إلغاء 50 بالمائة من الرحلات الجوية.. والنقابات تراهن على تراجع الحكومة باريس(وكالات) للمرة الثانية خلال اقل من اسبوعين تعطلت الحركة في فرنسا امس بسبب اضراب وتظاهرات دعت اليها النقابات احتجاجا على مشروع اصلاح نظام التقاعد في اختبار كبير لسياسة الرئيس نيكولا ساركوزي. ويحاول الرئيس الذي تراجعت شعبيته الى ادنى مستوياتها في فرنسا والذي اضعفه في اوروبا الجدل حول روم الغجر، التمسك بهذا الاصلاح الذي يعول عليه لاستعادة المبادرة السياسية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2012. توقف الرحلات الجوية وبدا النشاط يتعطل منذ وقت مبكر من صباح امس وطال خصوصا حركة سير القطارات والطائرات وكذلك المدارس. وتوقعت الادارة الفرنسية للطيران المدني الغاء 50% من الرحلات المبرمجة امس في مطار اورلي (جنوب باريس) و40% في مطار رواسي شارل ديغول (شمال باريس) و40% من الرحلات في بقية المطارات الفرنسية. وتوقعت الشركة الوطنية للسكة الحديدية توقف حركة نصف القطارات السريعة في حين تبقى حركة سير القطارات الدولية الى بريطانيا وبلجيكا وهولندا وسويسرا والمانيا عادية او شبه عادية. وينص مشروع اصلاح نظام التقاعد المثير للجدل الذي يعتبر من اكبر اصلاحات الجزء الثاني من ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي، خصوصا على زيادة سن التقاعد من ستين سنة الى اثنتين وستين. وتعتبر الحكومة ان حمل الفرنسيين على العمل لفترة اطول على غرار جيرانهم الاوروبيين، افضل خيار لضمان تمويل تقاعدهم المقدر بنحو سبعين مليار يورو بحلول العام 2030. رهان على التراجع وترى النقابات التي تؤكد، مدعومة من احزاب المعارضة اليسارية، ان نجاح هذا اليوم الاحتجاجي سيحسم في الشوارع فكرة انه ما زال ممكنا حمل الحكومة على التراجع. ويتوقع تنظيم نحو 230 تظاهرة في المدن الفرنسية. وتوقع فرانسوا شيريك الامين العام لنقابة سي.اف.دي.تي (اصلاحية) في تصريح لاذاعة ار.ام.سي، ان «تكون التظاهرات حاشدة». وقد صادقت الجمعية الوطنية على مشروع اصلاح التقاعد بينما سيعكف مجلس الشيوخ على دراسته في الخامس من اكتوبر المقبل. وتنتظر النقابات من مجلس الشيوخ ان «يحد من المظالم» التي يتضمنها المشروع لا سيما التي تخص ابقاء علاوة تقاعد كاملة في سن الخامسة والستين (وليس 67 كما ينص عليه المشروع) بالنسبة الى اكبر المتضررين مثل النساء اللواتي يعملن اقل، او اولئك الذين بدأوا العمل في سن مبكرة