أعلن أحد الصحافيين التونسيين بأن السيد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية أخبره بأن قيادة دولة الأمارات العربية المتحدة طلبت منه استنساخ السيناريو المصري في تونس وهذا الأمر إن حصل يعتبر غاية في الخطورة ويمثل اعتداء صارخا على بلادنا وشعبنا ومؤسساتنا...ووجب عدم السكوت عنه. المطلوب الآن هو تشكيل لجنة برلمانية تشارك فيها كل الأحزاب الممثلة في البرلمان وإذا ما ثبتت مزاعم الصحفي فانه وجب مساءلة رئيس الجمهورية واستدعاء السفير للتشاور. على رئاسة الجمهورية إنارة الرأي العام وفي صورة عدم التجاوب فانه سيتم التوجه للمؤسسات والمنظمات الدولية ويحق لكل مواطن القيام بذلك وسيتم إنارة الرأي العام في تونس والخارج بتطورات هذا الملف. الخطير في الأمر أن هذا الكلام يأتي في سياقات إقليمية ودولية حساسة وإذا ما ثبت تورط القيادة الإماراتية في مخطط تدمير بلادنا ومؤسساتنا فان أول الخاسرين هم العائلة الحاكمة في الأمارات لأن الإماراتيين أنفسهم – وهم يمثلون أقل من 10 بالمائة من سكان البلاد – يعانون من الاعتقال والتعذيب والتهميش إضافة لخطر فقدان الهوية والذوبان. كنا دائما مع الحقوق الإماراتية المطالبة باسترجاع الجزر التي تحتلها إيران ولم نتدخل يوما في الشأن الداخلي الإماراتي وثمنا دائما جهود المرحوم الشيخ زايد وسياساته الايجابية ورفضنا محاولات دول الإقليم للسيطرة على ثروات البلاد وتدجين الأقلية الإماراتية في البلاد إلا أن السياسة التي انتهجها ساسة البلاد الحاليون تطرح أكثر من تساؤل. لم نعد نسمع مطالب باسترجاع جزر طنب الكبرى والصغرى التي تحتلهما إيران، لم نعد نسمع بمواقف ايجابية حتى داخل منظومة دول التعاون الخليجي، لم نعد نسمع لمواقف وطنية شريفة تعودنا عليها من الكتاب والمفكرين وأصحاب الرأي في الإمارات، لم نسمع بتمويل اأو المساهمة في تمويل مشاريع تنموية حقيقية في بلادنا وأصبحنا نسمع بمواقف ايجابية باتجاه "إسرائيل" والدفاع عنها، سمعنا بطرد الوفد الإماراتي الذي دخل غزة خلال الحرب على غزة السنة الماضية والذي اتهمته السلطات الفلسطينية في غزة بالتخابر لصالح الأعداء. سمعنا بتمويل الأمارات للصفقة العسكرية الكبيرة بين مصر وفرنسا والتي فاقت قيمتها 5 مليار دولار مما يبعث على الخشية من تبعاتها لا سيما وأن مصر شهدت قتل الآلاف من المواطنين في الميادين العامة. نعلم مصدر المال السياسي القذر الذي لوث ديمقراطيتنا ووجه جزء من الرأي العام في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة وأساء لبلادنا ولشعبنا نعلم الأسباب الحقيقية وراء" المساعدات" الأماراتية التي وقع الإعلان عنها والتسويق لها. ولنا عودة لإنارة الرأي العام حول تطورات هذا الملف. أنور الغربي 20 ماي 2015