إذا رجع المتظاهرون اليوم السبت 6 جوان إلى الشارع ، ف(1) لأن الدستور يخوّل لهم التظاهر، وهم يصدّقون ما جاء في نص الدستور ويلتزمون به. و(2) لأنكم لم تكونوا مقنعين في التعاطي مع ملف الثروات الطبيعية وملف الفساد طيلة الأسبوع المنقضي، و(3) لأن رئيس الحكومة لم يستطع أن يقنعهم عندما تكلم أمام مجلس نواب الشعب، إذ لم يسمعوا منه إلا تأتأة و(4) لأن إعلامكم لم يعالج -كعادته- الموضوع، وإنما كال لهم التهم جزافا حتى اتهمهم بتسهيل الطريق أمام داعش. ومن لم تستطيعوا إقناعه بالحجة أو بالإقناع أو بالتفاعل الإيجابي معه، لا يمكن أن تقنعوه بالسخرية منه ولا بالتهجم أو التحريض عليه ولا باستعمال المتراك. وقد سبق لكم أن جربتم كل تلك الأسلحة قبل 14 جانفي، وعرفتم نتيجتها، الخسران المبين. المتظاهرون رفعوا بأيديهم نص الدستور، وهم بالتالي يؤمنون بالدولة وبالمؤسسات والدليل على ذلك حرصهم على ثروات البلاد. وكل ذلك لا يجب أن يدفعكم إلى استعمال المتراك معهم. وإذ استعملتموها فإما لأنكم لا تؤمنون بما يؤمنون به، أو أنكم تريدون دفعهم إلى اليأس من صلاحكم والتنكر للدولة وللمؤسسات والسخرية من نص الدستور. وعلى أية حال فعودتكم للمتراك اليوم ذكرتنا بالصورة التي كنا نحملها عنكم وكنا نأمل أو نتوهّم أنها تغيرت منذ 14 جانفي، وتبيّن لنا اليوم أنها من طبيعتكم التي لا ابغةت عنها تحولا. المتراك عندما تستعملونها حتى لا تسمعوا الحناجر الهاتفة، فكأنما تدعون المتظاهرين السلميين كي يغيروا من استراتيجياتهم في المظاهرات القادمة. فكأنما أنتم تدفعونهم إلى رشقكم بالحجارة مثلما فعلوا في مطلع 2011. يبدو أنكم لم تستخلصوا الدرس. أو أنكم تتآمرون من أجل أن تجروا المتظاهرين لاستعمال العنف. ويبقى السؤال رغما عنكم وعن الذي حرضكم من سفراء أجانب