت معها المنطقة إلى ما يشبه المستنقع. قل وندر أن تجد نهجا معبدا في قنطرة بنزرت وهو إشكال زاد من حدته البناء الفوضوي الذي بات يمثل هاجسا حقيقيا للمواطن هناك ولكن ورغم ذلك لا يمكن بأية حال من الأحوال أن نجد مبررات معقولة لمصالح الإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان بولاية أريانة لتقصيرها الواضح في تعبيد الأنهج والطرقات التي يخيل للمار عبرها وكأنها منطقة منكوبة شهدت للتو إعصارا من الدرجة الأولى من أخوات " كاترينا " أو غيره.من خلال تلك الحفر وبرك المياه والأحوال المنتشرة هنا وهناك حيث لا يخلو نهج من تلك الأنهج من تلك البرك التي والى جانب انبعاث الروائح الكريهة منها فإنها تمثل بيئة مناسبة جدا للحشرات السامة والناموس الذي حول ليل المتساكنين إلى جحيم لا يطاق. متساكنو قنطرة بنزرت كغيرهم من مواطني البلاد يدفعون معاليم التطهير المضمنة في فواتير الصوناد، واسألوا أيا منهم إن هو تخلف يوما عن سداد دينه تجاه الصوناد وغيرها من المصالح الإدارية، ولكن تراهم يتساءلون بمرارة متى سوف تفي تلك المصالح بديونها تجاههم؟ والحال أنهم يدفعون معاليم مقابل خدمة غير موجودة أصلا! حيث لا قنوات للتطهير ولا هم يحزنون، الشيء الذي تسبب في معاناة خصوصا مع أول قطرة من الأمطار تنزل على تلك المنطقة لتغمر المياه كل الأنهج فتستحيل معها عملية العبور من والى الشارع الرئيسي.وقد حدثنا بعض المواطنين هناك عما تشهده المنطقة من سيلان والأوحال لتغمر المنازل في فصل الشتاء مما يضطرهم لترك منازلهم لعدة ساعات ريثما يتم جهرها وإخراج ما غمرها من أوحال.ورغم ما تقدموا به من شكاو وعرائض إلى مختلف المصالح ذات الصلة إلا أنه ما من مجيب ليبقى السكان والمنطقة في حالة لا ترتقي بالمرة الى ما يسمعونه عند كل مناسبة من وعود وتطمينات أفقدت أصحابها كل مصداقية لديهم. ومن المضحكات المبكيات في علاقة بموضوع التطهير أكد لنا أحد متساكني الجهة أنه اخر مرة غمرت الأوحال منازل المواطنين قصد عمدة المنطقة ليخبره بما حصل للناس فما كان منه إلا أن هدده بإدخاله السجن إن هو تجرأ مرة أخرى وأقلق راحته ولكن ماذا عن راحة المواطنين؟ سيدي ثابت: جمعية التنمية ومنطق الإقصاء كنا قد كتبنا في أعداد سابقة عن عقلية الإقصاء المرفوضة التي تميز المسؤولين بمعتمدية سيدي ثابت وخصوصا السيد كاتب عام الجامعة الدستورية الذي لم يستسغ بعد معاني التعددية ، فبات شغله الشاغل وضع العراقيل أمام مناضلي حزب الوحدة الشعبية في محاولة يائسة لاثناءهم عن الاضطلاع بدورهم الوطني في تكريس المسار الديمقراطي التعددي لما فيه خير البلاد والعباد. وآخر شطحات المسؤول المذكور تمثلت في استغلال نفوذه لممارسة ضغوطات على أفراد لجنة إسناد القروض بالجمعية التنموية قصد عدم تمكين أي من شباب المعارضة من الحصول على قرض رغم توفر ملفاتهم على كل الشروط القانونية ، ليبقوا محرومين دون غيرهم من متساكني الجهة من التمتع بخدمات الجمعية ذنبهم الوحيد أنهم من المعارضة. عقلية مرفوضة نرجو أن يقع التصدي معها بكل جدية وحزم.