قال وزير الداخلية التونسي إنه يرجح هروب قتلة القيادي المعارض شكري بلعيد إلى خارج البلاد، مشيرا إلى التعاون مع دول الجوار لحصر المتورطين. وقال الوزير لطفي بن جدو الذي تسلم حقيبة الداخلية في حكومة علي العريض الجديدة إنه يرجح ان يكون المتهمون الذين يشتبه بتورطهم في اغتيال شكري بلعيد قد غادروا تونس. وكانت وزراة الداخلية نشرت في 13 نيسان/ أبريل الجاري على موقعها الرسمي بشبكة التواصل الاجتماعي (فيس بوك) صور خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في قتل بلعيد ودعت المواطنين الى المساهمة في البحث عنهم والابلاغ عن اي معلومات تفيد في القاء القبض عليهم. وأوضح بن جدو في حوار لصحيفة (المغرب) المحلية نشر الجمعة: “البحث جار عن المتورطين داخل وخارج تونس وبالتنسيق مع سلطات ليبيا والجزائر الذين أكدوا تلقيهم لبطاقة تفتيش دولية صادرة بحق كمال القضقاضي المتهم الرئيسي في قتل شكرب بلعيبد اضافة إلى لوحة بصماته”. وقال إن أجهزة الأمن في تونس تأخذ على محمل الجد كل التهديدات بالاغتيالات في البلاد وان هناك وحدة مختصة بالوزارة مكلفة بمراقبتها. وشكل اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد (49 عاما) بالرصاص أمام مقر سكنه يوم السادس من شباط/ فبراير الماضي صدمة قوية للتونسيين علما بأنها الحادثة الأولى من نوعها في البلاد منذ اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد عام 1952 على يد المخابرات الفرنسية. وخلف مقتل بلعيد اضطرابات في تونس بينما سجلت جنازته أكبر مشاركة شعبية في تاريخ البلاد. ودأب محتجون من الجبهة الشعبية على التجمع أمام مقر وزارة الداخلية كل يوم أربعاء للمطالبة بالكشف عن القاتل الرئيسي لشكري بلعيد. ويقول قياديو الجبهة إنهم سيستمرون في وقفاتهم الاحتجاجية لحين الكشف عن الحقيقة كاملة. وأوضح وزير الداخلية التونسي أنه “لن يكون هناك أي تسامح مع أي اغتيال سياسي جديد ولن يسمح بإعاقة التظاهرات الثقافية والاجتماعات الشعبية للأحزاب السياسية”. وتشكو أحزاب معارضة، وبينها أساسا الحزب الجمهوري وحزب المسار وحزب حركة نداء تونس، والتي يتوقع ان تشكل جبهة معارضة موحدة ضد اقتحام متكرر لاجتماعاتهم الشعبية في عدة محافظات من قبل أنصار رابطات حماية الثورة المقربة من السلطة. كما تعرضت عدة عروض ثقافية ومسرحية وفنية لهجوم من جماعات سلفية متشددة تطالب بتطبيق صارم للشريعة. وخلال أسبوع واحد، اقتحم سلفيون متشددون مدرسة اعدادية وعنفوا مديرها بعد ان رفض دخول منقبة لقاعات الدرس ومساء أمل الاول الاربعاء شنوا هجوما على مبيت جامعي للطالبات بضاحية باردو بالعاصمة لمنع حفل راقص.