إعلامُ فنجان وطنيّة زيادة،يعزّي و يروّحْ كيفْ العادة كما العادة و العوائد ، و كما هو الحال عند كلّ مصيبة تحلّ بهذا الوطن العزيز و أهله الطيّبين ، فإنّ – جوْقة – الإعلام الفاسد ، إعلام ( البيزْ و الأوديمات ) و إعلام فنجان وطنيّة زيادة ، هذه الجوقة – كلّ مرّة - تلمّ شلّتها و تنصب المنادبْ لاستغلال الحدث و المتاجرة في الدمّ و لاستجلاب الخوف و الرّعب وخصوصا لاستحداث الممكن و الغير ممكن من الفرضيّات التي تزيد من صبّ الزّيت على النّار و تُذكي الفتن الظاهرة و الباطنة ، كما أنّها لا تنسى و لا تغفل عن – ملْح الطّعام – لحشر الدّين وأهله و للأئمّة و المساجد من المحاريب إلى المآذن لتجعل منها أهدافا لأحقادها و عُقدها و لكثير من جهلها و انحرافات فكر أهلها ، ثمّ تنثني في صفاقة و كثير من – التكعْرير- على النّهضة و قيادتها و شيخها لتنبش في كلّ حركاتهم و سكناتهم و تصريحاتهم و صمتهم حتّى تستخرج منها دلائل الإدانة التي تكون دوما بدرجة : معيزْ و لوْ طاروا ...! إعلام يحضر – استباقا – إلى مكان المصيبة الذي تجاهله سابقا و سيتجاهله من بعدها و لن يكون أبدا في خارطة تغطياته و ربّما حتّى اسم المكان و جغرافيّته لا يعرفها أكثر مكوّنات بلاتوهات المنادب من خبراء الهانة و أيقونات التخليلات الخائبة فضلا عن منشّط البرنامج و رئيس جوقة الرّداءة ... إعلام يحضر في نفاق فاضح ليغطّى ما يصيب أيّ جزء من الوطن فيستدعي ما طاب له من أهل المصيبة و إلاّ حتّى أحد جيرانهم و معارفهم ( لا يهمّ ) ليكوّن بهم ديكوره و يضفي بهم في خيبة شرعيّةِ و جديّةِ ما يقوم به ، كما يؤثّث لذلك بأشرطة و صور و قراءات صحفيّة من زاوية و بمرجعيّة معيّنة و موجّهة ،،، ثمّ يستعين ببركات و حماقات ضيوفٍ ( على المقاس ) ليزيدوا المُصابين هموما على همومهم بأسئلتهم – الماسطة – و تعليقاتهم الغبيّة و استفساراتهم المُمْرضة . إعلام و أدعياء إعلام و خبراء تعساء و محلّلين / مخلّلين تنتهي مشاعرهم و تقف اهتماماتهم و- تتجمّد - وطنيتهم حتّى إشعار آخر ، ينتهي عندهم و يدخلون في غيبوبة إعلاميّة بمجرّد إنتهاء استغلال المصيبة و انتهاء فاعلية الإبهار فيها . و يرجع أهل المصيبة إلى ما كانوا عليه أو أتعس لا يؤنسهم في ذلك إلاّ إيمانهم بالقدَرِ و لا يعزّيهم فيه إلاّ إعتزازهم بالإنتماء لهذا الوطن العزيز ، ليواصوا حياتهم في صبر و جلَد و كثير من المُعاناة بعيدا عن أعين الكاميراوات وحماسة المراسلين و زيارات المسؤولين و بعيدا عن دعوات – الوجوه النيّرة – التي ذرفت دموع التماسيح في بلاتوهات العار و الدُّمّأرْ ...!