رشحت القيادات الاجتماعية الشعبية التي تتكون من وجهاء القبائل والمناطق الذين يعدون نظريا أصحاب أعلى سلطة تنفيذية في ليبيا، سيف الإسلام القذافي لرئاستها. وجاء ترشيح سيف الإسلام القذافي لهذا المنصب الذي يعادل منصب رئيس للدولة يتمتع بصلاحيات تمكنه من الإشراف على البرلمان والحكومة، بعدما طالب والده الزعيم الليبي معمر القذافي بإيجاد منصب رسمي له. وعلى الفور عقدت القيادات الشعبية الاجتماعية اجتماعات في عدد من المدن الليبية للوصول إلى صيغة تمكن سيف الإسلام من الوصول إلى رأس مؤسسات الدولة، واقترحت مساء الأحد تسميته (منسقا عاما) لها. وتتواصل اجتماعات لقيادات في مدن أخرى. ويفترض أن يصادق مؤتمر الشعب العام (البرلمان) على تعيين سيف الإسلام في هذا المنصب. وكان معمر القذافي طالب بإيجاد منصب رسمي لنجله سيف الإسلام حتى يتمكن من تنفيذ برنامجه الإصلاحي الذي يقوده منذ سنوات في ليبيا، حسبما ذكرت صحيفة (ليبيا اليوم) الالكترونية الأربعاء. وقالت الصحيفة إن القذافي طالب في اجتماع عقده في مدينة سبها (700 كلم جنوبطرابلس) مع الآلاف من القيادات المحلية والثورية بإيجاد منصب في الدولة الليبية لسيف الإسلام حتى يتمكن من تنفيذ برنامجه الإصلاحي. ونقلت الصحيفة المستقلة عن مصادر لم تكشفها إن القذافي أوضح إن سيف الإسلام رجل مخلص وزاهد ويحب ليبيا، لكنه يواجه مشكلة كونه لا يشغل منصبا في الدولة الليبية وهو ما يربك عمله لصالح ليبيا. ويدافع سيف الإسلام منذ 2007 عن مشروع الإصلاحات. لكن خططه التي تتضمن تمرير مشروع دستور وإطلاق خطة تنموية اقتصادية بقيمة سبعين مليار دولار وتحرير الصحافة من سيطرة الدولة وقيام مؤسسات مجتمع مدني قوي، تصطدم بمعارضة الحرس القديم مما حمله على إعلان انسحابه من الحياة السياسية في آب/ أغسطس 2008. ولا يشغل سيف الإسلام القذافي (37 عاما) أي منصب رسمي لكنه قام بأكثر من وساطة بين ليبيا والغرب أبرزها دوره في قضية الفريق الطبي البلغاري الذي اتهم بنقل فيروس الايدز لأطفال ليبيين. كما تدخل مرارا في مفاوضات دولية عبر مؤسسة القذافي الخيرية التي يترأسها.