اجتمع رئيس الجمهورية اليوم الاثنين برئيس الحكومة الياس الفخفاخ والأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي في رد سريع على مخرجات مجلس شورى حركة النهضة الحزب الفائز بانتخابات 2019، وفي محاولة اصطفاف اكدت رسميا ان رئيس الجمهورية دخل في حرب معلنة مع المؤسسة التشريعية، وتقدم قيس سعيد بخطاب حرب بعد أن اثث جلسته بالأمين العام لاتحاد الشغل واستدعى الفخفاخ على عجل، وتحدث سعيد بطريقة فجة واستعمل إشارات مسقطة ضد رئيس البرلمان راشد الغنوشي، ونقلت كاميرا الرئاسة كلمة سعيد التي ركز فيها مع الطبوبي ولم يلتفت الى الفخفاخ، وكعادته استرسل سعيد في الخطابة واكتفى الطبوبي بكلمة يتيمة "مفهوم". تعمد سعيد استعمال الطبوبي والفخفاخ للديكور الخطابي كما أرسل من خلالهما رسالة الى الحزب الأول في البلاد تؤكد عملية الاصطفاف المتجددة. وعليه يمكن القول ان سعيد تسلح بالاتحاد وبحلفاء الفخفاخ ليعلن الحرب على الحزب الأول وعلى المجلس التشريعي، تلك خطوة يسعى من خلالها الرئيس المثير للجدل الى تغذية الفكرة الشمولية التي يعد الى طرحها او يتحين طرحها وتقضي باختزال جميع السلطات في شخص الرئيس. ربما لم يسبق منذ الثورة ان توجه أحد الرؤساء بخطاب حاد يقطر التهديد من معانيه ومغازيه، مثلما فعل رئيس الدولة تجاه رئيس البرلمان، طريقة متشنجة في سياق ركح تم تركيبه على عجل ، قامت نادية عكاشة بتأثيثه عبر استعمال الإضاءة والإكسسوار والطبوبي والفخفاخ وبعض الترتيبات الاخرى. بعد الرسالة التي اعدتها نادية عكاشة وتوجهت بها الى البرلمان، يصبح من الصعب الحديث عن تواصل منظومة 2019، يبدو ان تونس تحتاج الى انتخابات مبكرة على جميع الأصعدة، رئاسية وبرلمانية. لأنه لا يمكن للبلاد أن تظل رهينة شخصية متوترة تستعمل الثكنات العسكرية باستمرار، ثم اذا احتاجت تمد يدها الى الاتحاد العام التونسي للشغل وتستعمله في تذكية نار الخلاف داخل مؤسسات الدولة. نصرالدين السويلمي