هو الشّيخ ،،، أحبّ من أحبّ و كره من كره ، و من خالفه ظاهرا فقد اعتقده باطنا ،،، هو الأستاذ و المربّي و المعلّم و الأب و – الإستراتاج – محلّيا و إقليميّا ، هو الشيخ راشد الغنّوشي مؤسّس حركةٍ حفر لها مكانا في جلمود الصّخر و حضن شمعتها أمام رياح التغييرات و شدّ – صاريها – أمام أكبر و أهوج العواصف و الأعاصير و خطّ براءة تواجدها السّياسي رغما عن أنف أعتى الدكتاتوريّات و أنظمة البوليس و وسط أتون الحديد و النّار ومرارات السجون و المنافي و شبح التضييقات و الملاحقات و كثيرا من الفيتو العالمي ... هو الشّيخ راشد الغنّوشي الذي – تفنّن – حتّى في الصّبر و المكابدة و كذلك في الهندسة لمشروع أصبح في حكم – النّمذجة – و الإبهار الحركي و السّياسي ، و صار مدرسة بتقاليد عريقة و مكوّنات حداثية تقارع ندّا بندّ كثير من المدارس الإصلاحيّة الحديثة و تضع بصمتها في سجلاّت التاريخ المعاصر . هذا الشّيخ الذي - هرم من أجل هذه اللحظة التاريخيّة – اللّحظة الفارقة في المؤتمر العاشر للحركة ، مؤتمر حفّت به كثيرا من التجاذبات و تهدّدته المخاطر التي امتصّها العقل و التعقّل النّهضاوي و كيّفها ليُوظّفها نقاط قوّة و مؤشرات نجاح بامتياز ، و بالمناسبة هي مخاطر لو أصاب جزء منها أي حزب آخر على السّاحة لتشرذم و تشقّق و فرط عقده . هذا الشّيخ الذي لم يتمالك نفسه عن البكاء – و دموع الرّجال عزيزة – بكاء امتزج فيه الفرح مع الرّهبة ، فرح بالنّجاح و رجوع الأبناء / الرّجال إلى حضن أبيهم و مرجعيّتهم و رهبة لقيام الصّرح النهضاوي معافى ملتفّا حول حمامته الزّرقاء أكثر من ذي قبل في وقت تحضّرت فيه كثير من الأنفس الشحّ أن تقيم الأفراح و اللّيالي الملاح و ليشهدوا – سقوط – طوْدٍ لم يقدروا على إسقاطه لا بالمنافسة و لا بالإنقلاب فانتظروا بعضا من الأمنيات . أجهش الشّيخ بالبكاء و ذرف دموعا كانت – محروقا عالي الجوْدة – لدفع المسيرة نحو أفق أرحب و فضاء أوسع و صلاحيّات أنفع ....