أخبار الحكومة    تلاحقه العديد من التتبّعات .. 12سنة سجنا لإلياس الشواشي    يوم 04 ديسمبر .. مسيرة نقابية بمناسبة إحياء الذكرى 73 لاغتيال الزعيم فرحات حشاد    نبض الصحافة العربية والدولية ...وزير الخارجية الفنزويلي مهاجما وزير خارجية الكيان ..أنتم مجرمو حرب وستحاسبون    لبنان: تأجيل أولى جلسات محاكمة الفنان فضل شاكر    ترامب يعلن: قريباً.. الإعلان عن اتفاق بشأن الحرب الروسية الاوكرانية    مع الشروق : «سلام ترامب»... حروب نتنياهو وأمريكا !!    ثلاثة حكام تونسيين ضمن قائمة حكّام كأس أمم إفريقيا المغرب 2025    رفض راتبا بأكثر من 200 مليون .. الترجي يستعد لحسم مصير «أوغبيلو»    طقس الليلة: انخفاض في درجات الحرارة مع نزول امطار    النيابة العمومية ترفض الأحكام السجنية «بالجملة»؟ .. 20 سنة سجنا للمتّهمين بتهريب 17 كلغ من المخدّرات    الجعايبي يتوّج بجائزة الدكتور صلاح القصب    أحبّها الجمهور التونسي في «نسيبتي العزيزة» ..وفاة النجمة الجزائرية «بيّونة»    في مهرجان القاهرة السينمائي .. .. عفاف بن محمود أحسن ممثلة    اليونسكو تطلق مشروعا جديدا لدعم دور الثقافة في التنمية المستدامة في تونس بقيمة 1.5 مليون دولار    صادم/ 86% من نساء تونس تعرّضن للعنف ولو لمرة واحدة..#خبر_عاجل    النادي الإفريقي يواجه نجوم القدس وديا.. شوف سوم التذاكر    القصرين: تواصل حملات مراقبة معاصر زيت الزيتون لضمان الجودة وشفافية المعاملات    تونس/اتحاد أوروبي: إطلاق مرحلة ثالثة من طلب مقترحات لتمويل مشاريع فلاحية وصيد بحري وتربية الاحياء المائية    واعظ ديني يتحيّل على مواطنين من خلال "جمع التبرّعات"!!    دراسة تكشف: حوالي نصف شباب تونس يسألون الانترنات عن صحتهم الجنسية والانجابية    عاجل : أخبار سارة لفلاحة تونس    إيداع 5 متهمين السجن في قضية تحيّل إلكتروني بقيمة 3 ملايين دينار    محرز الغنوشي: الشمال الغربي يستقبل أولى التقلّبات الجوّية    عدد زوّار تونس يزيدة ب10،3٪ إلى حدود 20 نوفمبر    بطولة كرة اليد: برنامج مباريات الجولة الخامسة إيابا    سامي الطرابلسي: استمرار قيادتي للمنتخب مرتبطة بتحقيق هذه الأهداف..#خبر_عاجل    عاجل: مستجدات في سرقة متحف اللوفر...ايقافات جديدة    مواجهات وسماع إطلاق نار خلال اعتصامات في اللاذقية بسوريا    للتوانسة المعنيين بالتجنيد: هذه آخر آجال التسجيل    وصفها بال"مؤامرة": مرافق ياسر عرفات يكشف لأول مرة تفاصيلا صادمة عن وفاته..#خبر_عاجل    علاش ما نَعطسُوش وقت النوم؟ الحقيقة اللي ما تعرفهاش    عاجل: الإفراط في الفرجة على الانستغرام والتيك توك يسبب ''تعفن الدماغ''    الصالون الدولي للانتقال الطاقي: اكبر تجمع مهني يجمع مختلف المتدخلين في القطاع الطاقي بتونس (الكنزاري)    نجوم الكورة يكتبو أسماء زوجاتهم على المريول... شنوة الحكاية؟    تصدر الترند: مسلسل "ورد وشوكولاتة" يثير جدلا كبيرا: هل غيّر المسلسل قصة مقتل الإعلامية شيماء جمال..؟    المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك تدعو للتصدي لخطر الهندسة الاجتماعية الرقمية    "سينيماد" تظاهرة جديدة في تونس تقدم لعشاق السينما أحدث الأفلام العالمية    لقاو نسخة نادرة من سوبرمان وبعوها في المزاد العلني بثمن خيالي!    نجمة الكوميديا الجزائرية 'بيونة' في ذمّة الله    المنتخب الوطني: اليوم إنطلاق التربص.. و6 لاعبين فقط على ذمة الإطار الفني    تزامنا مع موجة البرد: نداء هام للمواطنيين وموزعي قوارير الغاز المنزلي..#خبر_عاجل    يوم دراسي بصفاقس حول المكتبات في واقع الذكاء الاصطناعي ... الفرص والتحديات" يوم الاربعاء 26 نوفمبر    عاجل: هذا موعد ميلاد هلال شهر رجب وأول أيامه فلكياً    عاجل/ رئيس الجمهورية يتوعد: "الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هؤلاء"..    سيدي حسين: مداهمات أمنية تطيح ب"قطعون" وإيزي" والنقار" و"المهبول "كبار مروجي المخدرات    مشروع ميزانية 2026: ارتفاع نفقات التشغيل والتكوين المهني بنسبة 5 بالمائة    بعد تماثله للشفاء... الفنان أحمد سعد يكشف كواليس ما بعد حادث السيارة    طقس الييوم: أمطار غزيرة والحرارة بين 14 و23 درجة    عاجل: أمطار رعدية وسيول محتملة في 7 دول عربية... تحت تأثير الطقس المتقلب    شركات طيران تُلغي رحلاتها بعد ثوران بركان في إثيوبيا    تركيا تكشف تهريب 52 مليار دولار بسبب الرهانات غير القانونية    الصين تكشف عن مسيرة ثورية تصطاد الغواصات المختبئة في الأعماق    الفتاوى الشاذة والهجوم على صحيح البخاري    مخاطر الانحراف بالفتوى    في ندوة «الشروق الفكرية» «الفتوى في التاريخ الإسلامي بين الاجتهاد والتأويل»    يوم علمي تكويني حول مرض السكري في القدم يوم الاربعاء 26 نوفمبر بمدرسة علوم التمريض بتونس    اليوم السبت فاتح الشهر الهجري الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفراح إثيوبيا وأحزان مصر- عبد الرحمن يوسف
نشر في الحوار نت يوم 13 - 10 - 2019

قضي الأمر.. وعلى جميع الواهمين الذين يظنون أن هناك حلا ما لكارثة "سد النهضة" في جعبة النظام أن يفيقوا، وأن يتعاملوا مع الواقع كما هو.. لا كما يتمنونه، أو كما يبيعه لهم إعلام الديكتاتور.
لقد أصبح سد النهضة واقعا حقيقيا، ولا توجد مشاريع بهذا الحجم تصل إلى هذه المرحلة من الإنجاز دون أن تكتمل.
وما الذي يمكن أن يحدث لكي يتوقف هذا السد؟ غضب مصر؟ ما وزن مصر؟ ما وزن الجيش المصري؟ ماذا تمتلك الدبلوماسية المصرية من أوراق؟ هل هناك دبلوماسية مصرية أصلا؟ قمة الدبلوماسية المصرية بلغ من التفاهة مبلغ أنه يتعارك مع الميكروفونات التي توضع أمامه.. لقد تعارك مع الميكروفون لأنه أجبن من أن يتعارك مع المؤسسة.. أو حتى مع الصحفي الذي يمثلها!
الحقيقة المرة أن العالم كله مع إثيوبيا.. وفي هذا الإطار ينبغي لنا أن نتعامل مع حصول السيد "آبي أحمد" رئيس وزراء إثيوبيا على جائزة نوبل للسلام.. هذه جائزة تبارك أعماله كلها.. ومن ضمنها "سد النهضة".
لم يحصل السيد "آبي" على الجائزة لمجرد أنه حاكم ديمقراطي، بل لأنه سياسي بارع، في دولة لها طموح، اختارت له أنسب الكوادر.. دولة تعلمت من ماضيها في الاستبداد، وها هي اليوم تحصد ثمارا لا يستهان بها، وما هو قادم سيكون أكبر.. ومن ضمن ما هو قادم.. تركيع مصر.. لمئات السنين.. إذا لم نواجه التحدي بما يليق!
* * *
هل يمكن أن يحصل "سيسي" على نوبل"؟
بالطبع يمكن!
الديمقراطية ليست معيارا.. وهذه الجائزة حصل عليها ملائكة.. وحصل عليها شياطين!
الدور الإسرائيلي في الترشيح للجائزة لا يستهان به.. يمتلكون مؤسسات.. مؤسسات تستطيع أن تدفع بمرشحين.. تستطيع أن تخترع مرشحين.. تستطيع أن تحوّل جنرالا سيكوباتيا أخرقا إلى مرشح محتمل لجائزة نوبل للسلام.. ثم إلى حاصل على الجائزة.. فعلوها من قبل.
ولكن.. ما المقابل؟ ماذا يملك "سيسي" ليقدمه لإسرائيل.. لكي تسبح مؤسساتها ضد تيار المنطق وترشحه لأي جائزة في الدنيا أصلا؟!
يملك مصر!
هل يحصل عليها من أجل دوره في تحقيق السلام عبر "صفقة القرن"؟
ربما!
أم يحصل عليها مقابل دوره في توصيل مياه النيل إلى إسرائيل؟
أم يحصل عليها مقابل "الأعمال الكاملة" في الحكم؟!
إن المتأمل في كارثة سد النهضة سيجد أن المخرج الوحيد لها (في نظر من تسبب في الكارثة) هو أن تحصل مصر على حصتها من المياه، مقابل أن تتحول إلى "ماسورة" توصل لإسرائيل حصة تشتريها من إثيوبيا (بمبلغ رمزي)!
نعم.. بمبلغ رمزي.. لقد دفعت إسرائيل ثمنا كبيرا مقدما.. لقد استثمرت إسرائيل في هذا السد بنفوذها في المؤسسات المالية، بدفعها "سيسي" لتوقيع اتفاق المبادئ في آذار/ مارس 2015م، وها هي إسرائيل اليوم تدفع باسم "آبي" ليحصل على جائزة نوبل.. هذا الاستثمار في السد، وفي رئيس الوزراء نفسه.. سيكون له اعتبار عند تسعير المياه التي تصل إلى إسرائيل.
* * *
ولكن.. هل ينال مصر شيء من هذه المكاسب؟
لا أحد يستطيع التخمين.. ولكن في وجود هذه العصابة في سدة الحكم لا يمكن أن يستبشر أحد خيرا.. إذ كيف يمكن لمن باع النيل أن يؤتمن على أي شيء؟!
إن مصر تحتاج إلى مضاعفة حصتها من المياه عدة مرات، بينما السيد "سيسي" قام بالتوقيع على اتفاق مبادئ لم يذكر فيه حصة مصر أصلا، بل لم تذكر فيه أي جملة تتعلق بحقوق دول المصب في تلك المنابع.
لقد أقرّ "سيسي" لإثيوبيا بملكية مياه النيل.. وقد قلنا ذلك في عام 2015، وحذرنا من عواقب ذلك، ولكن كان ضجيج الاحتفالات بإنهاء الخلاف مع إثيوبيا يفوق أصواتنا، خاصة بعد أن حرم كل صاحب رأي حر من جميع منابره الإعلامية.
* * *
كيف سيتصرف "سيسي" وعصابته في هذا الموقف؟
سيروي القصة بعد أن يحذف الفصول التي تجرمه.. أي أنه سيحمل المسؤولية لمبارك (وهو المسؤول الأول عن هذه الكارثة)، ثم بعد ذلك سيحمل ثورة يناير تلك الكارثة، ثم يرمي الجريمة ربما على الرئيس الشهيد محمد مرسي.. ثم يحذف دوره الحاسم الذي لولاه لما كانت هناك شرعية لكل ما حدث.. ثم يبدأ بطرح الحلول.
ما هي الحلول التي يمكن أن يطرحها النظام؟
بالطبع أن نقف جميعا (مهما كانت خلافاتنا) خلف الرئيس.. فليس هذا وقت الخلاف السياسي.. مهما كانت خلافاتنا.. ينبغي أن نتوحد من أجل ماء النيل!
وبعد أن نقف خلف رئيس جمهورية الأمر الواقع.. ما الذي سيحدث؟ كيف ستعود حصتنا (التي لا تكفينا أصلا) من النيل؟
حينها سيبدأ النظام بالحديث عن "ضرورة" أن نقبل بمرور ماء النيل إلى أسرائيل!
* * *
كل هذه السيناريوهات مجرد افتراضات.. وإذا لم تتم فتأكد أن مصر مقبلة على مجاعة ستكون هي الأكبر في التاريخ القديم والحديث!
وهنا ينبغي أن نتساءل.. أليس من ضمن مسلمات السياسة في المنطقة هي أن مصر بلد ينبغي أن لا يشبع.. وينبغي كذلك أن لا يموت من الجوع؟ أليس ذلك ما اتفق عليه السياسيون والمحللون من جميع التيارات؟
ربما.. ولكن أليس هناك شواهد كثيرة تدعونا إلى الشك في هذه المسلمة؟
أليس هناك جنون في العالم يجعلنا نفترض أن هناك رغبة ما في "إماتة" مصر جوعا؟ أليس ذلك ممكنا في عالم اليوم الذي يحكمه مجموعة من السفاحين السيكوباتيين؟
ألا يمكن أن يكون هناك من يرى أن مئة مليون مصري يعتبر رقما أكبر من اللازم، وأن ذلك يمثل خطرا استراتيجيا على دول أخرى في المنطقة؟
لماذا لا نحصل على مصر جديدة؟
مصر ذات عدد سكان منخفض (نسبيا)، وهذه الدولة الجديدة تعيش تحت رحمة الجميع، تحت رحمة السلاح النووي الإسرائيلي، والمياه الإثيوبية، والغاز اليوناني القبرصي (الذي هو غازنا ولكن بتوقيع "سيسي" أصبح ملك الآخرين)، وتحت رحمة أموال الإمارات والسعودية.. مصر جديدة تماما تحت حذاء القوى الإمبريالية في أي شيء وفي أي وقت!
هذا التفكير ليس تشاؤما.. بل هو ما ينبغي لنا أن نفكر فيه.. بعد أن أصبحت الحقائق واضحة للعيان دون أي عمليات تجميل.
* * *
سؤال أخير.. هل هناك حل "حقيقي" لكارثة سد النهضة؟
بالطبع هناك حلول.. ولكن تأكد من أمرين.. الأول: أن بداية أي حل سيكون بالتخلص من هذه العصابة التي خطفت مصر وسلمتها إلى أمم العالم لتنهش فيها بلا أي خجل.
الثاني: أن هذه الحلول (أيا كانت) ستستغرق أعواما طوالا، وسوف يكون لها ضحايا وتضحيات لا يتخيلها أحد!
* * *
جملة أخيرة لا بد منها: لقد شاهدنا في ثمانينيات القرن الماضي آلاف الصور لضحايا المجاعات في إثيوبيا، وكانت مصر في ذلك الوقت تنعم بخيرات السد العالي الذي بني في الستينيات.
لم تفكر الدولة المصرية بقيادة المخلوع مبارك وبدبلوماسية المدعو عمرو موسى.. في إرسال كيس طحين واحد لإنقاذ هؤلاء الجوعى!
أخشى أن نرى أسوأ من هذه الصور في غد قريب.. بعد أن تنعكس الآية!
نسأل الله أن يخلف ظنوننا.. وأن يخلصنا من الظالمين الذي باعوا بلادنا بحفنة من الدولارات!
موقع الكتروني: www.arahman.net
بريد الكتروني: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.