بمناسبة الذكرى الواحدة والستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبمناسبة مرور سنة على إعادة الدكتور الصادق شورو إلى السجن بعد مدة وجيزة من مغادرته، أودّ أن أعبر على انبهاري بشجاعته النادرة، لأنّ من يقضي كل تلك السنين في السجن ثم يغادره يفترض أن يبذل كل ما في وسعه حتى لا يعود إليه. ولكن الصادق شورو عبر بمواقفه الشجاعة على أنّ الحرية يجب أن تكون كاملة أو لا تكون، ولذلك رفض الصادق أن يكون عبدا وضحى بحريته في سبيل الحرية للجميع.
وقد ثبت وكرر نفس مواقفه أمام المحكمة، وهو اليوم أقدم سجين سياسي في تونس على ما نعلم! ... والإنسان يتساءل حقيقة كيف تمكن الصادق رغم سنوات السجن الطويلة ورغم الاعتقال الانفرادي، من المحافظة على قدراته الذهنية وعلى إنسانيته الكاملة، وعلى فطنته السياسية رغم انعزاله التام على العالم.
ومن الأمور الأخرى التي أبهرتني في شخصيته أنه رجل علم وأنا أنحني دائما للعلم، أنا عرفت الصادق لما كان طالبا في جامعة "تولوز" بفرنسا حيث كنا في نفس الجامعة كان يدرس علوم وكنت أدرس الفلسفة، وأذكر أنّ شقيقه التوأم عباس قد جاءني يوما في المجلس الوطني للحريات وذكرني بأيام الجامعة حيث كنا في نفس مجموعة الطلبة التونسيين.
الصادق شورو رجل علم يفرض الاحترام بالضرورة، وبالنسبة لي ليس مكان الصادق شورو السجن وإنما بين أفراد عائلته الصغرى وعائلته التونسية الكبرى.
وكان من الأجدر أن تستفيد تونس من قدراته الاستثنائية وتستثمرها لأنه نابغة وليس فقط صاحب شهادات عليا، ولكن للأسف عوض أن نستفيد منه عمل الاستبداد على قتله ومحقه، وذلك يندرج ضمن سياسة هدر طاقات تونس التي اعتمدها نظام بن علي، والتي حرمت تونس من الاستفادة من طاقات أبنائها لتحقيق قفزات مهمة في طريق نمو بلادنا وتطورها.
سهام بن سدرين 8 ديسمبر 2009 للإستماع الى السّيدة سهام بن سدرين وهي تتحدّث عن الدكتور الصادق شورو اضغط هنا...