قد يتقلص عدد زوار بيت الله الحرام هذه السنة بسبب الخوف من الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير . ومما زاد الأمر تعقيدا الكلام الكثير حول التلقيح المضاد لهذا الداء العضال فانقسم سكان المعمورة لعدة أطراف حول هذا التطعيم هل هو صحي , مفيد , مضر , تجارة , واجب أو ممنوع . وخاض أهل الاختصاص والسياسيين و الشركات المصنعة للأدوية في هذا الموضوع ومازال الأمر مفتوح لكل الاحتمالات وبسبب تفشي ظاهرة الغاية تبرر الوسيلة , وسهولة الكسب الحرام وغياب البعد الديني والإنساني وكذلك القانوني لدى الأفراد والجماعات والمنضمات والشركات والدول . يصبح كل شيء ممكن في هذا الزمان يُسمع بالأذن الصاغية ويُرى بالعين المجردة . شبكات عديدة تصنع فيروس خطير يرسل عبر الإيمايل ليخرب أجهزة الكمبيوتر . تقبل الناس هذا الأمر بعد صبر طويل وعلاجات مستمرة إعتبرها البعض خفيفة ولاكنها ضيعت ملفات ووقت ومال وفير . جاء دور شركات صناعة الأدوية لتتغير رسالتها من صناعة الدواء لصناعة الداء . والمتخصصين في هذا الموضوع قالوا بكل جرأة وباختصار كل شيء ممكن ... نعود لموسم الحج الذي قد يتهدده فيروس خطير مر بهذا الموسم وبهذا المكان المقدس قبل عشرين سنة . حصد مئات القتلى والجرحى وأرهق دول ومسئولين ، اختفي لعدة سنوات وها هي رياحه تفوح من جديد هذه الأيام ولا أحد يعرف ما يمكن أن يسبب هذا الفيروس من خطر وخسائر .. ومن المؤسف جدا أن تصدر بوادر التصدي لهذا الخطر القادم بشكل عفوي ( ردة فعل ) غير مدروسة برغم التجربة القديمة وما فيها من آلام . يتسابق هذه الأيام رجال السياسة والدين في السعودية وإيران للتصدي لما يسمى ( مراسم البراءة من المشركين ) بطريقة سيئة وغير مدروسة يمكن وصفها باستعراض العضلات. كان الأولى في علاج هذا الموضوع هو الدراسة والبحث والتحقيق بثلة من العلماء والمفكرين والسياسيين لبحث موقف أو قرار حول هذا الأمر يُراعى فيه البعد الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والوطني والإقليمي والدولي.. أما ان يعالج الأمر بعفوية فهذا تخلف في الدين والدنيا يشترك فيه رجال الدين والسياسة . ما الذي يمكن ان يحدث لو نظم الحجاج الإيرانيين هذه السنة مسيرات ضخمة خلال موسم الحج في وقت تعيش فيه إيران حالة من الحصار الدولي وتعيش السعودية عقدة استفزازات تنظيم القاعدة . في هذا الجو المشحون بالتوتر يتعرض الأبرياء من زوار البقاع المقدسة للجرح والرعب والموت وتبقى الأطراف المتصارعة تتواعد (وعد فرز دقي ) زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ++ أبشر بطول سلامة يا مربع . سالم نصر النرويج