بقلم : مالك الجزائري بعيدا عن جولة "زائر المقابر" المدعو بوش لمنطقة الشرق الأوسط والذي سيغادر البيت الأمريكي الأبيض، وليس في سجله سوى أنه دمر بلاد العرب والمسلمين، تتحدث المصادر الديبلوماسية في فرنسا عن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها في بحر هذا الأسبوع الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" الى المملكة العربية السعودية و التي ستبدأ يوم 13 وتنتهي في 15 من شهر يناير كانون الثاني الجاري حسب ما جاء على لسان ديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية والذي أشار الى أن السعودية قدمت طلبا ترفض فيه أن تستضيف الرئيس الفرنسي رفقة عشيقته "كارلا بروني" لما في القضية من حساسية وإزعاج للمملكة خوفا من تصرفات «دون جوان» الإليزي التي قد تمس بسمعة السعودية في مجال الحفاظ على أداب العامة و تشوه صورتها في مجال الحفاظ في عيون الملايين من المسلمين .. و سواء قدم طلب السعودية بصفة "رسمية" أو بصفة" سرية " فإن الخبر في حد ذاته يعتبرا " جديدا" في مجال العلاقات الدولية و التقاليد الديبلوماسية .. إن تصرفات التصرفات الطائشة لضيف برتبة رئيس دولة رفقة عشيقته الحسناء أصبحت تمثل هاجسا حقيقيا لمستقبليه في البلدان الإسلامية الذين لم يتعودوا على مثل هذه الخرجات من رئيس قرر أن يكون "جديدا" و استعراضيا كما صرح بذلك في ندوته الصحفية الأولى بمناسبة حلول السنة الجديدة أمام وسائل الإعلام العالمية و بحضور أكثر من 450 صحفيا من 30 بلدا.. المنتمون للسلك الديبلوماسي في وزرات الخارجية لا سيما في دولة بحجم دولة عظمى مثل فرنسا يدركون أن طلبا من النوع الذي تقدمت به السعودية يمثل سابقة تحدث ربما للمرة الأولى على المستوى الرسمي .. فالأعراف و تقاليد البتروكولات والزيارات الرسمية تقتضي أن تكون الأطراف المعنية على علم و دراية تامة بتقاليد البلد المضيف، ولكن سوابق الرئيس الفرنسي خلال زيارته السابقة لعدد من الدول العربية وهواجس الخوف من "خرجات" «دون جوان» الإليزي على طريقة مشاهير هوليود هي التي دفعت بمسؤول سعودي رفيع المستوى والذي من باب الحيطة و سد الذرائع أن يصرح : " نتمنى أن يأتي الرئيس الفرنسي وحده و ليس برفقة السيدة كارلا بروني " .. زيارات ساركوزي السابقة لعدد من الدول العربية وضعت حكومات المغرب و مصر و الأردن في مأزق حقيقي أمام الرأي العام المحلي والعربي بل وحتى الإسلامي ، وأثارت تلك الزيارات ضجات إعلامية كبيرة الى درجة أن نواب من البرلمان المصري شجبوا بشدة تصرفات ذكر فرنسا و أتهموه صراحة بممارسة الدعارة الرسمية و بتواطؤ من السلطات الرسمية التي وفرت له الفراش الوفير و غرف النوم الأنيقة في شرم الشيخ .. كما أن قراء الصحف في الأردن تابعوا بإهتمام يوميات " مراهق البتراء " طيلة زيارته للمملكة الهاشمية بمناسبة إحتفالات رأس السنة .. المؤكد أن وزارة الخارجية الفرنسية تعي جيدا تركيبة النظام السعودي و قوانين الشريعة الإسلامية التي تحكم المجمتع السعودي والتي لا تسمح بممارسة طقوس الحب و العشق بين رجل و إمرأة أمام الجميع في الأماكن العامة حتى بالنسبة للسواح الأجانب من الأوروبيين، ولكن هذه الإجراءات غالبا ما يتم غض الطرف عنها لما يتعلق الأمر بزيارات رسمية لمسؤولين برتبة رئيس دولة حتى يتم تجنب الإزعاج و إفشال الأهداف الرئيسية للزيارة خاصة إذا كان هذا الرئيس يقود بلدا إسمه فرنسا الذي يعتبر الممول الثامن للسعودية إقتصاديا و الشريك التجاري الثاني للمملكة في منطقة الخليج.. والمؤكد أيضا فإن زيارة «دون جوان» الإليزي الى السعودية تم التحضير لها من طرف وزير الدفاع الفرنسي " هيرفي مورين " الذي إلتقى الملك عبد الله في نهاية شهر تشرين/ أكتوبر من السنة الماضية و سلمه رسالة خاصة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وكانت السفارة الفرنسية في الرياض قد أعلنت في وقت سابق عن الزيارة المرتقبة للرئيس ساركوزي التي لم يعلن عنها رسميا في باريس من طرف الناطق الرسمي للإليزي " دايفيد مارتينون" والتي أشارت مصادر ديبلوماسية فرنسية أن برنامجها الأساسي سيتمحور حول عقد صفقات بيع أسلحة فرنسية للسعودية خاصة أسلحة " الرفال " التي عرفت تراجعا تجاريا في سوق بيع الأسلحة في السنوات الأخيرة.. لذلك فزيارة «دون جوان» الإليزي تثير إهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية لخصوصية الزيارة، و حتى نفهم جيدا تدهور السمعة الأخلاقية للرئيس ساركوزي عربيا و إسلاميا تزامنا مع تدهور شعبيته لدى المواطن الفرنسي كما جاء في أرقام سبر الأراء التي ظهرت في فرنسا خلال هذا الأسبوع (لأول مرة تنزل تحت 48% منذ توليه الرئاس)، علينا أن نذكر أن " الهند " التي تحظى فيها الأبقار بمرتبة الآلهة، والتي سيزورها ساركوزي في نهاية الشهر الحالي رفضت كذلك بشدة ّة أن تستضيف «دون جوان» فرنسا رفقة عشيقته كارلا بروني كما ورد في بعض الصحف الهندية، و اشترطت على ساركوزي أن يعقد قرانه على "كارلا بروني"، قبل أن تطأ ساقيها منطقة "تاج المحل" إحدى عجائب الدنيا.. والسؤال.. هل سيرضى «دون جوان» الإليزي أن يذهب وحده الى السعودية ويترك عشيقته الراقصة في مقر الرئاسة في باريس كما فعل صديقه بوش في جولته الحالية ؟!... وفي حالة زيارته رفقة "كارلا " فهل ستعامل المرأة بكل ما يعنيه مسمى (المرأة الأولى في فرنسا) وسيدة الإليزية ..أم أنها ستكون مجرد عضو ضمن الوفد الرئاسي ؟!..وماذا لو طلب ساركوزي أن يعقد قرانه على كارلا في " الأراضي المقدسة " و بمباركة خادم الحرمين أمام فلاشات الكاميرات ألم يقولوا أن الرجل قرر أن يكون "جديدا" و يحب الشهرة و الأضواء و قضاء الليالي الحمراء ؟!.. الحكاية صعبة ولننتظر نهاية زيارة «دون جوان» الإليزي في بلاد الحرمين !! كاتب - صحفي / باريس