هل نجح فوزي بن قمرة في شريطه "الأول" وظهوره "الأول" على قناة 7 تونس - الحوار نت - "جَوْهَر الحُسْنِ" هذا هو العمل الذي أعاد فوزي بن قمرة إلى الواجهة لتسلط عليه الأضواء بعد ثمانية سنوات من الغياب.. غياب تخلله الكثير من الكلام وأثار حفيظة الفضوليين، إضافة إلى أنّه أسال كَمًّا من الحبر.. وقد ذهب البعض إلى أنّ فوزي اعتزل الغناء نهائيّا وطَلَّق حياة الفنّ، وقطع مع المزود.. وقال البعض الآخر أنّ الرجل انخرط فعلا مع جماعة الخروج "الدعوة والتبليغ "، كما قالوا أنّه وقع احتواؤه من السلفية العلمية وأنّه بين حلقات علمهم منغمس في منهج التصفية والتربية.. وغير هذه من الأقوال التي لم تتجاوز التخمينات، ويأتي ظهور فوزي ليفنّدها ويعلن أنّه تجنّب المزود وصخبه وانخرط في بعض المدارس الصوفيّة وإن كان انخراطا فكريّا وجدانيّا بعيدا عن المفاهيم التنظيميّة، فقد سبق ظهور شريطه "جَوْهَرّ الحُسْنِ" في أسواق الكاسيت تصريحات له يعلن فيها عدم اعتزاله، ويقرّ بأنّه يعيش فترة تأمّل وانكفاء على عائلته ليعود بعدها بوجه جديد وبأعمال مغايرة تماما للطابع الغنائي الذي اشتهر به.
الغريب في الأمر أنّ اسم هذا الفنان الشعبي الذي أصبح ماركة مسجلة في عالم المزود لم يشفع له، فقد فشل في إيجاد مموّل أو شركة حاضنة لشريطه الإنشادي الأول بعد أن كانت شركات الإنتاج تتهافت على أعماله السابقة والمتعلقة بالمزود والطبلة والفزّاني...
فوزي أقرّ في حوار أجراه أخيرا بصعوبة التجربة الإنشاديّة على المستوى المادي، وتحدّث عن معاناته لخروج عمله الأول إلى النور، لكنّه اعترف بالراحة النفسيّة الكبيرة التي اكتنفته خلال إنجاز شريطه الأخير والذي يحتوي على 9 قطع إنشاديّة وهي على التوالي:
* البردة * مولاي صلي * يا لطيف * يا مولانا * إبدا باسم الله * رحماك * الحمد لله * صلي ع الهادي * يامرحبا
بن قمرة الذي نشّط سهرة العيد عبر قناة تونس 7 بأناشيد متنوعة أقنع الحضور حيث ترك انطباعات جيّدة لدى المتابع، فقد لاح جليّا أنّ فوزي تمكن في الفترة التي رافقت غيابه من صقل موهبته وتهذيب أدائه، كما برز بمساحة صوت هائلة وتحكّم رائع في طبقاته، ميزات لم تكن معهودة في تجربته الغنائيّة السابقة.
السهرة الطويلة التي نجح فوزي في إنجازها باستحقاق بدى فيها الجمهور ولأول مرّة وعلى خلاف العادة مرتبكا يبحث عن صيغة للتفاعل مع هذا الأداء الجديد عليهم وعلى أروقة التلفزة التونسية، وبخلافهم دخل فوزي متماسكا، مستوعبا لصعوبة التجربة في هكذا محيط ، كما يبدو أنّه استعد نفسيّا لإقناع الجمهور بطابعه الجديد محاولا ترويض لهْفَتِهم على دخلة الفزّاني المعتادة والمشهورة وما يصاحبها من هرج، وربما يكون هذا المنشد الفنان قد أخذ على عاتقه إقناع الجمهور بأنّ التفاعل والتذوّق والإبداع لا يتأتي حتما من بوابة الإيقاعات الراقصة والأجواء الصاخبة المرفقة بالأضواء الحمراء المتموّجة.
المطّلع والمتابع لطبيعة منوّعات الأحد والسبت والمناسبات على قناة تونس 7 وما يرافقها من أجواء صاخبة يطغى فيها الضجيج على المضمون، والعارف بواقع الإنشاد في تونس والبعيد عن طلب النماذج الإنشاديّة الطوباوية، سيدرك حتما أنّ فوزي فتح ثغرة ضوء في بوابة التردي السوداء.
مصدر الخبر : الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=2334&t=هل نجح فوزي بن قمرة في شريطه "الأول" وظهوره "الأول" على قناة 7&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"