في محاولة لرأب الصدع واحتواء انشقاق محتمل على خلفية الجدل الذي صاحب انتخابات مرشد جديد ومكتب الإرشاد لجماعة "الإخوان المسلمين" التي جرت يوم السبت، والتي كشفت مؤشراتها نتائجها عن تراجع الإصلاحيين أمام جناح المحافظين، بادر الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة والدكتور محمد مرسي رئيس القسم السياسي بها - المحسوبان على جناح المحافظين - بزيارة الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد - المحسوب على جناح الإصلاحيين - في منزله بمنطقة المنيل. وجاءت الزيارة بهدف استرضائه بعد أن غادر مقر مكتب الإرشاد يوم السبت أثناء الانتخابات اعتراضا على الإجراءات التي تمت بخصوصها والتي يرى ومعه عدد من المنتمين للجناح الإصلاحي أنها تخالف اللائحة، وعلى إثر ذلك اعتكف في منزله وقاطع مكتب الإرشاد وتغيب عن مكتبه احتجاجا، وهو ما أثار مخاوف من احتمالات وقوع أزمة تهدد الجماعة بتكرار انشقاق مجموعة "الوسط" بقيادة المهندس أبو العلا ماضي، وهز كيان أكبر وأهم جماعة دينية وسياسية بالعالم لها وجود في أكثر من 80 دولة. وأسفرت الزيارة التي قام بها عزت ومرسي وعدد من نواب "الإخوان" بمجلس الشعب عن تليين موقف حبيب تجاه المنتمين لجناح المحافظين، مع تردد أنباء عن أنّ أقطاب المحافظين والإصلاحيين يمكن أن يتوصلا في أية لحظة إلى تسوية ترضي الجميع يتخلى بموجبها الصقور عن بعض المواقع لحساب الإصلاحيين لترضيتهم، وعلى وجه الخصوص للدكتور محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وظهرت بوادر هذا التقارب بين الطرفين بأن قرر حبيب التراجع عن الظهور على شاشة قناة "الجزيرة" في برنامج على فضائية "الجزيرة" ظهر الأحد. يأتي هذا فيما تأكد بالفعل أنّ حبيب وأبو الفتوح والدكتور محمود غزلان والمهندس سعد الحسيني لم يحققوا نسبة النصف زائد واحد في انتخابات مكتب الإرشاد وأنهم سيخوضون انتخابات الإعادة التي لم تحدد الجماعة موعدها، وإن كان محتملا إجراؤها في غضون أيام. إلى ذلك، تداولت الأوساط الإخوانية أنباء عن أنّ الدكتور محمد بديع الأستاذ بكلية الطب البيطري وعضو مكتب الإرشاد - والمحسوب على تيار المحافظين - قد تم اختياره فعلا خلفا للمرشد الحالي محمد مهدي عاكف في الانتخابات التي جرت يوم الخميس الماضي، وأنّ خبر اختياره تمّ التكتم عليه إلى حين الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وينتظر أن يباشر بديع مهام المنصب اعتبارا من 13 يناير القادم، علما بأنّه كان زميلا للدكتور محمود عزت أبرز صقور المحافظين بالسجن خلال فترة الاعتقال في قضية القطبيين. وكان الدكتور محمود عزت ظهر على قناة "الجزيرة" مساء الأربعاء حيث أعلن عزم الجماعة القيام بها قبل يوم 13 يناير، وكشفت مصادر إخوانية أنّ الانتخابات الخاصة بمكتب الإرشاد والمرشد كانت قد بدأت قبل ظهوره، ليس هذا فقط بل أنّ الانتخابات كانت شبه منتهية قبل يوم السبت، وأنّ ما حدث في هذا اليوم فقط كان فرز أصوات الناخبين الذين صوتوا من أعضاء مجلس الشورى العام.