رفضت كتائب مسلحة تابعة لثوار ليبيا، في مدينة مصراتة، أمس، نزع السلاح وتسليم القطع الحربية التي بحوزة عناصرها لسلطات المجلس الوطني الانتقالي، معلنة تمردا مسلحا بدأت تظهر أولى بوادره، بعد اجتماع سري عقده قادة كتائب مصراتة لبحث كيفية التعامل مع الوضع القائم. وحسب ما توفر من معطيات ومعلومات من مصادر موثوقة، فإن قادة تشكيلات مسلحة من ثوار مصراتة، عقدوا ليلة أول أمس، اجتماعا سريا بحثوا فيه عن إمكانية تنظيم زحف مسلح نحو العاصمة الليبية طرابلس لبسط السيطرة عليها وإنهاء حكم المجلس الانتقالي المدعوم من طرف ميليشيات عبد الحكيم بلحاج، الأمير السابق للتنظيم الإرهابي ''الجماعة الليبية المقاتلة''. وأضافت المصادر التي أوردت الخبر، أن نقاشات دارت بين قادة كتائب مصراتة، الذين انقسموا إلى صفين، الأول يدعو إلى الزحف على طرابلس والسيطرة عليها وإقامة نظام حكم بديل عن المجلس الانتقالي، وتيار يدعو لإعلان الحكم الذاتي في مصراتة وعدم الاستجابة لدعوات نزع السلاح وتسليمه للمجلس الانتقالي. ورغم الاختلاف بين تياري قادة كتائب مصراتة غير أن القاسم المشترك بينهما كان يتمثل في التمرد على أوامر المجلس الانتقالي ورفض نزع السلاح، حيث اتفق المجتمعون على إعلان رفض الإذعان لأوامر المجلس، بدعوى أنه لم يقدّم حتى عشر ما قدمه قادة مصراتة من تضحيات، على حد قولهم. وفي سياق متصل، كشف موقع ''سيفن دايز نيوز'' المهتم بنقل مستجدات الساحة الليبية، عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن قادة ثوار في كتائب مصراتة وجّهوا قبل يومين رسالة تهديد شديدة اللهجة لرئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، على خلفية انتقاده لهم التنكيل بالقذافي وقتله دون محاكمة. وأوضح المصدر أن رسالة ثوار مصراتة تضمنت وعيدا بكشف ملفات يحوزونها حول ماضي عبد الجليل خلال سنوات حكم القذافي، مستعملين لغة تحد وتمرد، حيث قالوا في الرسالة: ''تقدمنا للقضاء.. نقدمك للقضاء''. من جانب آخر، أعلن، أمس، عن نقل مقر المجلس الانتقالي الليبي من مدينة بنغازي نحو العاصمة الليبية طرابلس. وجاءت هذه التطورات بعد يوم واحد من قيام ''جهاديين'' موالين لتنظيم القاعدة بمحاصرة مقر محكمة بنغازي، الذي اتخذه قادة الانتقالي مقرا لهم، إلى جانب محاصرة فندق تيبستي الذي يأوي عددا من قادة المجلس الانتقالي. وحصلت ''النهار'' على صور حية تبين جانبا من مظاهرات أنصار ''القاعدة''، الذين رفعوا شعارات تنادي لإقامة إمارة إسلامية في ليبيا، وإسقاط المجلس الانتقالي، إلى جانب حملهم رايات سوداء، عادة ما ترفعها ''الجماعات الجهادية'' الموالية لتنظيم القاعدة. وفي موضوع آخر، نفى قيادي من توارڤ ليبيا، أن يكون نجل الزعيم الليبي المغتال سيف الإسلام القذافي قد أبدى رغبة فعلية في تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية. ونقلت مواقع إخبارية موالية لأنصار القذافي عن القيادي الترڤي قوله، إن سيف الإسلام أوعز لمقربين منه إشاعة خبر نيته الاستسلام وتسليم نفسه، بهدف ربح الوقت والنأي بنفسه في مكان بعيد عن أية ملاحقة أو مطاردة. وعلى الصعيد الميداني، أعلنت جبهة تحرير ليبيا، الموالية لنظام القذافي، عن مسؤوليتها في تفجير سيارة مفخخة وسط مدينة درنة شرقي ليبيا، وهي المدينة المعروفة بكونها معقل أنصار تنظيم القاعدة و''الجهاديين'' في ليبيا. وقالت جبهة تحرير ليبيا في بيان لها أن عملية تفجير السيارة أُطلق عليها اسم ''باب العزيزية''، مضيفة أنه ''خلال الأيام الماضية سيكون هناك تكثيف لعمليات التفجيرات والقنص''.
