تناقلت وسائل الإعلام مشاهد مؤلمة يدوس فيها رجال السلطة في سوريا على أجساد المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية ويعتدون عليهم بالضرب بأيديهم واللبط بأرجلهم إضافة إلى شتائم تعف الأذن عن سماعها فإلى أولئك الذين سميتهم "المعانقون للوكن الحبيب في بانياس التحدي" هذه التحية: هذا اسمهم الحقيقي، وهذا نعتهم الجلي، وهذا وصفهم المنصف "المعانقون للوطن الحبيب في بانياس التحدي" أولئك الأشاوس الأبطال الذين ألقاهم عتاة النظام القمعي، وجلاوزة الحكم الاستبدادي، وجلادو الشعب السوري أرضا على صدورهم العارية وجباههم الشامخة مكبلين أياديهم إلى ظهورهم وراقصين على أجسادهم في صورة من أبشع صور ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في العصر الحديث، صورة شاهدها العالم ولن ينساها وأجابت على كل تساؤلاته؛ لماذا يهب هذا الشعب في وجه هذا النظام ورأى العالم الإجابة مجسدة بأجساد أبطال بانياس معانقة تراب الوطن بالصدور وبالجباه وفوقها يرقص زبانية النظام بكل عنجهية وزهو. نعم لقد فهم العالم بهذه الصورة ودون أي عناء لماذا ينتفض الشعب السوري!.. لكأني بهؤلاء الابطال وهم يعانقون الوطن الحبيب يهمسون في أرضه وترابه لا عليك يا وطننا الغالي، فنحن الذين سنخلصك من هؤلاء الذين سلبوا كل معنى جميل للحياة في جنباتك الطاهرة. لاعليك يا وطننا الغالي فكل هذه التضحيات من أجل أن نراك حرا أبيا شامخا يحيا أبناؤك وعلى ترابك الطاهر حياة ملؤها المحبة والأخوة والتسامح، حياة تحيط بها كل معاني الجمال والألفة ولا مكان فيك لظالم أو مستبد أو جلاد. إنها صورة تعبر بكل جلاء ووضوح عن كيف داس ويدوس النظام المخابراتي القمعي على كرامة الإنسان السوري وعلى حرية الشعب السوري وعلى حقوق الشعب السوري. إنه يدوس على مقومات الإنسان السوري وإنسانية الإنسان السوري، هكذا فعلها منذ ثمانية وأربعين عاما ولم يرعو ولم يتعظ، ويفعلها الآن على مرأى العالم ليعرف العالم حقيقته. ويتحدى أهل بانياس بصدورهم العارية وجباههم الشامخة يتحدون هذا القمع وهذا الاضطهاد وهذا الظلم، لقد أعلنوها سلمية ومارسوها سلمية ولم يردوا حتى على الذين آذوهم، ولم يصدق أحد كذب النظام في ترويج الكذبة المعهودة والتي تبنتها من قبلهم أجهزة القمع في تونس ومصر وليبيا واليمن، إنها أوجه عدة لأنظمة فاسدة فالبوليس السري في تونس، والبلطجية في مصر، والمرتزقة في ليبيا، والبلاطجة في اليمن، واسمهم العصابات المسلحة في سوريا أو الشبيحة والزعران، كلهم مدربون من هذه الأنظمة... ممولون من هذه الأنظمة، وترعاهم هذه الأنظمة من أجل مواجهة الشعوب حينما تثور. شلت تلك الأيادي الآثمة التي اعتدت بالضرب على شرفاء بانياس، وشلت تلك الأقدام الآثمة التي رقصت على أجساد الأحرار في بانياس، بل وشلت تلك الألسنة القذرة وخرست التي اعتدت بالشتم وأخرجت كل ما في بطون زبانية النظام من مخزون الحقد الأعمى والتسلط البغيض على أبطال بانياس. نعم هكذا يربي هذا النظام جلاوزته، وعلى هذا ينشئهم، على الإهانة والضرب والشتم وليس عندهم أي وسيلة تفاهم أخرى. تحية الفخار والإجلال والإكبار لمعانقي الوطن الحبيب في بانياس، تحية لشموخكم وإبائكم، تحية لتصديكم السلمي لأجهزة النظام القمعية، تحية لجراحكم، تحية لآلامكم وتحية لآمالكم، لقد رأى العالم صورتكم الحضارية، وعرف لماذا تنادون: "الشعب يريد إسقاط النظام" هذه الأنشودة الجميلة التي يتردد صداها في العالم العربي لتزلزل عروش الطغاة والظلمة والباغين. لقد رأى العالم الفرق الشاسع والبون الواسع بين حضارة أهل بانياس الشموخ وسفالة وحثالة رجال الذعر من جلادي النظام. تحية لشهدائكم يا أهل بانياس العزة والكرامة والإصرار، ونسأل الله أن يتقبلهم قبولا حسنا في مقاعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا... ونحن من منافينا القسرية وبالرغم من بعد المسافات بيننا وبينكم إلا أنكم في قلوبنا وفي ضمائرنا ونردد أنشودة الشعب السوري إليكم "بالروح بالدم نفديكِ يا بانياس" وعلى طريق الحرية نمضي سويا وفي سبيلها نضحي جميعا وعلى جنباتها نلتقي جميعا.