يجري أحمد قذاف الدم، المنسق العام للعلاقات المصرية الليبية، المبعوث الشخصي للزعيم الليبي معمر للقذافي، مباحثات في مصر التي وصلها منذ يوم الاثنين في أوج الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الليبي، في زيارة هي الثانية من نوعها منذ الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك، فيما تؤكد مصادر أن الهدف الأساسي من الزيارة الاتفاق مع شركات طيران عاملة بمصر على نقل مرتزقة من عدة دول أفريقية للمشاركة في قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الزعيم الليبي ومحاولة تجنيد قبائل مصرية للقتال ضد المحتجين الذين يواصلون التظاهر منذ الأسبوع الماضي. يأتي هذا وسط أنباء عن تهديدات رسمية مصرية للجانب الليبي من التعرض للعمالة المصرية في ليبيا والتي تقدر بأكثر من مليون ونصف مليون عامل، وذلك بعد اتهامات وجهها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي للمصريين بالمشاركة إلى جانب الثوار، فيما اعتبرت رسالة تحريض ضدهم، وهو ما تزامن مع الإعلان عن مقتل عشرة مصريين بنيران مرتزقة أفارقة في طريق عودتهم إلى مصر. وكشف الإعلامي الليبي محمود شمام لقناة "الجزيرة"، وكذا الناشط السياسى الليبي بالقاهرة أحمد فايز جبريل أن أحمد قذاف حاول منذ وصوله إلى مصر يوم الاثنين أن يحشد أفرادًا من قبائل أولاد علي في سيوه ومطروح والفيوم، وفي بعض مناطق الصعيد للتوجه إلى طرابلس للقتال إلى جانب القذافي ضد الشعب الليبي. وقال شمام، إن قبائل اولاد على رفضت مطلب احمد قذاف الدم، وقابلته بتظاهرة مضادة تندد بقتله للمئات من أبناء الشعب الليبي، كما فشل في الحصول من المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية على أي دعم للنظام الليبي، باستثناء الدعم الطبي والإنسانى للجرحى والمتضررين من الليبين والمصريين على السواء. في غضون ذلك، تقدم الصحفي خالد محمود ببلاغ إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية والنائب العام المستشار محمود عبد المجيد، للمطالبة بتوقيف المبعوث الشخصي للزعيم الليبي معمر للقذافى أثناء وجوه في مصر. وجاء ذلك وسط تأكيدات من جانبه على أن قذاف الدم يقوم خلال وجوده بالقاهرة بإجراء مفاوضات مع شركات طيران لاستئجار طائرات نقل عملاقة، لكي تقوم بنقل المرتزقة الأفارقة من عدة دول أفريقية تمهيدا لنقلهم إلى ليبيا، وذكر تحديدا المعسكر 27، الذي يشرف عليه خميس ابن القذافي والضابط بالجيش الليبي. وكشف البلاغ عن محاولة قذاف الدم – وهو ابن عم الزعيم الليبي- إغراء بعض القبائل المصرية خاصة في منطقة الحدود الليبية المصرية ومناطق أخرى كمحافظة الفيوم بالمال لكي ينضموا إلى قوات المرتزقة التي يستعين بها القذافى لقتل شعبه بدم بارد على مرأى ومسمع من العالم. وابدي مقدم البلاغ استعداده للمثول أمام أي جهة تحقيق لاستجوابه بشأن تلك الاتهامات، انطلاقا من قناعته أن مصر ما بعد ثورة 25 يناير يجب أن تستعيد دورها القومي والعربي الغائب وأن لا تسكت مطلقا على أي جريمة يرتكبها أي حاكم أو نظام في العالم العربي ضد شعبه. وأكد البلاغ، أن هناك معلومات مؤكدة حول قيام قذاف الدم ب "المشاركة في ارتكاب أعمال إجرامية ولا إنسانية ضد الشعب الليبي وتبديد ثرواته والتآمر على مصلحة ليبيا بما يهدد الأمن القومي المصري". وطالب بإحالته إلى المحاكمة "بسبب تواطؤه مع نظام يقوم بارتكاب كل الجرائم المحرمة ضد شعبه باستخدام الطيران والأسلحة الثقيلة والرصاص الحي". وأشار إلى "دوره في اختفاء عدد من المعارضين وعلى رأسهم المعارض الليبي منصور الكيخيا وزير الخارجية الليبي الأسبق من الأراضي المصرية عام 1993"، و"القيام بحملة ترويع وتخويف لكل المعارضين الليبيين الشرفاء الذين هاجروا إلى مصر بسبب رفضهم لسياسات القذافي". وطالب بإجراء تحقيقات موسعة حول ما وصفه ب "الدور القذر" لقذاف الدم "في التنكيل بالعمالة المصرية، المقيمة في ليبيا، وفرض رسوم وإجراءات معقدة لمنعهم من الحصول على فرصة عمل كريمة وشريفة في الأراضي الليبية". ودعا إلى مساءلة الخارجية المصرية لسماحها لأحمد قذاف الدم ب "تدنيس" الأراضي المصرية وهو مازال محسوبا على النظام الذي يقتل شعبه. من جانبه، وصف وزير الخارجية أحمد أبو الغيط تصريحات سيف الاسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي عن مشاركة مصريين في التظاهرات في ليبيا، بأنها "سخيفة". وقال أبو الغيط تعليقا على ما جاء في كلمة سيف الاسلام، في تصريحات للصحفيين بعد اجتماع مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، "فوجئنا بهذا الاتهام السخيف القائل ان بضع المصريين يشاركون في التظاهرات وحملنا الحكومة الليبية مسؤولية الحفاظ على امن وسلامة المصريين وممتلكاتهم في ليبيا". وكان سيف الاسلام قال إن مصريين يشاركون في التظاهرات المطالبة باسقاط نظام القذافي في ليبيا والمح إلى أن لمصر مطامع اقليمية في شرق ليبيا. ويوجد في ليبيا مليون ونصف مليون مصري، بحسب أبو الغيط الذي أكد انه تم تشكيل مجموعتي عمل حكوميتين لتأمين عودتهم الى مصر.