تحيّة إلى امرأة وقفت بكلّ شموخ وعزّة وكبرياء وقالت للظّلم لا وللظّالم لن تنجو بجريمتك وستكون عبرة لأمثالك فالسّاكت عن الحقّ شيطان أخرس فقرّرت ألاّ تسكت عن حقّها وأن تقتصّ من هذا الجلاّد وتفضحه أمام العالم بأسره أنّها إمرأة أشدّ من الرّجال
فلو أنّ النّساء كمن عرفنا لفضّلت النّساء على الرّجال فلا التّأنيث لاسم الشّمس عيب ولا التّذكير فخر لهلال
إلي إمرأة أشدّ من الرّجال
ضُربت سُجنت خرجت صمدت هجرت صمتت ؟ لا لم تصمت كاللّبوة قد زأرت لم تخرس وانفجرت فالسّاكت عن حقّ شيطان أخرس قالت لا للظّلم ولا للقهر ولا للصّمت عن الحقّ فقد تزن المرأة أضعاف رجال جاءت لتقاوم لن تستسلم للظّالم وجّهت السّهم إلى الهدف ضربت فانطلق السّهم أصاب هرب المرتاب مختفيا كالثّعلب مرتعدا كالأرنب مرتعشا كالفأرة دخلت جحرا كي تهرب حيث تشاء تخبّأ لا مهرب ستطالك أيدي القانون ولو تغرب باسم امرأة حقّا تطلب باسم الحقّ ستُضرب وكما عذّبت تُعذّب وسجنت ستُسجن وقتلت ستُقتل إذ ليس لديك مفرّ أو مهرب أظننت بلادي خاوية في هذي الأحوال كذب الظّنّ مازالت أرضي تنبت أبطال بشباب ونساء ورجال وطني لن يبقى سجنا يحكمه الأنذال ستعود الشّمس لتشرق بعد المغرب واللّيل يلمّ الثّوب الأسود كي يهرب وخفافيش الظّلمة للكهف سترجع هذاالطّير الفاسد يخشى النّور يهوى الظّلمة والدّيجور والغيث النّافع يوما ينزل ويزول القحط المتقع والأرض العطشى لن تبقى مرتع لوحوش فيها ترتع في أحضان الأرض الخضراء تجول وتحطّم كلّ جميل وتحاول ذاكرة تمحو وتقطّع مهما فعلت فلن تسطع فالشّجر الأخضر في أرضي متجذّر وبحبّ الأرض مشبّع وعروق الزّيتون بها متفرّع والنّخل الباسق لن يركع وسيأتي اليوم الموعود ونرجع كلّ غريب سيعود ولو طال الوقت إلى المرجع فجميع الغرباء كما الزّيتونة في الأرض مفرّع وكما النّخلة في الجوّ تشرّع فسنرجع يوما يا وطن الأوطان سنرجع وليسمع كلّ العالم فليسمع ستعود النّبتة خضراء ويعود قطيع الأنعام بحقلك يرتع وسيأكل يأكل حتّى يشبع والطّفل بسهلك يمرح فلتفرح يا وطني فلتفرح