اعلن بيان صدر ليل السبت الاحد في ختام اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيتوجه في شكل عاجل الى دمشق حاملا مبادرة لحل الازمة في سوريا. وافاد البيان ان الوزراء العرب "طلبوا الى الامين العام القيام بمهمة عاجلة الى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الازمة الى القيادة السورية". ولم يحدد البيان مضمون هذه المبادرة كما لم يحدد موعد مغادرة العربي الى العاصمة السورية. لكن الوزراء دعوا في بيانهم الى "وضع حد لاراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان". واعربوا عن "قلقهم وانزعاجهم ازاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة ادت الى سقوط الاف الضحايا بين قتيل وجريح من ابناء الشعب السوري الشقيق". كذلك، دعا الوزراء العرب الى "احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الامنة وتطلعاته المشروعة نحو الاصلاحات السياسية والاجتماعية". واسفرت اعمال القمع في سوريا عن اكثر من 2200 قتيل منذ منتصف اذار/مارس بحسب الاممالمتحدة. ولدى افتتاحه هذا الاجتماع الوزاري، اعتبر العربي ان "استعمال العنف" ضد الانتفاضات العربية "لا يجدي"، في اشارة واضحة الى الوضع في سوريا. واكد ان التجارب اثبتت "عدم جدوى المنحى الامني واستعمال العنف" ضد "الثورات والانتفاضات والتظاهرات التي تطالب باحداث التغييرات الجذرية في العالم العربي" والتي "هي مطالب مشروعة". واضاف "انها مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي الواعد ولا بد ان نتجاوب مع هذه المطالب دون تاخير"، مؤكدا ان "التجاوب مع هذه المطالب والاسراع في تنفيذ مشروعات الاصلاح هي التي تقي من التدخلات الاجنبية". من جهته، اعتبر وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء العرب ان "سوريا تمر بظروف قاسية وتطورات خطيرة، مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للاشقاء في سوريا بما يمكنهم من التغلب على هذه الأزمة والخروج منها على قاعدة التفاهم بما يحقق لسوريا الحرية والعدالة والاستقرار". وعقد وزراء خارجية الدول ال22 الاعضاء في الجامعة العربية هذا الاجتماع غير العادي لبحث الموقف في سوريا وفي ليبيا. وترأس رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل الوفد الليبي الى هذا الاجتماع. وطلب جبريل من وزراء الخارجية "مساعدة ليبيا فى المرحلة الراهنة من خلال الاسراع بتقديم الدعم المالي والانساني والافراج عن الاموال الليبية المجمدة حتى يتمكن المجلس من تقديم الخدمات اللازمة للشعب الليبي"، موضحا ان "شرعية المجلس في المرحلة الراهنة تستمد من مدى وفائه بمستلزمات الشعب الليبي". وفي دعم لموقف جبريل، دعا الوزراء العرب "مجلس الامن والدول المعنية لتحمل مسؤولياتها في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعب الليبي برفع قرار الحظر عن الاموال والاصول العائدة للدولة الليبية بصفة دورية لتأمين الشعب الليبي"، وفق البيان الختامي للاجتماع. كذلك، دعا الوزراء "الاممالمتحدة لتمكين المجلس الوطني الانتقالي" الذي يشكل الهيئة السياسية للثوار الليبيين "من شغل مقعد ليبيا في الاممالمتحدة ومنظماتها". ووضع علم الاستقلال الليبي الذي اعتمده المجلس الوطني الانتقالي داخل القاعة التي اجتمع فيها الوزراء. وكانت الجامعة العربية قررت في 22 شباط/فبراير الفائت تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعاتها على خلفية النزاع في هذا البلد. لكن الامين العام للجامعة اعلن الخميس ان المجلس الوطني الانتقالي سيمثل ليبيا داخل الجامعة العربية. وتظاهر عشرات من ابناء الجاليتين السورية واليمنية امام مقر الجامعة العربية مساء السبت مرددين شعارات تطالب برحيل الرئيسين السوري واليمني علي عبد الله صالح.