مسلمو فرنسا متهمون بتنفيذ مجازر ضد الخراف باريس – مع تزايد "لوبي" جمعيات الدفاع عن الحيوان في فرنسا، أصبح عيد الأضحى المبارك بمثابة امتحان لمسلمي فرنسا يظهرون فيه مدى احترامهم "لحقوق الحيوان، وللبيئة بشكل عام". وحرص المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية هذه السنة على التأكيد على واجب مسلمي فرنسا من أجل تجاوز بعض الممارسات السلبية بخصوص عملية ذبح الأضاحي التي كثيرا ما أضرت بصورة المسلمين. وفي تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت"، قال محمد موساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (الممثل الرسمي لمسلمي فرنسا): إنه "بمناسبة العيد توجهنا بتوصياتنا إلى جميع رؤساء الجمعيات المسلمة وممثلي مجالسنا الجهوية من أجل أن يكافحوا جميع المظاهر المخلة بالبيئة خصوصا ما يتعلق منها بالتعدي على حقوق الأغنام؛ وذلك في ضوء ما أبدته بعض الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان في الأعوام الماضية من احتجاجات على بعض الممارسات للمسلمين". وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قد أعلن الجمعة 27 – 11 – 2009 أول أيام عيد الأضحى بفرنسا. وقام العديد من جمعيات الدفاع عن الحيوان في فرنسا، وعلى رأسها مؤسسة "بريجيت باردو" والتي تعرف بدفاعها المستميت عن حقوق الحيوان، بشن حملة طوال السنوات الأخيرة ضد مسلمي فرنسا، معتبرة أنهم يقومون بعملية "مجازر بربرية" ضد الخراف بشكل مخالف لمواثيق "احترام كينونة الحيوان". وأدانت هذه المنظمات بالخصوص عمليات الذبح في المسالخ غير القانونية في بعض المزارع، كما أدانت ما يسمى ب"الذبح السري" في حمامات المنازل بعيدا عن أعين الرقابة الإدارية والبلدية. وأصدرت "بريجيت بوردو" هذه السنة كتابا عنوانه: "صرخة تكسر الصمت" أعادت فيه اتهاماتها ضد المسلمين بكونهم "برابرة" في تعاملهم مع الحيوانات؛ مما دفع العديد من المنظمات الحقوقية للجوء للقضاء من أجل إدانتها على هذا التشهير. من جهته، أصدر "عزوز بقاق" الوزير الفرنسي السابق من أصل عربي في وقت سابق كتابا بعنوان: "الخراف في الحمام" انتقد فيه الصورة المشوهة للعرب بفرنسا، والتي عرفوا بها عن طريق ذبح خراف أعيادهم في حمامات البيوت. وقال محمد موساوي: "أمام مثل هذه الحملات نحن في الحقيقة في امتحان من أجل تحسين صورة مسلمي فرنسا في هذا العيد، وعلينا أن نبين لهم أننا بقدر تشبثنا بأعيادنا وبتقاليدنا فنحن نحترم نظام هذه البلاد، كما نحترم حقوق الحيوان، ونحترم بيئتنا". وكشف موساوي أن عمليات الذبح في المسالخ غير القانونية تبقى موجودة، ولكن عددها انخفض مقارنة بالسنوات الماضية إلى حد كبير". وأوضح قائلا: إن "عيد السنة الماضية شهد ذبح ما يقارب من 132 ألف و400 أضحية في كامل التراب الفرنسي في المذابح القانونية المرخصة والتي تخضع للمراقبة الصحية والبلدية، في حين لم يتجاوز عدد الأضاحي التي وقع ذبحها في الأماكن غير المخصصة للذبح ال1399 أضحية". "طبعا هدفنا -يقول موساوي- هو القضاء تماما على كل مظاهر الذبح في الأماكن غير المرخصة والتي لا تخضع للمراقبة الصحية؛ حتى لا يستغل الأمر بعض الذين لهم مواقف مسبقة ضد المسلمين". مبررات ومحاولات ويرد بعض الذين يلجئون إلى الذبح في المسالخ غير القانونية وفي ضيعاتهم أو في حمامات مساكنهم بأن الذبح في المسالخ العمومية والقانونية يتم في العادة قبيل صلاة العيد؛ وبالتالي فإنها في نظرهم لا تتوفر فيها شروط أضحية العيد، كما أن الأضاحي التي تذبح في المسالخ بعد صلاة العيد تصل متأخرة إلى أصحابها بيوم أو يومين من يوم العيد. غير أن هناك محاولات كثيرة برزت خلال السنوات القليلة الماضية من أجل تلافي هذا المشكل عن طريق تدخل المجمعات التجارية الكبرى وخاصة مجمع "كارفور" الذي يدير عملية ضخمة هذا العام أيضا في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس من أجل ذبح الأضاحي وتوزيعها صبيحة يوم العيد. ويقول عيسى نهاري -أحد المشرفين على هذه العملية- ل"إسلام أون لاين.نت": "إنها العملية الأكثر ضخامة في فرنسا، وهي تتم بمطابقة جميع الشروط الشرعية والقانونية". ويطمح المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى تعميم هذه التجربة على مناطق مختلفة من فرنسا؛ وهو أمر ليس هينا بالنظر إلى صعوبة الذبح والتوزيع في صبيحة يوم العيد بين أبناء أكبر أقلية مسلمة في أوروبا (6 ملايين نسمة)؛ حيث بقي العديد من العائلات المسلمة في الأعوام السابقة تنتظر أضحيتها حتى اليوم الثاني والثالث من العيد. ووقع الاعتراف بالإسلام رسميا في فرنسا سنة 2003 عن طريق تأسيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي عهد له النظر في كل متعلقات عيد الأضحى من جملة ملفات أخرى خاصة بالمسلمين الفرنسيين. ------------------------------------------------------------------------ مراسل شبكة إسلام أون لاين. نت في فرنسا.