الحرارة تكون عند مستوى 31 درجة هذه الليلة بالجنوب    عاجل/ اصطدام سفينة أجنبية بمركب صيد تونسي.. وجيش البحر يتدخّل    عدد حالات الغش على المستوى الوطني خلال يومين من امتحان البكالوريا    إستعدادا للكلاسيكو: النجم الساحلي يواجه مستقبل المرسى وديا    هيئة الانتخابات تعقد جلسة عمل مع وفد من محكمة المحاسبات    بنزرت: الاحتفاظ بإمرأة محكومة ب 48 سنة سجنا    مفتي السعودية: "هؤلاء الحجّاج آثمون"..    مسؤول بال"شيمينو": هذا موعد عودة نقل المسافرين بالقطار بين تونس والجزائر    اجتماع فني بين مسؤولي الشركتين التونسية والجزائرية للسكك الحديدية لإعادة خط نقل الركاب بين البلدين بواسطة القطار    عاجل/ قضيتان جديدتان ضد سنيا الدهماني..    قبلي: انطلاق فعاليات المنتدى الاقليمي حول فقر الدم الوراثي بمناطق الجنوب التونسي    دعوة من الصين للرئيس التونسي لحضور القمة الافريقية الصينية    لرفع معدل الولادات في اليابان...طوكيو تطبق فكرة ''غريبة''    نابل: اقتراح غلق 3 محلات بيع لحوم حمراء لهذا السبب    إنتقالات: تشيلسي يتعاقد مع مدافع فولهام    الرابحي: قانون 2019 للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية فرض عدة إجراءات والتزامات على مُسدي الخدمات    الكاف: تجميع 56 الف قنطار من الحبوب والدعوة الى الإسراع في تحديد الاسعار    الحماية المدنية 12حالة وفاة و355 مصابا في يوم واحد.    مناخ: 2023 في المرتبة الثالثىة للسنوات الأشد حرارة    فظيع/ سيارة تنهي حياة فتاة العشرين سنة..    ماذا بقي من وظيفة التعديل؟: أسعار "الرحبة" أرحم من تسعيرة الحكومة    وزارة التربية: صرف أجور المتعاقدين بالتزامن مع عطلة عيد الأضحى    مديرة الخزينة بالبريد التونسي: عدم توفير خدمة القرض البريدي سيدفع حرفائنا بالتوجّه إلى مؤسسات مالية أخرى    الجبل الأحمر: تستدرجه إلى منزلها...ثم يتعرّض للسرقة والتهديد    اليوم: نشر أعداد ورموز المراقبة المستمرة لمترشحي البكالوريا    الإعلان عن موعد عيد الاضحى.. هذه الدول التي خالفت السعودية    مناسك الحج بالترتيب...من الإحرام حتى طواف الوداع    كرة السلة: برنامج مواجهات اليوم من الدور نصف النهائي للبطولة    نظّمه المستشفى المحلي بالكريب: يوم تكويني لفائدة أعوان وإطارات الدائرة الصحية بالمكان    نقابة الأطباء و الصيادلة و أطباء الأسنان ترفض قانون حقوق المنتفعين بالخدمات الصحية    موعد صيام يوم عرفة...وفضله    الحرس الديواني يحجز بضائع مهربة قيمتها فاقت المليار    في تونس وبن عروس: قائمة الشواطئ الممنوع فيها السباحة    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 07 جوان    عاجل/ الأمم المتحدة تعتزم إدراج إسرائيل في هذه القائمة..    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    لأجل قضية عملت عليها زوجته.. جورج كلوني ينتقد بايدن    عاجل/ قتلى ومفقودين في حادث سقوط حافلة تقل أطفالا في سوريا..    المنتخب الوطني التونسي يصل إلى جنوب إفريقيا    وكالات إغاثة تحذر من انتشار المجاعة في 18 دولة    الخارجية اليابانية: روسيا تهدّد باستخدام الأسلحة النووية    اكتشاف السبب الرئيسي لمرض مزمن يصيب الملايين حول العالم    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    غزة.. إصابة 24 جنديا صهيونيا خلال 24 ساعة    جامعة كرة القدم تدعو الأندية لتسوية الأحكام الصادرة ضدها قبل هذا التاريخ    المهدية...أصرّ على تحقيق حُلمه بعد 20 سنة من الانقطاع عن الدّراسة ...شاكر الشّايب.. خمسينيّ يحصل على الإجازة في الفنون التشكيليّة    الفنان شريف علوي .. خلاصة مسيرتي ستكون على ركح قرطاج    الإعلان عن الفائزين في المسابقة الوطنية لفن السيرك    الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي من 29 جوان إلى 10 جويلية و11 سهرة في البرنامج    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    عاجل/ قرار قضائي بمنع حفل "تذكّر ذكرى" المبرمج الليلة    اليوم رصد هلال شهر ذي الحجة 1445    تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة: وزارة الصحة تصدر بلاغ هام وتحذر..#خبر_عاجل    الدورة 65 لمهرجان سوسة الدولي: يسرى محنوش في الافتتاح ومرتضى في الاختتام    النادي الافريقي يصدر بلاغ هام..#خبر_عاجل    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الخامسة والعشرين    بطولة رولان غاروس : الألماني زفيريف يكمل عقد المتأهلين الى المربع الذهبي    الصحة العالمية تعلن تسجيل أول وفاة بشرية بمتحور من إنفلونزا الطيور..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لافتة خارجة عن الصف:لطفي الهمامي
نشر في الحوار نت يوم 20 - 10 - 2009

تسير اللافتة وسط الشارع غير مبالية بأنّ رافعيها يُعدّون على أصابع اليد، وغيرها من بني قشرتها ترفعها العشرات.
الأمر ليس بغريب، لأنّ المئات منهنّ أي المتظاهرات الفرنسيات وغيرهن من الملل، لزلن يناضلن من اجل المساواة في كل شيء،
أما لافتتنا فتنتمي إلى مجتمع آخر تحققت فيه المساواة التامة والفعلية بين المرأة والرجل وأصبحت النساء فيه قوّامات في المنازل والشوارع والمصانع وفي الدولة.
فالمهاجرات والمهاجرين من بلد لافتتنا، يشتغلون يوم السبت من مثل يومنا هذا على مهمات إنسانية أخري تتجاوز مهاترات هذه
الشعوب التي لتزال تؤمن بالتظاهر تحت قطرات المطر البارد والضجيج الغنائي الشعبي من مخلّفات ماضي لدينا وحاضرلديهم.اللافتة تسير وسط الشارع غير مبالية.
ليس من الضروري حضور جمعياتنا وشخصياتنا للسير باللافتة، مادامت تصرّ على الخروج من الصف ,ثم أن جمعياتنا بما فيها النسائية سوف تتوحد قريبا تحت اسم "الكونية" متجاوزة اسما وفعلا شعار هذه المظاهرة النسوية .حتى أن مشاغلها بعيدة كل البعد عن اللافتة، فهي تفكر في إنقاذ شجرة في الصحراء وفيل في الزايير وبطة في منتزه النحلي الدولي وهي تعد للاحتفال بنهاية
ذبح الحيوانات.
النساء عندنا يستغربن مما تعانيه النساء لمتظاهرات اليوم، ومن تمييز في الشغل وتحرش جنسي في الشارع وفي أماكن العمل
والمساومة بشرفهن والبعض منهن يحرمن من الدراسة والعلاج والنقل واختيار شريك الحياة،حرمانهن من الشأن العام.يستغربن
من شغلهن في المصانع وفي المنازل والتنظيف وغرف النزل وفي المقاهي والمكاتب وفي تربية الأطفال والملاهي الليلية وفي
البغاء.
أما مؤسسات دولتنا بالخارج، فليس من مشاغلها تمرير دعوة صادرة عن 80 منظمة نسوية تطالب بحقوق النساء، لأنها منشغلة
بالعمل الدبلوماسي ،ولان المشاركة في مثل هذه المسيرة قد يفهم منه البعض أننا لزلنا في هذه المرحلة من التخلف والحال أن
الدولة تقدم لنسائنا منحة شهرية تعويضا لهن عما لحق بجدات جداتنا من عدم مساواة طفيفة،وعلبة ماكياج فاخرة بمناسبة اليوم
الوطني لذكري القضاء على عدم المساواة منذ قرن ونصف.
اللافتة تسير مشدودة من طرفيها بيد امرأة ورجل وهي بيضاء وطويلة كتب عليها باللون لأحمر"تونس: عاش نضال نساء الحوض ألمنجمي بقفصة".
لكنها شدّت انتباه العشرات منهم ومنهنّ كانت محضوضة في التقاط صورها من هنا ومن هناك، وكانت نظرات عدة تتقاطع مع أعيننا
وبسمات منبعثة ربما مؤازرة للافتة دون اللافتات تسير بدون جماهير.
من الحين إلى الحين يقترب منى أو من رافقتي هو أو هي لطرح سؤال من هنّ نساء الحوض ألمنجمي؟.
كنت أجيب بسرعة "هنّ نساء تونسيات يزلزلن الأرض ، يردن إقامة جمهورية النساء والرجال".
كنت أحسّ الفرحة تنتابهم،و هم من شعوب أخرى، فقلت ربما طمعا في أن تحررهم مهوريتنا القادمة من معاناتهم.
أما السؤال الذي ظل فاقدا لجوابي ،هل لديكم عنوان هناك؟
كان خاطري يقول أعطيهم عنوان جمعية "بسمة"ولكن علمت أن رئيستها منشغلة جدا طوال العام بالتلفزة وقص الأظافر ورعاية
القصور وتفقد زهور المقابر.
قلت إذا أعطيهم عنوان "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات"على الأقل تباهيا منّى بعنوان المعاصرة أمام الجميلات، لكنّى علمت أن عنوانهن الأدبي متغير باستمرار، وعنوانهن الإداري غير مسجل لدى وزارة الداخلية، أما عنوانهن الالكتروني فهو معقد بعض الشيء ، لأنه يوجد على الفايس بوك تحت اسم أصدقاء الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وأنا لا أريد المرور عبر الواسطة بل بالموقع الأصلي لهنّ.
ماذا تبقى لي وأنا المطالب بعنوان يحيل إلى مؤسسة نسائية أو امرأة مطلعة على حال رقي وتطور ومكاسب المرأة لدينا، فحتى من
اعرفهن هواتفهن مقطوعة من قبل الدولة خوفا على صحتهن من الموجات الصوتية ومن الحقول لمغناطيسية.
هكذا تسير اللافتة عبثا بدون جماهير.
لكن إذا كانت النساء اليوم السبت مساء في الحمام العربي"في إطار حملات الطهارة لأسبوعية، فأين هم الرجال والحال أن حضورهم بالنيابة فرض كفاية.لكنى علمت الحق معهم وليس مع اللافتة أنهم مجتمعين في ورشات بحوث ودراسات متفرقة بعدما
حوّلوا مقاهي الجالية إلى فروع تابعة إلى لفرقة الوطنية للاستعلامات لدراسة النماذج السلوكية لدى الشيوعي و الإسلامي
والديمقراطي و الحقوقي ومنها دراسات في سوسيولوجيا كلّ من هبّ ودبّ من عامة الأدمغة المهاجرة،وهو في الحقيقة ومن
موقع المسؤولية هذا هو العمل الوطني لحقيقي. أما اللافتة فتوقفت في الاوبيرا بنيّة كتابة سنفونية الصراع والمقاومة لمزلزلات
الجنوب الشرقي التونسي.
ملاحظة:
اللافتة : مشاركة في مسيرة يوم 17 أكتوبر2009 و التي دعت لها أكثر من 80 جمعية تقدمية ويسارية تحت شعار: "المطالبة بحقوق المرأة والمساواة التامة". مضت المسيرة من ساحة لاباستى إلى ساحة الاوبيرا بباريس. شارك فيها "الائتلاف من اجل مقاطعة انتخابات كتوبر 2009 في تونس".
جمعية بسمة: جمعية تونسية ترئسها ليلى
الطرابلسي حرم زين العابدين بن علي
ميزانيتها آلاف الدينارات التونسية غير
معلومة الرقم.وهي عبارة عن جمعية سيادة
كوزارة الدفاع.
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات:
جمعية نسائية مفتوحة لكافة نساء تونس في
البيانات والخطابات وتنخرط صلبها كل
امرأة نجحت في تبنى التقدمية الخالصة.
باريس في :17 أكتوبر 2009
متابعة لحدث
لطفي الهمامي

نقلا عن — e-joussour


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.