هل كنت تعلم يوما أنّ للقلم أصواتا؟ * نعم! ** إنه يتكلم!.. *** أصواته لا نسمعها... لكننا نسمَع وقعَها.. ونرى آثارها صوت حِبره الصمت، إذا نصح كان أقوى من صوت المدافع ولغته يعرفها الكثيرون لكن قلّة هم الذين يفقهونها!! ..
هذا القلم الذي يلوح لك جمادا من بعيد وهو الحامل في جوفه جبالا من الثروات، تترقب من يفك أسرها.. إذا تطلّعتَ إليه في أدراج فقراء الفكر والهمة تجده جديدا سعيدا من الخارج، سقيما يكاد ينفجر من الداخل تعيسا يعيش ويموت مكبوت العطاء مُخزّنَة ثروته لا يجد من يطلقها للوجود... وإذا تطلعت إليه في يد أولي العزم وأصحاب الهمم وجدته كادحا نشطا لا يكاد يهدأ.. .. فهو ترجمان الطبيعة ينقل جمالها إلى الناس.. وهو همزة الوصل بين الغربة والوطن وهو بريد المشتاق وحامل الأشواق وسفير العشاق . بالقلم نعبر عن كل ما يختلج فؤادنا، بالقلم تخرج إلى الحياة أفكارنا، .. وبالقلم نعبر عن رفضنا أو قبولنا لما يدور حولنا، بالقلم نفرح وبالقلم نبكي.. . إنه همزة الوصل بين قلوبنا وعقولنا وأناملنا القلم صديقنا الوفي المعطاء ما اعتنينا به،، وهو الذي ينوب عنا حين تعجز شفاهنا عن تبليغ مرادنا.. .. وقد قيل عن القلم: "أنه هبة الله لبعض من الناس يحملوه سلاحًا ومنارًا" يترجم بؤس قلوبهم وجراحاتهم إلى قناديل تضئ دروب السعادة للآخرين.. . فهلُمَّ بنا نسمع ونرى وقع صوت القلم!
صوت القلم أقوى من صوت اللسان .. صوت القلم هو مرآة للإنسان .. صوت القلم طريق للإيمان .. صوت القلم ينير الفكر والعقل .. صوت القلم أقوى من دويّ القنابل .. صوت القلم يحقّ الحق ويصدّ الباطل .. صوت القلم يزلزل الأرض ويسحق الظالم .. صوت القلم أسنّ من السيف .. صوت القلم أشد ألما على الظالمين .. صوت القلم سبيلك إلى الحقيقة .. صوت القلم طريقك إلى الحرية .. صوت القلم يستطيع رسم الفرحة وإدخال السعادة على المكروب وإحياء القلوب .. صوت القلم قد يكون سببا في إحياء حياة أو في فراق حياة .. ويستطيع صوت القلم أن يجعل دمعك يذرف وجرحك يلتئم و قلبك ينبض ويبعث الأمل فيك من جديد ..
.. إنه صوت القلم!!! وسيتمر في كلامه مهما حاولوا إعدام حروفه أو اغتيال كلماته! .. نقل القلم عن رب العزة وعن سيد الخلق وعن الأنبياء والصديقين والشهداء... . وسمعنا صوت قلم ابن سينا والفرابي والرازي والخوارزمي وانشتاين وسيبويه والخنساء... .. فما الصوت الذي يصدره يا ترى قلمك أنت؟ ..