بسم الله الرحمان الرحيم. العيد...احتفال بآيات الله... وأيام الله الحمد لله رب العالمين الذي امتن على عباده المومنين بمناسبات جليلة ليسعدوا بها في حياتهم ومماتهم وإنها والله لفرحة كبرى ومنزلة عظمى يتبوأها المومنون المخلصون الساعون ببيت الله الحرام الطوافون بها.نحمده تعالى أن أتم علينا أحكام الاسلام وتكاليفه. إن المسلمين ليحتفلون بهذم الايام وقلوبهم متعلقة بالذكريات العظيمة التي مرت على الامة الاسلامية من عهد أبينا آدم الذي التقى بالام حواء عليهما السلام على جبل عرفة. ومن ذكرى السيدة هاجر مع ابنها اسماعيل وهما يبحثان عن الماء في الصحراء القاحلة. إلى التضحية بالنفس من الولد البار مع أبيه أب الانبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو يحاول تقديمه ككبش فداء مصداقا لاوامر الباري عز وجل في رؤيا حق رأها. إلى حجة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب الامة كلها من على المشعر الحرام يذكرهم بالله وبما يقتضيه حمل اللواء وبما يجب على الامة من توحد وقيام لنصرة دين الله واجتناب للعصبية والعادات الجاهلية و حرمة دماء المسلمين وأعراضهم...وغير ذلك. وإن هذه اللحظات الشريفة والبقاع الطاهرة لتستحق منا القيام في سبيل إعلاء كلمة الله وإبلاغها إلى عباد الله.وكم نتأسف أن تكون أمتنا على منأى من هذه الوصايا الغالية في أيامنا هذه حيث التنازع والانقسام والشرود عن آيات الله وعبره.....لابد لكل مؤمن يبتغي رضوان الله أن يسعى إلى أن يبلغ عن الله وعن رسول الله .هذه الايام أيام الله التي علينا أن نتذكرها ونستشعر عظمتها عنده سبحانه.قال تعالى:" لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ".(الحج35). إن تعظيم شعائر الله هو أهم ماينبغي لكل مسلم أن يعمل من أجل أن يتحقق في قلبه. وهذا ما أصبح اليوم مستخفا به من قبل الامة الاسلامية فهي تترصد الاشهر الحرم لكي تفجُر فيها فتقوم حمية الجاهلية بينهم(كما هو الحال في كرة القدم بين المصريين والجزائريين) أو تقوم حرب لا هوادة فيها(السعودية والحوثيون)..أوغير ذلك.إنها استخفاف بأيام الله التي قال فيه الحق سبحانه:" وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ " [إبراهيم: 5].وهو تهوين من شعائرالله التي تستحق التعظيم قال تعالى"ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"(الحج30). فهذه أيام فاضلات وأيام مباركات الأعمال الصالحة فيها لاتدانيها أعمال أخرى ولكن الشيطان والنفس يصدان الانسان عن هذه الأعمال ويصرفانه إلى الظلم والطغيان نسأل الله السلامة؛لذا وجب على أمة الاسلام أن يعلموا أن هناك فقه اسمه"فقه تعظيم حرمات وشعائر الله". وقد جاءنا العيد بالاضافة إلى تذكيره إيانا بأيام الله أن نتفكر أيضا في آيات الله المنيرة في كتابه سبحانه قال تعالى" ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾(المائدة3)، هذه الآية الكريمة شأنها عظيم ، قال رجل من اليهود لعمر بن الخطاب إن آية في كتابكم لوعلينا معشر يهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، قال وما هي ، قال ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾،قال عمر أني لأعلمُ أين نزلت وفي أي يوم نزلت ، نزلت في يوم الجمعة في يوم عرفة والرسول صلى الله عليه وعلىآله وسلم على راحلته. إننا نفرح بأن الله سبحانه أتم علينا نعمة الاسلام التي هي أكبر نعمة .وهي أفضل من نعمة الولد والصحة والايجاد...ألا فليحمد الله كل مسلم ومسلمة على إكرام الله لعباده وتفضله عليهم بما هو أهله.لان المسلم قد نجاه الله من ظلمات الشرك فهو يعرف الطريق ويسلك صراط الله المستقيم قال تعالى:"ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما"(الفتح1). الحمد لله الذي أنعم علينا بهذا الدين الذي لم يترك ثغرة إلا سدها و بنعمه العظيمة التي نعجز عن شكرها مهما حمدناه عليها. إن نعم الله بادية في آيام الخير هذه ومتجلية في آيات كتابه؛وهي مناسبة للاحتفال بآيات الله وتعظيم كتاب الله تعالى والتدبر في كتابه.فانظر إلى هذا اليهودي الذي تدبر الآية فعزم أن يتخذ يوم نزولها عيدا وانظر إلى قدر الله أن يوافق يوم نزولها يوم عيد المسلمين والحمد لله على هذه المكرمة الالهية.والله أكبر على امتنان الله علينا بأجواء الفرح والسرور والابتهاج مع الذكر والابتهال إلى العلي الكريم بأوصافه الجليلة.نسأل الله أن يسدد خطانا وأن يتغمدنا برحمته يوم الحشر.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.