تقرير: ميشال بلاس- إذاعة هولندا العالمية/ ماذا لو حزم المغاربة أمتعتهم وغادروا هولندا؟ هذا السؤال هو موضوع شريط فيديو قصير وضع مؤخراً على الانترنت. رجل يركب دراجته الهوائية في طريقه لالتقاط صحيفته من زاوية الشارع، ولكن الرجل المغربي الذي تعود استلام الصحيفة منه غادر البلاد فجاءة. في الشوارع تتناثر القمامة، والمباني في حاجة إلى ترميم. وبسبب تقطع المواصلات ثمة طابور من الناس على التاكسيات، التي لم يبق بها من يقودها. ف "آخر من تبقى من المغاربة سيغادر اليوم". أحدهم يقرأ العنوان الرئيسي لإحدى الصحف، بينما تحلق طائرة باتجاه الجنوب. هذا حال هولندا كما تم تخيله في الفيديو الذي ظهر على الموقع الالكتروني www.munt.nu حيث يغادر كل شخص من أصل مغربي هولندا.
نادي فاينورد فاينورد فريق مدينة روتردام، هو بطل الدوري الهولندي، ولكن عمدة المدينة أحمد أبو طالب لم يظهر لتهنئة أعضاء الفريق. في غضون ذلك وفي مدينة أمستردام، تم إلغاء الحفل الذي يحييه الفنان الكوميدي نجيب امهالي. يصور الفيديو بلدا تعاني فيه المباني من الإهمال، كما يصور صفوفا طويلة من السيارات تنتظر تصليحها.
وبالرغم من ذلك، فليس الفيديو ببساطة مجرد احتفاء بمساهمات المغاربة في المجتمع الهولندي، فهو يظهر أيضا موظفين ضجرين في مكتب الرعاية الاجتماعية، لا يكفون عن الدوران على كراسيهم الدوارة، بينما يبردون أظافرهم، في إشارة إلى معظم المستفيدين من رواتب الإعانة الاجتماعية هم من المغاربة. الأسوأ من كل هذا، هو أن البلد الذي أصبح بدون مغاربة قد دخل في خلاف حاد، فالصحافة الهولندية تكافح لكي تملأ صفحاتها بالأخبار، والمواضيع. إحدى الصحف بورقاتها الخالية تناشد وتتوسل قراءها أن يرسلوا لها بعض الموائد للنشر.
النعناع والجبنة والخروف الشريط الذي طوله ثماني دقائق اختير له العنوان "رأس أم كتابة؟" وهو (عنوان مشتق من وجهي العملة المعدنية القديمة، حيث يوجد على أحد الوجهين رأس الملكة، بينما يوجد على الوجه الثاني كتابة). كلمة Munt الهولندية التي تعني، العملة المالية، تعني أيضا النعناع، والذي يشير إلى المشروب المفضل المغاربة، وهي الشاي بالنعناع بينما تشير كلمة kop التي تعني الرأس أيضاً إلى التعبير الساخر المستخدم لوصف الهولنديين kaaskop ويعني رأس الجبنة.
ولكن الأشخاص المسئولين على الموقع الالكتروني يؤكدون بشدة أنهم ليسوا "رجال أعمال لهم حصة في بيع النعناع". كما ينكرون أنهم من "الأغلبية الصامتة في المجتمع"، مثل "رابطة أصحاب الرأي ذوي الخبرة" أو "معهد المحرضين المحترفين" وهم ليسوا ضحايا أيضاً: "لقد تخلينا عن هذا الدور لخروفنا". ليس هناك تعريف بهم أكثر من وصف أنفسهم بأنهم "شبان هولنديون من أصل مغربي يطفحون بالحيوية والطاقة الإبداعية". ولكن من هم بالتحديد لا يزال لغزا مبهماً، فالذين يقفون خلف كل الفيلم والموقع الالكتروني لا يزالون مجهولين، بأسماء مستعارة.
هستيريا عادة ما يظهر المغاربة في وسائل الإعلام الهولندية كشبان مجرمين، يسببون الإزعاج في الشارع، ويسيئون معاملة المثليين من الجنسين، ويقومون بأعمال السلب والسرقة. أو كمسلمين يناضلون من أجل الاندماج، في مناقشات يديرها المعادي للإسلام زعيم حزب الحرب اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز. وكان السيد فيلدرز قد قال أنه لن يتردد في ترحيل المسلمين الذين يرتكبون جرائم، أو يفشلون في الاندماج في المجتمع الهولندي، في الوقت الذي يواصل فيه حزبه التقدم في استطلاعات الرأي.
صانعو فيلم "رأس أم كتابة؟" يقولون أنهم يريدون مواجهة الرأي الشعبي، وأن يظهروا أن "المغاربة الهولنديين هم جزء مندمج في المجتمع الهولندي. وأن فئة واسعة من الناس في هولندا لا يمكنها تحديد موقفها في وجود هذه الهستيريا التي تحيط بالمغاربة."
لا أستطيع الانتظار ومع ذلك، نتائج الاستطلاع المنشور على الصفحة الرئيسية على الموقع لا تقنع الزائرين. يبدو أنهم أكثر استعدادا لدعم وجهة نظر خيرت فيلدرز. "ما رأيك بفكرة رحيل المغاربة عن هولندا؟" هكذا يتساءلون. وقد بني الاستطلاع على ردود أكثر من 13.500 زائر، بحيث جاءت النتائج كالآتي: 71 % قالوا: فكرة جيدة.. لا استطيع الانتظار! 6 % قالوا إنه ليس لديهم رأي في الموضوع. 23 % لا يوافقون بل يطالبون ببقاء المغاربة في هولندا.
الرأي الذي يقول "لا أستطيع الانتظار" هو صدى لصحف التابلويد اليمينية، والموقع الالكتروني Geenstijl.nl ، حيث مئات من الردود ترحب بحرارة بفكرة "هولندا الخالية 100 % من المغاربة".
قد ينكر الشبان المغاربة الذين يقفون خلف موقع Munt.nl أنهم محرضون محترفون، ولكن يبدو أنهم سعداء للاستمرار في إثارة الجدل. وقد استبدلوا الآن استطلاعهم بسؤال أبعد: من سيكون التالي ليغادر هولندا: 1- الانتيليون، الأتراك والسوريناميون. 2- أي واحد يرغب في المغادرة. 3- لا أحد يكفي رحيل المغاربة!