خرج الدكتور عصام العريان رئيس المكتب السياسي بجماعة الإخوان المسلمين عن صمته الذي التزمه أكثر من أسبوع حول ما أثارته وسائل الإعلام عن استقالة المرشد العام محمد مهدي عاكف ووجود أزمة في مكتب إرشاد الجماعة بسبب مسألة تصعيده للمكتب. وقال العريان في مقال نشره على موقع الإخوان على الإنترنت وتداولته المواقع والصحف اليوم الاثنين أنّه لم يشأ أن يشارك في الصخب الإعلامي الذي جري مؤخرًا حول "الإخوان المسلمين" رغم إدراكه بأهمية الإعلام وصداقته للكثير من الإعلاميين والصحفيين. وأضاف العريان أنّ هذه الحملة الإعلامية أثبتت عدة حقائق وفي مقدمتها "حالة الفراغ التي تشهدها الساحة الإعلامية" كما أكدت "أهمية الإخوان المسلمين التي يحاول البعض أن يقلل منها" و"وجود من ينفخ في قضايا ليحقق بها أهدافا ما ويقلل من أهمية قضايا أخري أكثر إلحاحًا ليطمس الحقائق حولها". وتابع العريان في مقاله الذي كتبه تحت عنوان "بعد أن هدأ الصخب الإعلامي.. نقاط فوق الحروف" أنّ "البعض يظنّ أنّ الإخوان المسلمين قد خسروا بسبب تلك الضجة الإعلامية، ولكن في حساب المكسب والخسائر سنجد أنّ كفة المكاسب أكبر وأثقل"، مشيرًا إلى أنّ "الحبّ والأخوة داخل الإخوان قد تغلب على منطق التنافس الدنيوي والسعي وراء المناصب والمواقع الذي تعود عليها المراقبون في أماكن كثيرة". وأكد العريان الذي يشغل منصب أمين صندوق نقابة الأطباء المصرية أنّ "إرادة الإصلاح والتجديد والاجتهاد داخل الإخوان قد اكتسبت دفعة قوية من روح الشباب والرجال والشيوخ، الذين وإن جانبهم الصواب في التعبير عن آرائهم أو مواقفهم إلاّ أنّ صوتهم وصل إلى مسامع الجميع". وأشار العريان إلى "مراهنة البعض من المتربصين بالإخوان، وتخوف البعض من أصدقاء وأبناء الإخوان، وذهب البعض من المراقبين والمحللين إلى حدوث تصدعات وانشقاقات وشروخ في الجسد الإخواني، خاصة أنّ الخلاف في قمة الهرم التنظيمي"، مؤكدًا أنّ "الإخوان أثبتوا عقم تلك التحليلات أو التمنيات أو المخاوف". وأرجع العريان السبب في ذلك إلى أنّ "الإخوان ليست مجرد حزب سياسي أو قوة سياسية بل هي أكبر من ذلك فهي دعوة وفكرة ورسالة ربانية"، مضيفًا أنه "ليس هناك في الأصل مغانم يختلف ويتعارك عليها الإخوان، بل هي تضحيات مستمرة وضريبة يدفعها أعلى الهرم التنظيمي كما يدفعها الشباب". موجهًا إصبع اتهام إلى "السياسة الأمنية الباطشة" التي قال إنها تزيد من لحمة التضامن من بين الإخوان وتعلي من روح الأخوة والمحبة. أما فيما يخصه شخصيًا، فقال العريان أنّه "ارتبط بالإخوان منذ أكثر من ثلاثين عامًا كفكرة ودعوة ومنهج للإصلاح والتغيير وفق رؤية إسلامية معتدلة تريد الخير للناس والوطن والإنسانية كلها وتعمل على نهضة الأمة الإسلامية وإحياء مجدها وإعلاء كلمة الله في الأرض"، مؤكدًا أنّه لا "يسعى إلى موقع أو منصب أو مكانة وأنه يجاهد نفسه كثيرًا كي لا يعلن رغبته في ترك أيّ موقع يوكل إليه كي لا يُساء تفسير ذلك". وأوضح العريان أنّ "المواقع التنظيمية والهياكل الإدارية إنّما جعلت لخدمة الرسالة والفكرة والدعوة وهي لا تعطي أحدًا يشغلها مكانة لا يستحقها في نظر إخوانه أو الناس". واختتم العريان كلامه بقوله "ستبقي الإخوان شجرة سامقة فروعها في السماء وجذورها في أرض ثابتة تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها، لا يضرها صخب الرياح من حولها، تنفي عنها خبثها مع المحن والأزمات، وترتوي بماء المحبة والأخوة الصادقة كما ارتوت من قبل بدماء الشهداء الأبرار".