الصحبي عتيق في خدمة بلده تونس تونس – الحوار نت - تعتبر مطماطة القديمة منطقة ممرّ جذّاب للسياح خاصّة في فصلي الخريف والشتاء حيث تنشط السياحة الصحراوية، فقليلون هم الذين يصلون إلى بئر السلطان وبوفليجة المتاخمين للعرق الرملي الكبير، دون المرور بمطماطة القديمة والتمتّع بنزلها تحت الأرضية (سيدي إدريس والبربر) والتوقّف عند منزل "خالتي فاطمة" التقليدي... ورجال مطماطة القديمة أهل كرم وضيافة وأهل عزيمة وعشرة... ومن هذه المدينة نبغ الكثير من الرّجالات الأفاضل...
وقد وقف أحدهم هذه الأيام أمام لجنة الإشراف بالمعهد العالي لأصول الدين بالجامعة الزيتونية لمناقشة رسالة لنيل درجة "الماجستير" بعنوان: الترجيحات الفقهية عند الإمام ابن عاشور رحمه الله تعالى من خلال تفسيره "التحرير والتنوير"... ذلك هو الأستاذ الصحبي بن مسعود عتيق، الذي أراد أو أريد له لحكمة يعلمها الله تعالى تغيير وجهته من الشعب العلميّة (باكالوريا رياضيات وتقنية، علوم ورياضيات بكلّية العلوم بتونس)، إلى اختصاص الشريعة وأصول الدين، حيث أسندت له اللجنة ملاحظة: حسن جدا.
جدير بالذكر أنّ الأستاذ الصحبي قد واجهته عراقيل كثيرة، أخّرت تحصيله العلمي، فقد اعتقل سنة 1987 تبعا لأنشطته ضمن الاتّجاه الإسلامي،كما أعيد سجنه سنة 1991 وتعرّض أثناء ذلك إلى التعذيب الشديد، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة...
كلّ ذلك لم يثنه عن عزمه بل زاده إصرارا على المضيّ على طريق الحقّ خدمة لتونس ووفاء لشهدائها ورجالها الأشاوس...
الأستاذ الصحبي عتيق متزوّج وأب لرباب ومالك الذي كان قد تركه جنينا في بطن أمّه إبّان الاعتقال عام 1991، وأمّا كرامة فقد رزقها منذ ثمانية أشهر...
الأستاذ الصحبي ينوي المواصلة على مضمار التحصيل العلمي، وقد لا يتأخّر كثيرا نبأ حصوله على الدكتوراء في ذات الميدان الفقهي الذي تظلّ تونس بحاجة ماسّة إلى وجود النوابغ من أبنائها فيه...