أظهر شريط فيديو مسرب من مركز حجز المهاجرين السريين بجزيرة لامبيدوزا الإيطالية، معاملات فظيعة بحق المئات من "الحراقة" الذين أجبروا على التعري كلية من دون أي ملابس أمام الملإ لتلقي الإسعافات عن طريق الرش بالمبيد، وسط وابل من الشتائم والأوصاف الحيوانية لبني البشر، حيث وصف عمدة لامبيدوزا ما حدث بأنه يشبه ما جرى في المعسكرات النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وصور شريط الفيديو الذي بثته القناة التلفزيونية الإيطالية العمومية "راي دوّي" عبر نشرتها الإخبارية "تي جي 2"، سابقة في تاريخ الهجرة في القارة العجوز، حيث أظهر حشدا يضم عشرات من "الحراقة" وسط إحدى القاعات، وهم يتلقون فحصا طبيا حيث أمرهم حراس المركز بالاصطفاف وانتظار دورهم للفحص، بحيث يفرض على كل "حراق" التعري وخلع جميع ملابسه أمام مرأى الجميع في القاعة بمن فيهم نساء وأطفال قصر. وتعرض الحراقة خلال ذات العملية لوابل من السب والشتم والإهانات العنصرية، حيث كان أحد الحراس يضربهم بملابسهم، وينطق بعبارات عنصرية مهينة للبشر على غرار "هيا تحركوا أيها الحيوانات". واللافت حسب الفيديو أن "الحراقة" تم تعريتهم رغم البرد القارس الذي كان يعم القاعة. وبغض النظر عن إمكانية وجود "حراقة" جزائريين أم لا في هذه الحادثة، إلا أن ما حدث من معاملة مهينة يطرح التساؤل حول حقيقة معاملة المهاجرين، وخصوصا "الحراقة" في البلدان الأوربية وعلى رأسها إيطاليا، خاصة أن "الحراقة" تم رشهم بمبيد معقم كالحشرات يستعمل للتداوي من داء الجرب، في مشهد يثير اشمئزاز النفوس. وأثار شريط الفيديو حالة من الاستهجان غير المسبوقة في إيطاليا تنديدا بهذه المعاملة. كما اشترطت المفوضية الأوروبية على روما تسليط الضوء كاملا على القضية غير المسبوقة، أو قطع مساعدات بروكسل فيما يخص مواجهة تدفق الهجرة غير الشرعية على السواحل الإيطالية. وقام محام سوري فر من رحى الحرب الأهلية الدائرة في بلده بتصوير الشريط بواسطة هاتف نقال، وحصل عليه الصحفي بقناة "راي دوّي" العمومية، فاليريو كابالدي، حيث صرح المحامي السوري الذي يدعى خالد، بأنه صار يخاف على نفسه من أعمال انتقامية بعد تصوير هذه الحادثة، من متطرفين رافضين للمهاجرين.