"الأيام الإعلامية الأوروبية" جمعت في بروكسيل كفاءات تخصّصية وطاقات شابّة بروكسيل أقيمت في بروكسيل على مدى عدّة أيام فعالية موسّعة جمعت حشداً من الإعلاميين والإعلاميات من مسلمي أوروبا، في حدث تمخّض عن تشكيل شبكة عمل إعلامية على امتداد القارّة الأوروبية.
فقد التأمت "الأيام الإعلامية الأوروبية" على مدى أربعة أيّام متواصلة، في العاصمة الأوروبية الموحّدة بروكسيل، بحضور أكثر من مائة وثلاثين مشاركاً ومشاركة من ستة عشر بلداً أوروبياً هي إسبانيا، وألمانيا، وإيرلندا، وإيطاليا، وبلجيكا، وبريطانيا، والدانمرك، ورومانيا، والسويد، وسويسرا، وفرنسا، ومقدونيا، والنرويج، والنمسا، وهولندا، واليونان. وقد شكّل هؤلاء بعد انعقادهم خلال الأيام من الثامن وحتى الحادي عشر من ديسمبر 2011، إطاراً تواصلياً وتنسيقياً دائماً يحمل اسم "شبكة العمل الإعلامي" وتمثِّل "الأيام الإعلامية الأوروبية" الحدث المركزي لشبكة العمل الإعلامي، التي بادر إلى اقتراحها قسم الإعلام في "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا". وتتيح فعالية الأيّام الإعلامية تشجيع الكفاءات من أجيال متعدِّدة وبلدان متنوِّعة في القارة الأوروبية ورعايتها، وصياغة برامج ومشروعات مبتكرة، وإيجاد فرص للتعاون في ما بينها وإطلاق مبادرات فعّالة في حقول الإعلام.
وشارك في الأعمال أكاديميون وأساتذة جامعات، واستشاريون وخبراء، وإعلاميون ممارِسون، ومديرو مؤسسات إعلامية، ومحترفون وهواة.
المعرفة والتدريب وتبادل الخبرات
وأوضح المستشار الإعلامي حسام شاكر، منسِّق هذا الحدث الأوّل من نوعه، أنّ "الأيّام الإعلامية الأوروبية" هي "فعالية مركّزة تجمع عدداً كبيراً من المختصين والمهتمِّين والصاعدين في مجالات الإعلام، بخاصّة من الشرائح الشابّة، يلتئمون خلالها على مدى عدّة أيام، ويتوزّعون على مجموعات تخصّصية". وعن هذا الانعقاد الناجح أضاف شاكر موضِّحاً "يقوم هذا الحدث الكبير على الجمع بين: المعرفة التخصصية، والتدريب العملي، والمعايشة التطبيقية، والتجريب والتقويم، والتشاور وتبادل الخبرات".
وقد اشتملت "الأيام الإعلامية الأوروبية" التي أقيمت بلغات متعدِّدة، على التدريب الإعلامي التخصصي، ولقاءات مع خبراء ووجوه إعلامية، كما اشتملت على حلقات دراسية وورش عمل. وعُقدت ضمن أعمال "الأيام الإعلامية الأوروبية"، المجموعات الإعلامية التخصّصية التي توزّعت على مجالات الصحافة، والفيلم والتلفزيون، والصورة والفيديو، والإعلام الجديد، والعلاقات العامة. وتمّ خلال الانعقاد تطوير مشروعات إعلامية مبتكرة على المستوى الأوروبي، علاوة على استعراض التجارب وتقويمها، مع تبادل الخبرات.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الانعقاد، حثّ رئيس "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، شكيب بن مخلوف، مسلمي أوروبا على مزيد من العناية بمجالات الإعلام، وأعرب عن أسفه للزيادة المضطردة التي شهدتها السنوات الأخيرة في المضامين السلبية عن الشأن الإسلامي في وسائل الإعلام الأوروبية، بعيداً عن المعايير المهنية. ونبّه رئيس الاتحاد، الذي يضمّ في عضويته مؤسّسات تتوزّع على عموم القارّة، إلى المسؤوليات الواقعة على عاتق الأجيال الإعلامية الجديدة من مسلمي أوروبا، والأدوار المنتظرة منهم، مؤكداً أنّ الاتحاد سيساندهم ويساهم في إطلاق الفرص كي يتمكنوا من النجاح والأبداء في هذا الحقل الحيوي.
"الأيام الإعلامية الأوروبية" .. مضامين مكثّفة
وتوزّعت موضوعات "الأيام الإعلامية الأوروبية" على تجارب العمل الصحافي والتحقيقات الصحفية المصوّرة ومهارات الصحفي الناجح، بالإضافة إلى واقع الساحات الإعلامية في عدد من الدول الأوروبية. وجاء في المضامين مفهوم العلاقات العامة الحديث وتطبيقاته، ومؤسّسات المعلومات، والتواصل مع وسائل الإعلام، وتنظيم الحملات الإعلامية في الواقع الأوروبي.
واشتملت فقرات "الأيّام الإعلامية الأوروبية" أيضاً على تجارب النجاح في محطات التلفزيون، وتقديم البرامج والمقابلات التلفزيونية، وكتابة السيناريو للفيلم والتلفزيون، وإنتاج الرسوم المتحركة وإخراجها، وتجارب الرسوم المتحركة الساخرة في القضايا الاجتماعية والسياسية. كما تضمّنت الأيام الإعلامية الأوروبية جلسات متخصِّصة في لغة الصورة والثقافة البصرية، والتصوير الإعلامي المحترف في المجالات المتعددة، والتعامل التطبيقي مع الكاميرا التلفزيونية.
كما تمّ إفراد جلسات عدّة لموضوعات الإعلام الجديد، ومن بينها محاضرة عن الشبكات الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية. واشتمل التناول أيضاً على رؤية نقدية للبروباغاندا التطبيقية، وعلى تجارب تطبيقية في مجال مقاطع الفيديو المصوّرة، وظاهرة الإسلاموفوبيا في مقاطع الفيديو، بالإضافة إلى استعراض تجارب ودراسة حالات http://www.fioe.org/index_ar.php