تظاهر مئات العلمانيين في تونس اليوم الخميس أمام مقر المجلس التأسيسي على خلفية اعتصام سلفيين بجامعة منوبة قبل يومين، للمطالبة بتمكين الطالبات المنقبات من الجلوس للامتحانات، وتخصيص مسجد في حرم الجامعة. ورفع المتظاهرون العلمانيون اليوم لافتات كتب عليها "الجامعة حرة حرة والنقاب على بره" و"كل المصائب مصدرها النهضة" و"لا للإرهاب الفكري". فيما طوق مئات من قوات الشرطة المحتجين خشية وقوع اشتباكات مع إسلاميين. وقال أستاذ جامعي يدعى سهيل الشملي من بين المتظاهرين ل"رويترز": "أنا هنا لأني خائف على مستقبل أبنائي وبناتي، إذا رضخنا لمطالب مثل فرض النقاب والفصل بين الإناث والذكور سننتهي إلى مجتمع متشدد ونخسر كل شيء" بحسب قوله. ونصب محتجون خياما للضغط على المجلس التأسيسي للمطالبة بالحد من هيمنة حركة النهضة الاسلامية على الرغم من فوزها في انتخابات تونس أكتوبر الماضي، وتوزيع السلطات بشكل عادل بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. في المقابل، قال أنور العوني أحد الشباب السلفيين المعتصمين أمام الكلية: "نحن نريد أن تتم معاملتنا باحترام وأن يتم تمكيننا من مسجد وحق الجميع في الدراسة. ألسنا في بلد إسلامي؟ لن نفرط في حقنا هذه المرة مهما كلفنا ذلك". وكانت اشتباكات بين طلبة إسلاميين وعلمانيين قد وقعت الثلاثاء الماضي بعد احتجاج عشرات السلفيين لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة للمطالبة بتمكين الطالبات المنقبات من الجلوس للامتحانات، وتخصيص مسجد في حرم الجامعة، بينما واصل مئات السلفيين اعتصامهم في الكلية. من جهتها قالت وزارة الداخلية التونسية إن قواتها لا تستطيع التدخل لفضّ الاعتصام، ما لم تتحصل على تصريح "مكتوب" رسمي من عميد الجامعة، الذي أكد في تصريحات متلفزة أنه يرفض اللجوء إلى الاستعانة بقوات الأمن حفاظًا على استقلالية الجامعة وحرمتها. ومنذ فوز حركة النهضة الاسلامية في انتخابات تونس عبرت الطبقة العلمانية عن مخاوفها من أن قيمها أصبحت مهددة رغم أن النهضة تعهدت بالحفاظ على كل الحريات الفردية ومن بينها عدم فرض الحجاب.