غزة - "أين كانت طائراتك عندما كانت إسرائيل تقصفنا ليل نهار.. فتحرق أجساد صغارنا وتكوي قلوبنا ...أين كانت طائراتك وبيوتنا تسقط أرضا بمن فيها ...أين كانت طائراتك ونحن نصرخ يا عرررب ولا مجيب ؟؟!!". تساؤلات بكل علامات الدهشة والذهول تطلقها غزة وهي تنتفض غضباً وألماً في وقفات احتجاجية تضامناً مع الشعب الليبي. الصرخات التي تعالت من طلبة غزة وقادة فصائلها وقواها كانت ترتفع بغضب شديد وبحنق لم تشهده الوجوه من قبل , فغزة المكتوية بنار حرب حرقت الأخضر واليابس راعها مشهد الطائرات الحربية وهي تقصف مدنا عربية وهي التي تمنت دوماً أن تتجه طائرات العرب نحو احتلال يتفنن ليل نهار في قتلها. غزة التي كانت أكثر المدن ذهولاً بقمع الرئيس الليبي للمحتجين بالطائرات وقصفهم عمداً لم تكتفي هذه المرة بالتصريح بأن ما يجري شأنا داخليا مع دعواتها للبلد المنتفض بالاستقرار بل سارعت للتنديد وبشدة بما يجري مطالبةً الرئيس الليبي معمر القذافي بالتنحي فورا عن الحكام ووقف ما يرتكبه من مجازر بحق المحتجين على نظامه. ففي وقفة نظمتها نظمت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس مساء الثلاثاء أمام مقر الأممالمتحدةبغزة رفع مئات الطلبة الأعلام الليبية وهم يرددون الهتافات الغاضبة المطالبة برحيل الرئيس الليبي الفوري. الأعداء لا الأبرياء وطالب المتحدث باسم الكتلة أشرف الغفري بمحاكمه القذافي ونظامه أمام المحافل الدولية لقيامه بقتل المحتجين بكل برود وقصفهم بالطائرات والمدافع الثقيلة. ومن جانبه استنكر المتحدث باسم حركة حماس حماد الرقب إطلاق النار على المحتجين وقصفهم بالطائرات الحربية واصفاً ما جرى جرى ب" جريمة حرب تستوجب العقاب الرادع وأضاف بأسى :" كان حريًا بالقذافي أن يوجه نيران أسلحته الرشاشة وطائراته الحربية إلى صدور الأعداء لا إلى الأبرياء". ووجه المتضامنون رسالة إلى مفوضية الأممالمتحدةبغزة قالوا فيها: "استجابة للاستغاثات التي جبلت بدماء الشهداء والجرحى التي خرجت من الشعب الليبي الشقيق خرجنا منددين بهذا الإجرام البشع الذي يقوده النظام البائس، مطالبين المفوضية أن تكون عند مسؤوليتها تجاه المجازر التي ترتكب في ليبيا". وطالبوا الأممالمتحدة بعقد اجتماع طارئ من أجل إدانة ما يحدث بحق المحتجين في ليبيا والدفاع عن حقوقهم الإنسانية، والضغط على الرئيس الليبي للتنحي. أما القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي فقد تساءل في وقفة نظمتها حركته تضامنا مع الشعب الليبي "أين كانت الطائرات الليبية, خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (ديسمبر 2008 – يناير 2009)". وأكد الهندي أن استهداف الشعب الليبي بالطائرات وقمع الحريات يدل على تخبط وجنون وضعف نظام القذافي مشدداً على أن :"الدماء التي سقطت في طرابلس والمدن الأخرى الليبية ستزهر في الأيام القادمة بإذن الله كما أزهرت في مصر وتونس وستنتصر الثورة الليبية في النهاية". وسارعت العديد من القوى والفصائل للتنديد بما يجري في ليبيا داعية إلى وقف القصف الجوي والمجازر بحق الشعب الليبي. واكتفت السلطة الفلسطينية بالدعاء للشعب الليبي بالاستقرار والسلام مؤكدةً حرصها على التواصل مع الفلسطينيين المقيمين في ليبيا والذين يقدرون ب30 ألفا للاطمئنان على أحوالهم.